لم يعد الحديث عن جماعة الإخوان مقتصراً على تاريخها السياسى أوشعاراتها المعلنة، بل امتد ليكشف الوجه الخفى لدور شباب الجماعة الذين تحولوا فى كثير من الحالات إلى أداة عنف جاهزة، وامتداد طبيعى لفكر متشدد لا يؤمن إلا بالسمع والطاعة، ورغم أن الجماعة دأبت على الترويج لصورة «السلمية»، فإن الواقع يبرهن على أن عدداً كبيراً من شبابها انخرط فى صفوف تنظيمات إرهابية مثل القاعدة وداعش، ليصبحوا دواعش تحت الطلب.. فما الذى قاد هؤلاء الشباب لهذا المصير؟ وكيف استغلت القيادات طاقتهم لتحقيق أهدافها؟ وما أثر هذه التجربة على مستقبلهم ومجتمعهم؟ هذا ما تناقشه «الأخبار» فى التحقيق الآتى. يتحدث الدكتور محمد ممدوح، رئيس مجلس أمناء مجلس الشباب المصرى وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، فى قراءة معمقة لظاهرة استقطاب الشباب داخل جماعة الإخوان، عن أن الصورة ليست أحادية، فهناك شريحة من شباب الإخوان كانوا بالفعل ضحايا لخطاب تضليلى خلط بين الدين والسياسة، واستغلت عاطفتهم الدينية البريئة كمدخل لغرس أفكار العداء للمجتمع والدولة، فانخرطوا فى التنظيم وهم يظنون أنهم يخدمون قضية سامية. وفى المقابل، وجدت فئة أخرى كانت على وعى كامل بطبيعة المشروع العنيف للجماعة، وساهمت بشكل مباشر فى تأسيس خلايا مسلحة بعد 2013 مثل «حسم ولواء الثورة»، وهؤلاء لم يكونوا ضحايا بل شركاء فى مشهد الدم والفوضى، وهكذا استغل التنظيم هذه المساحة الرمادية ليظهر الشباب كضحايا أمام الرأى العام، بينما يستخدمهم كجنود. ويشير إلى أن الشباب مثّلوا دائمًا العمود الفقرى للجماعة، فهم الطاقة والحماسة والاستعداد للتضحية، إضافة إلى قدرتهم على استخدام أدوات العصر كالمنصات الرقمية والإعلام الجديد. ومنذ نشأتها، حرصت الجماعة على جذبهم من الجامعات وتعبئتهم عبر الأسر التربوية والمعسكرات والرحلات الدعوية، ليكونوا «رأس الحربة» التى يتحرك بها التنظيم فى الشارع وفى العالم الافتراضى، بينما تبقى القيادات مشغولة برسم الاستراتيجيات. اقرأ أيضًا | برعاية الهارب أيمن نور.. «تنسيق سري» لإنقاذ الإخوان من التصنيف الإرهابي شعار السلمية وعن التحول السريع من شعار «سلميتنا أقوى من الرصاص» إلى الالتحاق بداعش، يرى أن هذا الشعار لم يكن خيارًا فكريًا بقدر ما كان غطاءً سياسيًا لكسب التعاطف الدولى، ومع فشل الخطاب السلمى فى إحداث التغيير، تصاعد الإحباط بين الشباب، ليتحول الخطاب تدريجيًا إلى شرعنة العنف باعتباره «الاختيار الأخير». وهكذا كان التحول نحو داعش والقاعدة نتيجة طبيعية، حيث بدا الانتقال للشباب وكأنه تطور منطقى فى إطار المناخ العقائدى الذى زرعته الجماعة. ويضيف أن استغلال العاطفة الدينية لعب دورًا محوريًا فى هذا المسار؛ إذ ربطت الجماعة الدين بمشروع سياسى، وقدمت التضحية بالنفس كقمة الإيمان عبر نصوص مبتورة وخطاب وجدانى مؤثر، فى حين أن الدين فى جوهره رسالة سلام لا علاقة لها بالصراعات السياسية. رسالة مزدوجة أما مقتل شباب إخوان فى صفوف داعش والقاعدة، فيحمل رسالة مزدوجة، ويؤكد أن طريق العنف مسدود ينتهى بالموت فى معارك لا تخص مصر، ويكشف للعالم زيف خطاب الجماعة المزدوج الذى يرفع شعار السلمية صباحًا ثم ينتهى إلى العنف المسلح مساءً. وهنا يرى ممدوح أن حماية الشباب مسئولية جماعية تبدأ من التعليم والإعلام وتنتهى بخلق بدائل آمنة للاندماج السياسى والمجتمعى. وبشأن مراجعات بعض المنشقين، يوضح أن بعضها صادق يستحق الدعم وإعادة التأهيل الفكري، لكن هناك أيضًا مراجعات تكتيكية هدفها تخفيف الضغوط الأمنية أو فتح قنوات جديدة للتنظيم، لذلك يظل التمييز بين الفئتين بحاجة إلى آليات دقيقة وبرامج متابعة طويلة المدى. ويحذر ممدوح من أن استمرار العقلية المتطرفة داخل الجماعة يعنى إعادة إنتاج نفس الدائرة المغلقة للأفكار العنيفة عبر الأجيال الجديدة، ما يضع التنظيم فى مأزق حقيقى يجعله عاجزًا عن التجدد أو القبول بالعمل السياسى الطبيعي، كما أن شبكات التواصل الاجتماعى لعبت دورًا بارزًا فى تسهيل تجنيد الشباب، حيث تحولت المنصات إلى «غرف عمليات» تعرض خطابًا أكثر حدة وصورًا لمعارك خارجية تقدم كملحمة جهادية، فى ظل استغلال دعائى متقن من داعش والإخوان معًا. ويخلص إلى أن الجماعة أثبتت قدرتها على التلون وإعادة تدوير شبابها فى أشكال جديدة، من كيانات حقوقية ظاهرية إلى مبادرات شبابية تبدو مستقلة، غير أن الوعى المجتمعى والدولة أصبحا أكثر إدراكًا لهذه الأساليب، ما يجعل فرص نجاحها اليوم أقل. ويشدد على أن المعركة مع التطرف ليست أمنية فقط، بل فكرية وثقافية، وأن حماية الشباب تبدأ ببناء وعى نقدي، وإشراكهم فى مشروع وطنى جامع يحصنهم من أن يكونوا وقودًا لمشاريع عنف عابرة للحدود. التجنيد التنظيمى ومن جانبه يقول عمرو فاروق، كاتب وباحث فى شئون الجماعات الأصولية وقضايا الأمن الإقليمى، إن جماعة الإخوان تعتمد على مفهوم «التقية» فى التعامل مع قضايا المجتمع، وتكرس لنوعين من الخطاب أحدهما معلن يرتكز على مغازلة الرأى العام بهدف تبييض وجه الجماعة ومحاولة التأثير فى قناعاته الفكرية والثقافية، والخطاب الآخر سرى يرتكز على مخاطبة القواعد التنظيمية بعيدا عن السياق العام فيما يخص أهداف الجماعة وتحركاته داخليًا وخارجيًا، ومشاريع اختراقها لمؤسسات الدولة، أو التغلغل حاليًا من خلال منصات التواصل الاجتماعى فى إطار التطور التنظيمى والتماهى مع التكنولوجية الحديثة، بعدما اعتمدت لسنوات طويلة على ما يعرف ب«فقه الواقع»، والسيطرة على المؤسسات الفاعلة مثل المساجد والجامعات والمدارس وغيرها. والخطاب غير المعلن يحمل فى أدبياته مفردات جاهلية المجتمع وتكفير الأنظمة السياسية، وفق ما يعرف ب«غربة الإسلام»، أو «التآمر على الإسلام»، وغيرها من الأدبيات التى تمت صياغتها للتأثير على العقل الجمعى للمجتمع وتوظيفها كذلك فى عمليات الاستقطاب الفكرى والتجنيد التنظيمى. مفردات العنف ويشير إلى أن جماعة الإخوان لم تتخل عن الأدبيات التكفيرية أو مفردات العنف، من خلال اعتمادها فى عملية تربية أفرادها وقواعدها التنظيمية داخل مصر وخارجها، على الأطر الفكرية التى صاغها حسن البنا وسيد قطب، فضلا عن نظريات أبو الأعلى المودودي، والتى أحدثت تحولا كبيرا عقب سقوط حكم الجماعة فى مصر فى يونيو 2013، وتشكيل اللجان النوعية المسلحة التى تعتبر امتدادا صريحا للجناح الخاص الذى أسسه البنا فى الأربعينيات من القرن الماضى وتورط فى عملية العنف المسلح، مثل اغتيال النقراشى باشا والقاضى أحمد الخازندار، وتفجير محكمة استئناف القاهرة. ما يعنى أن اتجاه الجماعة للعنف فى خلال المرحلة الأخيرة لم يكن نتاج أزمة سياسية أو غيرها، لكن الجماعة حولت الخلاف حول سلطة الدولة إلى خلاف ديني، ودفعت شبابها للانتفاض ضد مؤسسات الدولة وقناعات الشارع المصرى، عبر العمل المسلح، ووضعت مجموعة من الدراسات والأبحاث من أجل «شرعنة» هذا العنف، اعتمادا على المنهجية الفكرية التى صاغها سيد قطب تحديدا تحت لافتة اسقاط الدولة لبناء الدولة البديلة أو الدولة المنشودة. ويؤكد أن التربية الداخلية الإخوانية وفق ما تسرب من العناصر المنشقة عن التنظيم، ووفق ما تم طرحه فى كتب تضمنت المنهجية الفكرية للجماعة، مثل كتاب «الرسائل»، لمؤسس التنظيم حسن البنا، والذى جمع بين دفتيه رسائله التى كان يلقيها على الشباب وضمت الآلاف من عبارات الحث على الجهاد المسلح، والوصول للسلطة، ومنها لأستاذية العالم، ثم جاءت بعد ذلك كتب «فى ظلال القرآن، ومعالم فى الطريق، والمستقبل لهذا الدين، وأين الطريق، وضريبة الذل»، لسيد قطب، والتى ثبّتت ورسخت فكرة الحاكمية فى الإسلام، وكانت بمثابة الضوء الأخضر لخروج فكر العنف المسلح ضد الدولة. تلاها كتب «التنظيم السرى للإخوان، وكتاب نقاط على الحروف»، لأحمد عادل كمال الذى يعتبر أحد الذين زينوا العنف ودافعوا عن أمور لا يمكن الدفاع عنها، وقد شاركه فى هذا الطريق، مروان حُديد الإخوانى السوري، الذى يعتبر أحد المؤسسين لأصول منهج العنف المسلح، كما تناولت سلسلة «نحو جيل مسلم»، التى كتبها عدد من قيادات الإخوان، على رأسهم محمد على العريشى، والتى ضمت كتاب «مراحل الدعوة الفردية»، ويشرح طريقة تجنيد واستقطاب العناصر الجديدة، وكيفية وصول الفكرة للشباب، وهى نفس الطرق التى سار على نهجها قيادات التنظيمات المتطرفة الأخرى فى تجنيد الأفراد. التنظيمات المتطرفة ويوضح عمرو فاروق أبرز النماذج لشباب الإخوان منوها إلى أن الإشكالية ليست فى الأسماء خاصة أن المنهجية الفكرية لجماعة تحولت إلى بيئة مساهمة فى اتجاه الشباب للإرتماء فى أحضان تيارات السلفية الجهادية، لاسيما أن مختلف التنظيمات الراديكالية المتطرفة تشبعت بأفكار سيد قطب ورؤيته فى التعامل مع قضية «أسلمة المجتمع»، وبالتدقيق سنجد أن عددا كبيرا من العناصر التى أثرت فى الحركات الأصولية المسلحة خرجوا وتربوا فى أحضان جماعة الإخوان، مثل أيمن الظواهرى، وأسامة بن لادن، مؤسس تنظيم «القاعدة»، وأبو بكر البغدادى مؤسس تنظيم داعش، ومروان حديد، مؤسس «الطليعة المقاتلة فى سوريا»، وشكرى مصطفى مؤسس جماعة التكفير والهجرة وعبد الحكيم بلحاج مؤسس «الجماعة الليبية المقاتلة فى ليبيا» وغيرهم، حتى لو لم يرق الانتماء إلى المستوى التنظيمى ، فإنه يرقى إلى مستوى الارتباط الفكرى والحركي، خاصة أن الجماعة مثلت الرحم والوعاء الذى خرجت منه مختلف هذه التنظيمات التى أشعلت العالم العربى واستحلت دماء أبنائه. ويشير إلى جماعة الإخوان لديها تماهى مع التنظيمات المتطرفة على مستوى العالم، خاصة أن جماعة الإخوان لعبت دورًا كبيرًا فى معسكرات الجهاد الافغانى عن طريق الدكتور أحمد الملط نائب مرشد الإخوان، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وعبدالله عزام والدكتور عبدالله عياد، تحت إشراف مصطفى مشهور، والذى منح الإخوان دورًا أكبر فى التمهيد لبناء وتدشين تنظيم القاعدة فى نهاية الثمانينات، فضلًا عن تأثير هذه النماذج فى التأثير على العقول الشبابية واعتبارها بمثابة «قدوة تنظيمية وحركية» تم تقليدها واستنساخها، ومن اتجاه شباب الإخوان عقب سقوط حكم الجماعة للإرتماء فى أحضان داعش أو الجماعات المسلحة. جاء فى الغالب بمعرفة وعلم قيادات التنظيم التى استثمرت هذه الحالة فى التغطية على فشل الجماعة، والزعم بأنها لا تمارس العنف، أو هذه الوقائع لا تمثل سوى حالات فردية خارجة عن السياق العام للجماعة ومشروعها، لكن فى الحقيقة التاريخ الحركى والتنظيمى لجماعة الإخوان وأدبياتها الفكرية، قادرة على تهيئة الشباب للانخراط فى العمل المسلح بناء على قناعات مباشرة. أسباب انجذاب الشباب وفى هذا الصدد، يوضح الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوى، أن هناك عدة عوامل حاسمة تفسر مسار انجذاب الشباب للجماعات الإرهابية، منها الحاجة الفطرية للتدين التى إذا لم تُشبع عبر مؤسسات دينية رسمية ومنظومة تعليمية موثوقة، حيث يبحث الشاب عن «جرعته» من مصادر بديلة لا يملك خبرة تمييز صحتها من خطئها، فتستغل الجماعات ذلك لاستقطابهم فى مراحل عمرية مبكرة، كما يلعب البحث عن الهوية والانتماء دورًا قويًا؛ فشباب كثيرون يفتقرون إلى توجيه واضح ولا يشعرون بأهمية دورهم فى المجتمع، فتمنحهم هذه الجماعات هوية مزيفة وشعورًا بالأهمية يدفعهم للانخراط قبل أن يدركوا زيف هذا الدور. وينضم إلى ذلك فراغ فكرى وروحى ناجم عن خطاب دينى تقليدى غير قادر على مواكبة العصر، مما يترك الشباب عرضةً للأفكار المغلوطة، إضافةً إلى الشعور بالمظلومية، حيث يميل بعض الشباب إلى تحميل الآخرين مسئولية إخفاقاتهم بدلاً من محاسبة الذات ما يجعلهم فريسة سهلة لخطاب الإقصاء والتآمر الذى تروّجه الجماعات، وتزيد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية من هشاشة الشباب النفسية، فتضعف مناعتهم الذهنية وتزيد قابلية الاقتناع بالأفكار المتطرفة، كما يسهم غياب الرقابة والتوجيه الأسري، وتشجيع مظاهر تدين شكلية، فى جعل البيئة أكثر خصوبة للاستقطاب. ويؤكد حجازى أن التهميش خصوصًا عندما يتحول إلى إحساس بعدم الأحقية رغم الكفاءات قد يدفع البعض إلى تبنى طرق راديكالية كإعلان رفض، فتستغل الجماعات هذا الشعور لاستقطابهم وتقديم مبررات تبدو مقبولة ظاهريًا لتبنى فكر معادٍ للمجتمع، وغرس فكرة أن ما يفعلونه رد فعل مشروع على ظلم مزعوم. ثقافة السمع والطاعة وتسهم شبكات الجماعة الاجتماعية الأسرية والمعسكرات الجامعية وأنشطة الحشد فى خلق بيئة مغلقة تغذى التطرف عبر عزل الشاب تدريجيًا عن محيطه الأهلى وتحول الجماعة إلى بديل للأسرة وشبكة الدعم، بينما يعزز نظام تدفق المعلومات داخلها «ثقافة السمع والطاعة» ويحول الفرد من مفكر إلى منفذ، مع تهديد بالعزل والوصف بالخيانة لكل مَن يعترض، ومع تحديد الهوية عبر الانتماء الجماعي، يفضل الفرد المسايرة فى البداية، ثم تنقلب الأفعال إلى سلوك لا شعورى مع مرور الوقت. وعن أثر التربية القائمة على السمع والطاعة داخل هذه الهياكل، يشير د. عاصم إلى أن إلغاء القدرة على النقد وتحويل العلاقة إلى تبعية مطلقة للقائد أو المرشد يسهِم فى إنتاج أفراد عاجزين عن التحليل، وهو أحد أهم علامات التطرف ومسبباته، لأن التنظيم الهرمى لا يتيح مناقشة أفكار القيادات، بل يجعل التسليم المطلق هو غاية العضو. كما تمنح هذه الجماعات المنتسبين إليها شعورًا زائفًا بالقوة والبطولة، تغذيه الأجهزة الإعلامية والأنشطة الداخلية من ندوات ومعسكرات، فتضخ فى ذهن الشاب منظومة قيم جديدة تُمجد العنف وتعرضه ك«جهاد واسترداد للحق»، هذا الشعور الزائف قابل للتلاشى تمامًا عند تعرض الشاب لخطاب مضاد يستهدف العقل ويعالج المغالطات، لكنه يظل خطيرًا ما لم تُتح له بدائل فكرية ونفسية. فكر داعش وفى تفسير الانتقال السريع لبعض الشباب من فكر الإخوان إلى فكر داعش، فإن التطرف هو المدخل الأول إلى الإرهاب، فالجماعات تهيئ الشاب فكريًا ثم تعمل تدريجيًا على تعميق الفوارق مع المجتمع وإضفاء أفكار متطرفة حتى تصل به لمرحلة تقبل العنف بوصفه حلًا وحيدًا، فتكون الأرضية مهيأة لتبنّى أفكار جهادية أشد تطرفًا والمشاركة فى تنفيذها. أما الآثار على المدى الطويل، فهى بالغة الخطورة؛ فإلى جانب التشوهات المعرفية واختلال منظومة القيم وارتكاب أعمال تنتهك القانون والإنسانية، يصاب الفرد بأضرار نفسية جسيمة تتمثل فى الشعور بالوصمة والخزى والعار، ويفقد ثقته فى نفسه وقد يعانى من القلق والاكتئاب واضطراب الهوية، إلى جانب العزلة الاجتماعية والوصمة التى تلاحقه، مما يخلق فجوة ثقافية واجتماعية تعيق اندماجه لاحقًا، والأهم أن الشاب يتحمل عبء أفعال سببت دماء الأبرياء، ويجد نفسه مجرد أداة فى أيدى قيادات استثمرت فيه لتحقيق مصالح خاصة.