زيارة عابرة إلى مستشفى معهد ناصر كفيلة بأن تكشف حجم الجهد المبذول داخله، وحجم التفانى الذى يقدمه أطباؤه وأطقم التمريض فى خدمة المرضى، منذ اللحظة الأولى تجد نفسك أمام مشهد أشبه بخلية نحل لا تهدأ، حيث يتحرك أصحاب الرداء الأبيض فى كل مكان لتقديم الدعم والرعاية الطبية لمن يحتاجها. اللافت للنظر أن الإدارة لا تنفصل عن هذا المشهد، بل تشارك فيه بفاعلية ، فمدير المعهد الدكتور محمود سعيد، لا يكتفى بالجلوس داخل مكتبه، بل يتجول بين أروقة المستشفى، يستمع لشكاوى المرضى، ويحرص على متابعة الخدمات عن قرب، بما يعكس فلسفة إدارية تقوم على المشاركة والمسؤولية المباشرة. هذا المشهد يؤكد أن معهد ناصر أكبر من مجرد مؤسسة علاجية فهو نموذج متكامل يجمع بين الجودة الطبية والإنسانية فى التعامل مع المرضى، والأهم أنه يستقبل يوميًا آلاف الحالات من مختلف المحافظات، ويقدم لهم الرعاية اللازمة، بل وينقذ حياة الكثيرين فى لحظات حرجة. إن هذه التجربة تستحق تسليط الضوء عليها ودعمها، سواء بالدعم المادى أو المعنوى من الدولة، لأنها تمثل خط الدفاع الأول عن صحة المواطن المصري، وتعكس صورة مضيئة للمنظومة الصحية فى مصر. معهد ناصر ليس مجرد مستشفى، بل هو رسالة إنسانية تؤكد أن الطب قبل أن يكون مهنة، هو التزام إنسانى وأخلاقى تجاه المجتمع.