للمرة السادسة على التوالى خلال عامين تجهض الولاياتالمتحدة، مشروع قرار يدعو لوقف إطلاق النار فى غزة وإيصال المساعدات. مساء الخميس استخدمت واشنطن الفيتو لوقف مشروع قرار فى مجلس الأمن الدولى تقدمت به الدول العشر غير دائمة العضوية وطالبت فيه بالوقف الفورى وغير المشروط لإطلاق النار فى غزة، ورفع جميع القيود المفروضة على إيصال المساعدات للقطاع والإفراج عن المحتجزين ويعبّر عن القلق إزاء تفاقم معاناة المدنيين فى ظل توسع الهجوم الإسرائيلى على قطاع غزة وتفشى المجاعة.. وهو ما اعتبره الكثيرون بمثابة تواطؤ مع جريمة الإبادة الجارية حاليا فى غزة وضوء أخضر من الإدارة الامريكية لاستمرار الإبادة والتدمير وارتكاب المجازر بحق المدنيين. المهم أن الفيتو الامريكى جاء بعد ايام قليلة من تقرير أصدرته لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة المعنية بالأراضى الفلسطينية المحتلة، التى أنشئت من قبل مجلس حقوق الإنسان عام 2021.. أكدت فيه أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية بحق الفلسطينيين فى قطاع غزة، وحثت إسرائيل وجميع الدول على الوفاء بالالتزامات القانونية بموجب القانون الدولى لإنهاء هذه الإبادة ومعاقبة المسئولين عنها. التقرير الذى تناول جميع الجرائم التى ارتكبتها اسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023 اكد أن اسرائيل ارتكبت أربعة من أفعال الإبادة الجماعية الخمسة التى حددتها اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948، وهى «القتل، وإلحاق أذى جسدى أو عقلى خطير، وفرض ظروف معيشية متعمدة يراد بها تدمير الفلسطينيين كليًا أو جزئيًا، وفرض تدابير تستهدف الحيلولة دون الإنجاب». وقالت نافى بيليه رئيسة اللجنة إن مسئولية هذه الجرائم الفظيعة تقع على عاتق السلطات الإسرائيلية على أعلى المستويات، التى دبرت حملة إبادة جماعية بقصد تدمير الفلسطينيين كجماعة فى غزة. أهم ما جاء فى التقرير -المكون من 72 صفحة- استخدامه مصطلح «الإبادة الجماعية» لأول مرة، الذى امتنعت معظم وسائل الإعلام الدولية، ومسئولون حول العالم عن ذكره للتعبير عما يحدث لأهالى غزة خلال عامين وتوصية جميع الدول الأعضاء فى اتفاقية منع الإبادة الجماعية، أن تتحمل واجبها فى منع هذه الأفعال ومعاقبة إسرائيل عليها، ووقف نقل الأسلحة والمعدات التى تستخدمها إسرائيل فى ارتكاب أعمال الإبادة، وضمان عدم تورط الأفراد والشركات فى أراضيها فى المساعدة على ارتكابها، وأن يتوقف المجتمع الدولى عن الصمت عن الإبادة الجماعية التى تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى فى غزة؛ لأن عدم اتخاذ أى إجراء لوقفها يعد تواطؤًا.. فهل يتحرك العالم؟!