في أروقة ملتقى الشارقة الدولي للراوي بنسخته الخامسة والعشرين، وجد الزوار أنفسهم أمام مشهد غير متوقع، صور نادرة وقصاصات من الصحف المصرية القديمة حملت وجوها محفورة في الذاكرة العربية، صور للرئيس الراحل محمد أنور السادات خلال استقباله حاكم الشارقة في القاهرة، وأخرى لكوكب الشرق أم كلثوم وهي تشارك في فرحة أبوظبي بقيام الاتحاد. لم تكن هذه الصور مجرد أرشيف صحفي، بل شواهد حية على زمن صنعت فيه الكلمة المطبوعة جسورا بين الشعوب ووثقت لحظات فارقة في التاريخ العربي. ◄ اقرأ أيضًا | في ذكرى وفاتها ال50.. «أم كلثوم» على المسرح بأحدث التقنيات محمد صادق رئيس مؤسسة الأرشيف العربي للتراث يرى أن هذه المشاركة تحمل رسالة عميقة، قائلا إن وجود هذه الصور داخل الملتقى رسالة واضحة أن الصحافة ليست مهنة عابرة بل أداة للتوثيق وحفظ الذاكرة، فهي التي أرخت للحظة ميلاد الاتحاد، واحتفت بأصوات مصرية وعربية صنعت الجسور بين القاهرةوأبوظبي. ويضيف صادق مصر ستبقى الدولة الرائدة وصاحبة الريادة في دعم الصحافة العربية ونشر رسالتها، وما نقدمه اليوم من مشاركة بكتب ووثائق مصرية في الملتقى هو جزء من مسؤولية الحفاظ على الذاكرة الجماعية للأمة. ولم يتوقف المعرض عند حدود الصور والقصاصات بل امتد ليكشف جانبا من أدب الرحلات المصري فتزينت الأروقة بكتب لامعة مثل رحلاتي حول العالم للدكتورة نوال السعداوي، وسندباد في رحلة الحياة للدكتور حسين فوزي، هذه الأعمال كما يؤكد صادق ليست مجرد كتب وإنما امتداد لذاكرة مصر الثقافية والفكرية التي لطالما أغنت المشهد العربي. وتستمر فاعليات ملتقى الشارقة الدولي للراوي في دورته ال 25، تحت رعاية الشيخ الدكتور سلطان محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وذلك بمشاركة وعربية ودولية، حتى ال26 من الشهر الحالي. وتتضمن فعاليات الملتقى الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث إقامة جلسات علمية ومعارض تشكيلية وورش متنوعة وعروض فنية مستوحاة من تراث العالم، بجانب إقامة عدد من المعارض الفنية وعلى رأسها معرض الفنان التشكيلي المصري إبراهيم البريدي.