بخطوات واثقة وصوت هادئ به الكثير من الحزم والإنسانية، استطاعت الإعلامية آية جمال الدين أن تفرض حضورها على الشاشة، متنقلة بين البرامج الصباحية والاجتماعية، وصولًا إلى المحتوى الرقمي الذي اختارت أن تخوض من خلاله واحدًا من أصعب الملفات وأكثرها حساسية: قضايا الجريمة. بين برنامجها "جريمة مش سيما" على منصات التواصل الاجتماعي، وبرنامج "ست ستات" على شاشة dmc، توازن آية بين تقديم محتوى اجتماعي يمس الأسرة المصرية ويعكس تجارب الأمهات وهمومهن اليومية. "أخبار النجوم" التقت بها وحاورناها عن عملها في الإعلام، ورؤيتها لحاضره ومستقبله، وكيف توازن بين رسالتها على الشاشة ودورها في الحياة. هل الإعلام كان اختيارًا أم صدفة؟ لم يكن الأمر صدفة على الإطلاق، بل كان إصرارًا شديدًا. كان لدي طموح منذ أن كنت في الثالثة عشرة من عمري أن أصبح مذيعة، ولم أكن أعلم وقتها كيف يمكن أن أحقق ذلك، لكن شاشة التلفزيون كانت تجذبني وكنت أتمنى أن أكون جزءًا منها. ما القنوات التي عملتِ بها وصولًا إلى قناة dmc ؟ بدأت عملي بعد التخرج مباشرة في جريدة الوطن، ثم انتقلت للعمل كمراسلة في قناة الحياة، وبعدها في قناة Ten. ثم عملت لأول مرة كمذيعة في قناة القاهرة والناس، وأخيرًا في قناة dmc. قدمتِ برنامج "8 الصبح" لسنوات طويلة.. حدثينا عن تلك الرحلة؟ قضيت تسع سنوات في تقديم البرنامج الصباحي 8 الصبح على شاشة dmc، وأعتبر هذه التجربة جزءًا مني وأعتز بها كثيرًا، لأنها البداية التي شهدت تطوري خطوة بخطوة. بدأت فيها بخبرة محدودة جدًا في برامج الهواء، ومع الوقت اكتسبت خبرة كبيرة. وأنا ممتنة لقناة dmc لأنها منحتني الفرصة والمساحة لكي أجرب وأتعلم وأتطور على شاشتها. اقرأ أيضا: مينا إسحاق يشعل السوشيال ميديا بإبداعه في نحت تمثال محمد على باشا كيف ترين انضمامك إلى برنامج "ست ستات" وتقديم محتوى يتعلق بالأمومة؟ أحببت فكرة انضمامي إلى برنامج "ست ستات"، فهو من نوعية البرامج الاجتماعية الخفيفة، واعتبرته تحديًا جديدًا بالنسبة لي. لكن أود أن أوضح أنني لا أقدم محتوى عن الأمومة فقط. فأنا أخصص يوم الثلاثاء لتقديم موضوعات متنوعة تخص الفئة العمرية من الخريجين والخريجات الجدد، والتحديات التي تواجههم في العمل، وكذلك فترة الخطوبة والتعارف والزواج وصولًا إلى مرحلة الأمومة. وهذه مساحة واسعة تضم موضوعات كثيرة ومهمة، وأسعى دائمًا إلى تحقيق التوازن فيها بما يتناسب مع جميع الفئات العمرية المستهدفة. ما أكثر ما يلمس قلبك في حكايات الأمهات؟ أعيش معظم هذه الحكايات مع أطفالي، لأن الأمهات عادة يمررن بتجارب متشابهة. لكن أكثر ما يلفتني ويؤثر في هو حكايات الأمهات اللواتي قررن كفالة أطفال من دور رعاية. يعجبني كثيرًا حجم الحب والحنان الذي يملأ قلوبهن تجاه هؤلاء الأطفال وكأنهم أبناؤهن الحقيقيون. في تلك اللحظات أشعر أن الدنيا لا تزال بخير، وقد قابلت نماذج مشابهة حتى أثناء تقديمي برنامج "8 الصبح". هل غيرت الأمومة نظرتك أو طريقة عملك في "ست ستات"؟ بالتأكيد. فقد منحتني الأمومة خبرة كبيرة في اختيار الموضوعات التي أطرحها مع فريقي. فهي ليست مجرد موضوعات قرأت عنها أو سمعت بها، بل موضوعات عشتها بالفعل مع أطفالي. وهذا أحد الأسباب التي جعلتني مناسبة لتقديم هذا النوع من المحتوى. إذا طلبنا منك أن تصفي الأم المصرية في كلمة واحدة.. ماذا ستكون؟ الأم المصرية "صامدة وقادرة على التحمل". كيف تمكنتِ من التوفيق بين تقديم محتوى جاد عن الجرائم وبرنامج اجتماعي خفيف مثل "ست ستات"؟ لا أرى أي تعارض بين الأمرين. ففي البرنامج الصباحي على سبيل المثال كنت أقدم فقرة سياسية أو اقتصادية، يليها فقرة فنية أو اجتماعية. ومن الطبيعي أن يكون المذيع مطلعًا على مختلف الموضوعات والملفات ويتابع تطوراتها بدقة. لذا لا أرى أي تعارض بين أشكال البرامج المختلفة، بل على العكس أؤمن أن المذيع يستطيع تقديم كل الألوان. برنامج "الجريمة" على منصات التواصل الاجتماعي جذب اهتمامًا كبيرًا.. ما الذي دفعك لاختيار هذا النوع من المحتوى؟ في الحقيقة كانت الفكرة من اقتراح زوجي، فهو يعمل رئيسًا لمحكمة، وبحكم عمله واطلاعه اليومي على القضايا والجرائم، اقترح علي أن أقدم هذا النوع من البرامج الرقمية. بعدها جلست مع إدارة القناة، واتفقنا على الشكل الذي خرج به البرنامج في صورته النهائية "جريمة مش سيما". ما حدود الإثارة والتشويق في تغطية قضايا الجريمة دون مبالغة أو إيذاء لمشاعر الناس؟ نحن لا نبالغ مطلقًا في عرض أي جريمة، فجميعها حقيقية وموثقة بمراجع وكتب تظهر على الشاشة أثناء العرض. وأتذكر أنني عندما كنت صغيرة كنت أحب مشاهدة برنامج "خلف الأسوار"، وكنت أشعر أن متابعة هذا النوع من القصص ليس من أجل الإثارة فقط، بل من أجل التوعية أيضًا. فهو يجعل الناس أكثر وعيًا بمصادر الخطر وكيفية حماية أنفسهم من خلال قصص واقعية. التعامل مع قصص عنف وجريمة قد يكون مرهقًا.. كيف تحافظين على توازنك النفسي بعد هذه الحلقات؟ الأمر مرهق نفسيًا أحيانًا، خاصة عندما أتعمق كثيرًا في تفاصيل القصة. ومع مرور الوقت تعلمت أن أجد طرقًا تساعدني على الفصل بين العمل وحياتي الشخصية. أتعامل مع القصة باعتبارها مجرد حكاية أرويها للجمهور، وبمجرد انتهاء التسجيل أعتبر أن من روت القصة شخصية أخرى وليست أنا. ما أغرب أو أصعب قصة قمتِ بروايتها؟ بحكم طبيعة البرنامج فإن أغلب الجرائم التي أتناولها تتسم بالعنف والدوافع الغريبة، لكن من أغرب القضايا التي تناولتها جريمة حدثت منذ عامين، حيث أقدم رجل على قتل شخص ليقدمه قربانًا للجن حتى يعثر على كنز مدفون. لم أكن أتصور أن هناك أشخاص ما زالوا يؤمنون بالخرافات بهذا الشكل في عام 2025. ما الفارق الأكبر بين العمل في الإعلام الرقمي والتلفزيون التقليدي؟ أظن أن الفارق الأساسي يكمن في نسب المشاهدة. فالهاتف المحمول والإنترنت متاحان بين أيدي الجميع في أي وقت ومكان، ما يتيح للناس مشاهدة المحتوى الذي يحبونه بسهولة، على عكس التلفزيون. كما أن الأجيال الجديدة التي ولدت في عصر الإنترنت لا تكاد تتابع التلفزيون. برأيك، إلى أين يتجه مستقبل الإعلام.. إلى السوشيال ميديا أم القنوات التقليدية؟ أعتقد أن الغلبة ستكون للإعلام الرقمي بحكم التطور الطبيعي. وأرى أن التلفزيون يحاول الآن تقديم محتوى مزدوج يناسب جمهور الشاشة التقليدية وجمهور الإنترنت معًا. كما أصبحت الصفحات الإلكترونية جزءًا لا غنى عنه لكل محطة تلفزيونية. ما البرنامج الذي تحلمين بتقديمه ولم يتحقق بعد؟ لدي شغف بتقديم جميع أشكال البرامج، لأنني أستمتع كثيرًا بالتقديم وأحب التحديات في أي تجربة جديدة. لدي العديد من الأفكار المختلفة وأتمنى أن أتمكن من تنفيذها جميعًا يومًا ما. ما النصيحة التي تقدمينها للشباب الراغبين في دخول مجال الإعلام؟ نصيحتي لهم أن المجال أصبح مفتوحًا اليوم أكثر بكثير مما كان عليه في السابق، والسوشيال ميديا باتت بابًا متاحًا للجميع فاجتهدوا ولا تيأسوا آية جمال، لو لم تكوني إعلامية.. ماذا كنت ستصبحين؟ أعتقد أنني كنت سأعمل في فريق إبداعي داخل إحدى شركات الإعلان.