هى فرصة العمر ليستعيد العرب رهبة الكيان منهم ووضع الأمور فى نصابها الصحيح. رغم الوضع المأساوى العربى، بدت فى الآفاق بادرة شعور عربى شبه موحد بخطورة اللحظة التاريخية، ولعلها من فرص العمر التى بعدها إما أن يجد العالم العربى نفسه «فوووق» أو لايجد نفسه على الإطلاق.. هذا العالم العربى الذى يحيا منذ أكثر من نصف قرن تداعيات حرب أكتوبر حيث آخر موقف عربى موحد شهد استخداما شجاعا لسلاح البترول كشف للغرب وأمريكا كم هم عالة على هذا الوطن .. مجرد هذا التوحد أو الاتحاد النادر فى عصرنا الحديث دفع أمريكا والغرب إلى التخطيط المستميت للقضاء على فعالية هذا السلاح وقبله والأهم منه تمويت مايمكن تسميته بالوحدة العربية.ولا ننسى ويجب ألا ننسى ثعلب أمريكا العجوز الألمانى المولد هنرى كيسنجر راسم سياسات الشرق الأوسط منذ ذلك التاريخ ، وقد طال أجله وكاد يفلح عمله. ذلك الثعلب العجوز الذى شاءت أقداره أن يموت فى نهاية نوفمبر 2023 بعد أن امتد به الأجل قرنا من الزمان حتى يعايش 7 أكتوبر 2023 وما تبعه من إجرام صهيو إسرائيلى لإبادة شعب فلسطين وتهديد كل شعوب المنطقة بحراسة ومدد آثمين من اليانكى الأمريكى والغرب المنقاد وراءه. كان التخطيط الأكبر ردا على لطمة أكتوبر 73 القاسية للكيان وراعيته أمريكا وكل قواه الميدانية واللوجستية قائما على تدمير سلاح الوحدة العربية وإفشال أى محاولة لتحقيقها، ثم وهو الأهم كان التخطيط الدقيق لتعجيز العرب تمامًا بعدها عن استخدام سلاح البترول، الذى جعل أوروبا وأمريكا تقضيان أسوأ مواسم الشتاء فى أكتوبر 1973، وكان سلاحًا حاسمًا لهزيمة مدوية لإسرائيل. عاش كيسنجر فى المسئولية كوزير لخارجية أمريكا ثم من وراء ستار الأحداث فى مطبخ السياسة الأمريكية مخططا لكل ما مر بالمنطقة العربية من أحداث وحروب، حتى تولى قيادة أمريكا من هم أشد من الصهاينة والصهيوتوراتيين تطرفا وإجراما، وما ترامب ورجال إدارته إلا النموذج الأشد صهيونية وصهيوتوراتية من مبتدعيهما والمؤمنين بهما جريا وراء ادعاءات مزيفة بالحق الدينى والتاريخى، وما لذلك الادعاء من معنى دقيق ووصف به حقيق سوى وصف الانتهازية والنازية والعطش، بل اللهاث خلف السيطرة والقرصنة والاستيلاء على أراضى أهل فلسطين ومقدراتهم وتدمير مقدساتهم. وهو فى النهاية هدف يضرب قلب العروبة ومقدسات المسلمين والمسيحيين فى أراضى فلسطين التاريخية . هو منحدر تاريخى صعب على العرب والمسلمين والمسيحيين فى هذه البقعة من العالم أن يتجاوزوه. وما أشبه الليلة بالبارحة، بل ما أشبه أجواء الليلة بما قبل نصر أكتوبر 73 ،وهو مايفترض الوعى بأن المنطقة فى مفترق طرق يستدعى اختيار السبيل إلى استعادة النفس والشعور بالذات. هذا ما تستدعيه الضربة الإسرائيلية لقطر ثم اليمن ومعهما حربها المجرمة المتواصلة على الفلسطينيين،والاعتداءات على لبنان وسوريا،وسط تمثيلية مفضوحة يلعب فيها قادة أمريكا حركة تشبه إخراج اللسان للعالم عامة والعرب خاصة. هى فرصة العمر فى نظرى لاستفاقة عربية واجترار لوحدة أكتوبر والشعور بالخطر كما يجب أن يكون الشعور فعلا لا قولا وإخلاصا لا تمويها ومباشرة لا مراوغة وحرصا على كيان الوطن،استفاقة قوامها منظومة عربية حقيقية لتفعيل الدفاع العربى المشترك واتحاد عربى فعلى اقتصاديا وسياسيا وتحركا موحدا فى المنظمات الدولية وتوجها واحدا فى المنظمات القارية ! هى فرصة العمر ليستعيد العرب رهبة الكيان منهم ووضع الأمور فى نصابها الصحيح لنبذ هذا العضو اللئيم المزروع خدعة وكيدا وسهما فى قلب هذا الوطن وهذه الأمة،فرصة العمر لهم للحفاظ على وجودهم،لعلهم يحققون مقولة بطل المسلسل الشهير،وهو يقول» وتلاقى نفسك فووووق»!فهل يفعلون؟!