ما شاهدته «أخبار اليوم» فى جولتها داخل الأكاديمية العسكرية الجديدة بالعاصمة الإدارية لم يكن مجرد عملية تنسيق لقبول الطلاب، بل كان صورة مكتملة لرؤية الدولة المصرية فى صناعة المستقبل. الأكاديمية ليست مجرد مبانٍ حديثة أو قاعات ضخمة، بل هى فلسفة متكاملة قائمة على العدالة، الشفافية، والانضباط من لحظة دخول الطالب وحتى آخر اختبار، كل شيء محسوب ومنظم، والهدف الأسمى هو أن يصل إلى صفوف القوات المسلحة الأكفأ فقط، بعيدًا عن أى وساطة أو استثناء ويتضح ذلك قيام القيادة العامة للقوات المسلحة بمتابعة دقيقة للمنظومة التعليمية بالأكاديمية العسكرية المصرية، حرصًا على إعداد أجيال قادرة على صون الوطن. وفى هذا الإطار، تفقد الفريق أول عبدالمجيد صقر، القائد العام وزير الدفاع، اختبارات القبول بالأكاديمية، مؤكدًا دقة معايير الاختيار، وذلك إلى جانب الزيارات المتكررة للفريق أحمد خليفة، رئيس أركان حرب القوات المسلحة. اقرأ أيضًا | هشام الحلبي: «النجم الساطع» يعكس احترافية القوات المسلحة المصرية إنها تجربة إنسانية ووطنية فريدة، حيث يتقاطع حلم الشباب مع دعاء الأهالى، وينصهر الجميع فى بوتقة واحدة اسمها مصر. هكذا بدت الأكاديمية العسكرية المصرية: صرح وطنى لا يكتفى بصناعة الضباط، بل يزرع فى شباب مصر معنى الانتماء والفداء منذ أول خطوة. ضباطها يرفعون راية الشفافية والانضباط، طلابها يدخلون بأحلام صادقة، وأهاليهم يقفون خلفهم بالدعاء والفخر.. إنها بالفعل مصنع الرجال، وها هى تفتح أبوابها لتصنع جيلًا جديدًا من أبطال الغد، الذين سيحملون راية الوطن ويواصلون مسيرة جيش كتب تاريخه بالعرق والدم والشرف. انطلقت جريدة «أخبار اليوم» فى جولة خاصة داخل مقر الأكاديمية العسكرية المصرية بالكيان العسكرى فى العاصمة الإدارية الجديدة، حيث تُفتح الأبواب لأول مرة أمام الطلاب المتقدمين للالتحاق بالكليات العسكرية: الحربية والجوية والبحرية والفنية العسكرية، وكلية الطب للقوات المسلحة وغيرها من الكليات والمعاهد العسكرية. منذ اللحظة الأولى لدخولنا عبر الباب رقم 9، بدا المشهد أشبه بخلية نحل وطنية عملاقة. شباب من مختلف المحافظات المصرية يتدفقون بزيهم البسيط ووجوههم المتحمسة، كل منهم يحمل حلمًا عظيمًا. خلفهم يقف الأهالى خارج الأسوار، يتابعون بلهفة ويدعون لأبنائهم، فى صورة إنسانية بديعة تعكس معدن الشعب المصرى وقت الجد. الأكاديمية من الداخل تعكس فلسفة كاملة من الانضباط، النظام، والاحتواء قاعات فسيحة، مظلات حديثة، أوتوبيسات تنقل الطلاب إلى مقار الكشف والاختبارات، ضباط يعملون بجدية لا تعرف المجاملة، وطلاب يسيرون بخطى واثقة صوب مستقبل مشرق. الزيارة حملت الكثير من مشاعر الفخر والانبهار بهذا الصرح الوطنى العملاق الذى يعكس رؤية الدولة المصرية فى بناء جيل جديد من المقاتلين والعلماء المحاربين، مُزودين بالعلم الحديث، والقدرة القتالية، والإيمان العميق برسالة القوات المسلحة المصرية. وعلى مدار ساعات كاملة، رصدت جريدة «أخبار اليوم» التفاصيل الدقيقة داخل مكتب التنسيق بالأكاديمية العسكرية، بدءًا من لحظة دخول الطالب وحتى لحظة خروجه منتظرًا نتائج أول اختبارات القبول. وخلال الجولة استمعت الجريدة إلى المسئولين القائمين على المنظومة، ثم التقت بالطلاب المتقدمين، وسط مشهد إنسانى مؤثر للأهالى الواقفين أمام بوابة رقم 9 للكيان العسكرى، يرفعون أيديهم بالدعاء لأبنائهم أن يوفقهم الله فى أولى خطوات مشوار المجد والشرف.