في الوقت الذي يلقي بعض قادة رؤساء أقوي الدول العديد من الكلمات على مرأي ومسمع من الجميع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال 80، خرجت علينا رئيسة سلوفينيا ناتاشا بيرتس موشار، بكلماتها الواضحة الرصينة لتعبر عن رأيها بلا مواربة أو خداع، إذ أوجزت الوضع الراهن بكل صدق وقوة. اقرأ أيضًا| محمود عباس: نرفض إسرائيل الكبرى والاحتلال يسعى لابتلاع الضفة والقدس وأكدت في كلمتها أن العالم علق الآمال الكبيرة عقب انتهاء الحرب العالمية في 1945، أملين في حقبة جديدة من السلام والتعاون، تمخض عنها إنشاء الأممالمتحدة التي من شأنها أن تمهد لرؤية السلام الدائم والأمن والتعاون وفقا للميثاق الذي اعتمده الجميع في ذلك الوقت. وتابعت أن ما حدث على مر السنين هو عكس ذلك تماما، عندما فشل مجلس الأمن الذي يعتبر ركيزة الأمن الجماعي في تحقيق تطلعات العالم. كما أن الدول الخمس الدائمون الذين يفترض بهم أن يكونوا مثالا يحتذى بهم ويفترض بهم العمل من أجل السلام، يسعوا إلى العمل لمصالح خاصة. اقرأ أيضًا| لدعم غزة| «إسبانيا» تفرض حظرًا «شاملًا» على الأسلحة مع إسرائيل ولفتت إلى أن القانون الدولي سقط في هاوية عدم الموائمة، فضلا عن مؤسسات حقوق الإنسان والأمن الشخصي للمدافعين عن حقوق الإنسان والسلطة التابعة له كلها تعاني الحصار. وأوضحت أن اتفاقية مكافحة ومنع الإبادة الجماعية أصبحت من مخلفات الماضي، واليوم صارت المحكمة الجنائية الدولية أمام أكبر تحدي لها، ويواجه قضاتها ترهيبا لتطبيق العدالة، لأن بعض الدول تؤثر التستر على مرتكبي الفظائع بدلا من مواجهة الحقيقة والمساعدة على تطبيق العدالة. اقرأ أيضًا| مدن إيطالية تنتفض لغزة مظاهرات وإضرابات تطالب بالعدالة فضلا عن الوعد بأهداف التنمية المستدامة الذي اضمحل ويتقدم بطيء مع تراجع المساعدات الإنمائية للفقراء وأخيرا ما صدر عن محكمة العدل الدولية التي أكدت على أن القانون الدولي يلزم الدول بمنع إلحاق الضرر بالمناخ والذي لم يتحقق فضلا عن الدول التي انسحبت من اتفاق باريس حول المناخ. وأشارت إلى أن الوصول إلى مقترح المنتدى العالمي للمستقبل، ليس بالحلول الاختيارية، بل هي ضرورة وجب العمل عليها. فولاية المنتدى العالمي للمستقبل قد تعجل بالدفع نحو مثل ذلك التغيير لافتة إلى أن هناك تحديين أمام هذا المنتدى أولهما العمل على إصلاح مجلس الأمن بوصفه الهيئة الرئيسة التي أنيط بها السلم والأمن الدوليين وهي هيئة تتخطى القانون الدولي أحيانا دفاعا عن مصالح البعض على حساب البعض الآخر. ثانيا لابد أن نتعامل مع الفجوة بين الأقوال والأفعال بشأن المساواة بين الجنسين. ودعت رئيسة سلوفينيا إلى تضافر الجهود ونبذ العنجهية والتعنت والكراهية والإرادة العمياء، والتصدي إلى انعدام العدالة والمساواة وحروب العدوان والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية وأن نعلن بكل جدية وصدق بأننا نتحمل مسؤولية شخصية وجماعية، لمصلحة الأجيال المقبلة وإن كان لنا نتحمل مسؤوليتنا كبشر ولكي نضمن وقوفنا إلى الجانب الصحيح من التاريخ يجب أن نتحرك، نحن لم نوقف المحرقة ولم نوقف جريمة الإبادة الجماعية في رواندا. ولكن يجب أن نوقف حرب الإبادة الجماعية في غزة الآن وليس غدا.