فوز مدرسة عمر بن عبدالعزيز الرسمية لغات بحوش عيسى كأفضل مدرسة بالبحيرة    غدًا.. بدء عرض فيلم «السادة الأفاضل» بسينما الشعب في 7 محافظات    الجالية المصرية ببروكسل تستقبل الرئيس السيسي بالأعلام والهتافات    ارتفاع أعداد السياح الوافدين من أوزبكستان إلى شرم الشيخ والقاهرة    محافظ المنوفية يرفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال انتخابات مجلس النواب    الصين تكمل بناء أول مركز بيانات تحت المياه يعمل بطاقة الرياح في العالم    المغربي: القمة المصرية الأوروبية تثبت ريادة مصر على الساحة الدولية    رئيس فرنسا السابق يدخل لمحبسه.. والسجناء يهتفون «مرحبًا ساركوزي»    الدفاع الروسية: استهداف منشآت البنية التحتية للطاقة الأوكرانية    جهاز الزمالك يفكر في منح الفرصة لمحمود جهاد أمام ديكيداها    كشف ملابسات فيديو اعتداء شخصين على مواطن باستخدام سلاح أبيض بالجيزة    رجل ينهي حياة طليقته أثناء انتظارها خروج أبنائها من المدرسة بالمنوفية    أسماء مصابي حادث انقلاب ميكروباص بصحراوي المنيا    «تعليم البحيرة» تعلن جداول إمتحانات شهر أكتوبر لصفوف النقل    "ليه عمر ما يكونش فؤاد الجديد؟".. عمر كمال يكشف مفاجآت في أزمة الألبوم المسروق    حارس الضوء.. تمثال المتحف المصري الكبير يروي أسطورة القوة والخلود    هنا الزاهد: بلعب شخصية خطيبة أحمد عز في "The Seven Dogs"    انتشار الجدري المائي في المدارس يقلق أولياء الأمور.. الأعراض والأسباب    نائب وزير الصحة يتفقد مستشفى ووحدة طب أسرة بئر العبد بشمال سيناء    ذكرى إغراق المدمرة إيلات| القوات البحرية تحتفل بعيدها الثامن والخمسين.. شاهد    وسط استقبال حافل من الجالية المصرية.. السيسي يصل مقر إقامته ببروكسل    تعرف على حالة الطقس في الكويت اليوم الثلاثاء    موعد إجراء قرعة حج الجمعيات الأهلية لاختيار الفائزين بالتأشيرات    ضبط 3 تشكيلات عصابية تخصصت في سرقة السيارات والشقق والدراجات النارية بعدة محافظات    هآرتس: كل عصابات إسرائيل بغزة تفككت وحماس وحدها القادرة على الحكم    لافروف: قمة ألاسكا إطار مهم لتطوير العلاقات بين روسيا وأمريكا    "الابتكار في إعادة تدوير البلاستيك".. ورشة ببيت ثقافة إطسا| صور    وزير الثقافة يتفقد قصر ثقافة روض الفرج ويتابع فعاليات ملتقى شباب المخرجين    نيلي كريم: كنت نفسي في البداية أقدم شخصية "حنان مطاوع" لأنه دور فيه عمق وشجن وحزن    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-10-2025 في محافظة الأقصر    دار الإفتاء توضح حكم تصدق الزوجة من مال زوجها دون إذنه    وزير المالية:نتطلع إلى وضع رؤية مشتركة لقيادة التحول الاقتصادى نحو تنمية أكثر عدالة وشمولًا واستدامة    وكيل تعليم الفيوم يشهد فعاليات تنصيب البرلمان المدرسي وتكريم الطالبات المتميزات على منصة "Quero"    وزير الصحة يبحث مع السفير الفرنسي تنفيذ خطة لتقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة    عضو الجمعية المصرية للحساسية: ضعف المناعة والتدخين أبرز محفزات ارتكاريا البرد    تطورات مطمئنة بشأن إصابة إمام عاشور.. وموقف توروب    هل الاحتفال بمولد سيدنا الحسين بدعة؟.. أمين الفتوى يجيب    أسامة نبيه: لا حديث عن منتخب 2005 بعد الآن.. وعلينا التركيز على المستقبل    وزير الصحة: إدخال تقنيات المستشفيات الذكية والجراحة الروبوتية ضمن المنظومة    تنس طاولة - محمود أشرف: أعتذر عما حدث مع عمر عصر.. ومستعد للمثول للتحقيق    الخميس.. محمد ثروت ومروة ناجى بقيادة علاء عبد السلام على مسرح النافورة    تامر أمين عن سرقة مجوهرات نابليون من اللوفر: اللي يشوف بلاوي غيره يحمد ربنا على نعمة مصر    استخدام الذكاء الاصطناعي على رأس مناقشات اجتماع الأعلى لشئون الدراسات العليا    اليوم، ختام تعديل رغبات الانضمام لعضوية اللجان النوعية بمجلس الشيوخ    أمريكا وأستراليا توقعان إطارا للمعادن الحيوية والعناصر الأرضية النادرة    نيويورك تايمز: إدارة ترامب تضغط على نتنياهو لعدم تقويض الاتفاق مع حماس    الدماطي: ياسين منصور الأنسب لرئاسة الأهلي بعد الخطيب.. وبيراميدز منافسنا الحقيقي    ميدو: كنا نسبق الكرة المغربية.. والعدل في الدوري سبب التفوق    ما حكم الاحتفال بالموالد مثل مولد سيدنا الحسين والسيدة زينب؟ وما حكم أفعال بعض الناس خلال الموالد من الذبح والنذور وغيرها من الطقوس ومظاهر الاحتفال؟ وما حكم تشبيه بعض الأفعال الخاصة فى الاحتفالية بمناسك الحج؟    المشرف على رواق الأزهر عن جدل مولد السيد البدوي: يجب الترحم عليهم لا الرقص عند قبورهم    بالصور.. بدء التسجيل في الجمعية العمومية لنادي الزمالك    مباريات اليوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 والقنوات الناقلة    جامعة قنا تطلق مشروع التطوير الشامل للمدن الجامعية    إصابة 13 شخصا إثر انقلاب ميكروباص فى العياط    مع اقتراب دخول الشتاء.. أبراج تبحث عن الدفء العاطفي وأخرى تجد راحتها في العزلة    أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2025    خليل الحية للقاهرة الإخبارية: نشكر مصر على جهودها في وقف إطلاق النار    وزارة العمل: قرارات زيادة الأجور لا تصدر بشكل عشوائي بل بعد دراسات دقيقة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كنوز| اعترافات «الساخر الأعظم».. وموسيقار الأجيال.. وعندليب الصحافة.. أنغام وروح متلحنة
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 17 - 09 - 2025

تقوم «كنوز الأخبار» بإعادة نشر بعض الموضوعات الشيقة والمواقف النادرة والتي حدثت في القرن الماضي والتي نشرت في جريدتنا العريقة «الأخبار».
◄ اعترافات «الساخر الأعظم» لمجلة الشرطة
فى مساء 12 سبتمبر من عام 2014 أتصل بى الراحل العزيز الأستاذ ياسر رزق رئيس تحرير «الأخبار» ليبلغنى بأسوأ خبر سمعته بعد رحيل الفنان مصطفى حسين، فاجأنى وهو يقول «أحمد رجب تعيش أنت.. عايزين نطلع يوم جنازته بملحق مع الجرنال»، أعدت قراءة ما عندى من كتب ناظر مدرسة البهجة، الحزن جعلنى لا أشعر بالجهد الذى بذلته فى إعداد الملحق المطلوب، وها هى السنة الحادية عشرة التى يغيب فيها الساخر الأعظم عنا وعن القراء، ونقدم لعشاقه فى ذكراه الاعترافات التى اقتنصها منه المحاور المتمكن اللواء عبد المنعم معوض لمجلة «الشرطة» عام 1990، والطريف فى الموضوع أن الساخر الأعظم أعتذر لمصور المجلة عن عدم التقاط أى صورة له أثناء إجراء الحوار ولما سأله محاوره عن السبب قال «يجوز كمية النرجسية عندى ليست كافية، والنرجسية كما تعلم أن تشاهد نفسك فى صورة أو تسمع صوتك لكن أوعدك بأننى سوف أتعاطى حقن النرجسية لكى تملأ صورتى كل الصحف وأسمع صوتى فى كل الإذاعات»!
■ أحمس رجب ناظرمدرسة السخرية من أيام القدماء بريشة «عمرو فهمى»
برر الساخر الأعظم مقاطعته للندوات الثقافية بأن الكتابة تأخذ كل وقته، واعتبر من تشغلهم الخطب واللقاءات هم « بنى همبكة»، صورهم فى الصحف أكثر من إنتاجهم ! وقال إنه ككاتب غير منفصل عن الناس والأحداث، يكتب لهم كل يوم ويتفاعل مع ما يشغلهم ويعبر عنه، ويستغل وقته فى قراءة كتاب أو كتابة موضوع، ونفى عن نفسه صفة الخجل مبينًا الفارق بين الكاتب والخطيب الذى لن يكون بمعزل عن الناس مثل المطرب الذى يغنى للناس، أما الكاتب فهو مثل المؤلف الذى يبعد عن الناس ليكتب ويبدع.
■ عبد المنعم معوض
سأله محاوره عن الرومانسية وهل مازالت موجودة فى حياتنا فقال : «الحلم الرومانسى موجود لكنك تقتله فقط أو تتغاضى عنه، الحلم حق من حقوق الإنسان وأريد أن أقول إن المرأة تهتم بالفلوس وتظل تتكلم ونحن ننتقدها، وأرى أن المرأة رومانسية جدًا حتى وهى تبحث عن المادة، لأنها فى الأساس تكون مسئولة عن البيت، ويجب ألا نتعجب عندما نجد امرأة لا تتزوج من تحبه وتتنازل عن الرومانسية فى سبيل أن تضمن حياة معقولة ماديًا، وأنا لا أتهمها بالمادية لأن حب الفلوس نزعة فطرية مثل خيانة الرجل تمامًا فهو خائن بطبعه، والله جعل للرجل أربع زوجات لأنه لا يمكن لرجل أن يخلص لواحدة !!
■ من الذى أفسد العلاقة بين الرجل والمرأة ؟
- زعيمات الحركة النسائية فى العالم كله، ويجمع علماء النفس على أن «الزعيمة» معقدة وتجد فى الأنوثة مهانة، وتعتبر غيرة الرجل على المرأة نوعًا من التخلف باعتبارها نداً لنا، وتريدنا أن ننسى أنوثتها وننظر إليها على أنها فرد منتج، وبعض الزعيمات قبيحات ويحرضن على لبس الجينز والكوتش والرائحة المنفرة !
■ لماذا قلت.. أن الحب أعمى عند الرجل ؟
- الحب عند الرجل أعمى.. وعند المرأة «مِفتّح جدًا»، الرجل يحب بحواسه ويرى المرأة فى مظهرها وجمالها، وعندما يتزوج امرأة جميلة ويشبع نوازعه الحسية وتؤدى غرضها، يقول لك « إن الحب أعمى»، هل يسأل الرجل مثلًا «مارلين مونرو» عن ثقافتها وشهاداتها الدراسية، شكلها فقط هو الذى يجذبه، والمرأة تحسبها بعقلها جيدًا، ويدهشنى الشاب الذى يصرخ لأن حبيبته تركته فجأة، هى تفكر غير ما يفكر هو بشكل عملى، تتنازل عن حبها وحلمها معه لأنها تعرف مسئولية الحب كأم وربة بيت، ولهذا تختار الذى يملك الفلوس بدلًا ممن يملك الكلام.
■ هل ترى أن المرأة لغز ؟
- هى ليست لغزًا، الذين أطلقوا عليها كلمة لغز هم كبار الكتّاب والشعراء عندما فشلوا فى حبهم، المرأة إذا أحبت لا يراها الرجل لغزًا، أما إذا أحبها ولم تحبه ثرثروا عن خيانتها وقسوتها ودموعها مع أن المرأة شيء جميل والرجل هو اللغز، عندما يخون يصنع البدع ليتستر على فعلته، أما المرأة فهى فى منتهى الوضوح.
■ هل يستمر الحب بعد الزواج ؟
- هناك مضادات مثلًا الأبيض والأسود، الليل والنهار، وأضيف الحب والزواج، ولا تعليق !
■ بما تنصح الشباب المقبل على الزواج ؟
- مادام قرر أن يتزوج فلا أنصحه بشيء، لأن ما سيفعله سيكون آخر قرار يأخذه بإرادته !
■ هل أنت عدو للمرأة ؟
- إطلاقاً.. المشكلة أن المرأة تشعر بأننى أعرف أفكارها فتثورعلى ما أكتب ولا يوجد بينى وبين المرأة إلا كل ود.
■ ما هى خلاصة فلسفتك في الحياة ؟
- أعيش فى الحقيقة بلا فلسفة معينة، أعانى من الهرجلة، وهى حيل يلجأ لها الفنان لينفرد بنفسه، أتذكر أن الموسيقار محمد عبد الوهاب كان مدعوًا عنده أدباء وشعراء وصحفيون، وكان وقتها يلحن «أنت عمري» وفجأة أتاه خاطر لجملة لحنية أراد أن يستكملها منفردا بنفسه دون أن يجرح مشاعر ضيوفه، فأراد أن يشغلهم عنه عندما سألهم عن الذى سيخلده التاريخ بين طه حسين وتوفيق الحكيم والعقاد اشتعلت المعركة الجدلية بينهم، وانسحب هو إلى غرفته تاركًا معركتهم ليستكمل اللحن فالفنان لا يستطيع أن يتحكم فى لحظة الإبداع، وأنا أعانى من هذا الهرجلة التى تستنزف جهدى.
■ حدثني عن الصعلكة في حياتك ؟
- طلب منى الأستاذ على أمين أن أترك مكتب أخبار اليوم بالإسكندرية لأنضم لفريق العمل بالقاهرة، وعشت فى بنسيون فى بولاق أيامًا فظيعة لا أحب أن أتذكرها، واشتركت أيامها مع المذيعة سامية صادق فى تاكسى بستة جنيهات ليوصلها للإذاعة ويوصلنى للجريدة، وفين لما وجدت شقة، وأجمل أيام صعلكتى كانت مع الشاعر والكاتب كامل الشناوى وتأثرت به كثيرًا.
■ هل تتذكر عدد مؤلفاتك الساخرة ؟
- كثيرة.. ولا تسألنى عن أسمائها لأننى نسيتها !!
عبد المنعم معوض
«الشرطة» ديسمبر 1990
◄ الشيخ سيد درويش في مرآة موسيقار الأجيال
مرت علينا الذكرى 102 لغياب خالد الذكر الشيخ سيد درويش مجدد الموسيقى العربية الذى غنى لمصر بما يرفع الهامة ويجلب العزة والكرامة، ونقدم لعشاق خالد الذكر مقالًا نادرًا لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذى كان متيمًا بالشيخ سيد ومتأثرًا بتجديداته الموسيقية، واختار للمقال عنوانًا استفهاميًا يقول فيه «لو عاش سيد درويش» يقول فيه :
■ سيد درويش
«مما لا شك فيه أن المرحوم الأستاذ سيد درويش هو أول من وضع أسس النهضة الأولى للموسيقى المصرية وهذه حقيقة لا يمكن إغفالها والتاريخ يسجلها له معتزًا فخورًا، ونقررها نحن معترفين بفضله وأثره. سيد درويش، كان أول من لفت العقل إلى المعانى فى المقطوعات الغنائية المؤلفة، أعنى المعانى التى استمدها من الكلمات فأحالها لنغمات تطابق المعنى، لقد كان الغناء قبل سيد درويش لا يهتم بالمعانى، كان يكتفى بإظهار مهارة المغنى ومقدرته الصوتية دون اهتمام اللحن بترجمة المعانى الشعرية فى نغمات اللحن، وسيد درويش نفض عن نفسه هذا القيد وأرادت طبيعته الثائرة أن تستحدث ألوانًا جديدة فى الغناء تغاير ما كان عليه لون الموسيقى فى ذاك الوقت، فقدم ألحانًا تعبر بالموسيقى عن معانى الكلام تجعلنا نحس بإحساس الجماعة عندما نسمع السقايين فنشعر بنغمات كأنها نابعة من قلوب هذه الطائفة، ونجح سيد درويش بألحانه فى التعبير عن الطوائف الشعبية المختلفة، وكان غناؤه ينبض بالعواطف التى تجيش بها صدور العمال والفلاحين والحكالين والتحجفجية، وكنا نلمس عواطف الجماعات الشعبية التى تترجمها ألحان سيد درويش وكأنه واحد منهم.
■ محمد عبد الوهاب
وأسأل نفسى كثيرًا ماذا كان سيحدث لو امتدت حياة الموسيقار الخالد سيد درويش إلى اليوم، لقد أنتج فى 31 عامًا عاشها على الأرض ما لم ينتج غيره من ألحان متجددة وملهمة، فكيف كان سيصل برسالته الفنية التى آمن بها وأفنى نفسه فى سبيل تحقيقها ؟
نحن نعلم أن حياتنا العامة والخاصة قد تأثرت بأساليب الغرب، فملابسنا ونظمنا ومعظم تقاليدنا اليوم تسير على الأسلوب الغربى الذى سيطرعلى حياتنا ومظاهر نشاطنا الاجتماعى والفنى،
ملابسنا ونظمنا ومعظم تقاليدنا الآن، تسير على الأسلوب الغربى الذى سيطر على حياتنا ولا ضرر فى هذا، فالتأثر بالاتجاهات الأجنبية ومسايرة موكب النهضة العالمية، شيء تحتمه سنة التطور وهكذا وجدنا اتجاهًا عامًا جديدًا فسرنا معه، ولبينا نداءه وأدخلنا أساليب جديدة على موسيقانا واقتبسنا من الغرب لنطعم انتاجنا الموسيقى، وليس معنى هذا الاقتباس أن نحطم روحنا وجوهرنا ونتخلى عن طابعنا الشرقي، لو كان حيًا بيننا لكان السباق فى الاستعانة بالآلات الغربية فى ألحاننا الشرقية، وعلينا أن نحقق ما لم يسعفه العمر فى تحقيقه لأنه كان يأمل السفر لإيطاليا لدراسة الأوبرا، وعلينا أن ندخل فى ألحاننا أنغامًا جديدة، وأن نلجأ إلى التوزيع الموسيقى مع الحفاظ على روح موسيقانا الشرقية، ونترجم بالموسيقى عواطفنا الأصيلة، وسبق أن أكدت أن سيد درويش ثار على التقليد، واختط لفنه طريقًا لم يسبقه إليه أحد، فهو مبدع فى الأسلوب والاتجاه، لهذا يصعب علينا أن نقرر قبول سيد درويش للاقتباس الفنى لو كان حيًا إلى اليوم، كانت عبقريته تظهر فى روعتها عندما يلحن الكلام المكتوب، فيصور ما فيه من المعانى ويضفى عليها الجو الملائم له، ولهذا برع فى تلحين الروايات المسرحية الغنائية، ولو عاش ليومنا هذا لحمل لواء المسرح الغنائى وأقام نهضة رائعة للأوبريت الذى يظهر مقدرته وموهبته الفذة، رحمه الله.
محمد عبد الوهاب
نقلًا عن «الهلال»
◄ «عندليب الصحافة» يرد الاعتبار لشلال الألحان !
بعد معاناة مع الغربة والمرض والإحساس بالظلم الذى عانى منه كثيرًا ونكران الجميل من بعض المصريين الذين أساءوا لسمعته وصدقوا فيه ما ليس فيه وهو بريء منه تمامًا، والطعنات التى تلقاها ممن له فضل عليهم أثناء غربته، رحل البليغ بليغ حمدى بعد فترة من إثبات براءته بحكم قضائى بات ونهائى فى قضية سميرة مليان، رحل فى 12 سبتمبر 1993،
■ بليغ حمدي
32 عامًا يغيبها نهر الألحان والموسيقى والأنغام بليغ حمدى الذى ملأ الحزن قلوب محبيه يوم رحيله، وكان عزاؤنا فيما تركه خلفه من ألحان خالدة لكبار المطربات والمطربين، وكتب صديقه المقرب له عندليب الصحافة محمود عوض مقالًا يفرغ فيه حزنه عليه وعلى الظلم الذى تعرض له قال فيه : «الأمومة ليست سلطة، إنما مسئولية، والأمومة ليست امتيازًا.. إنها عبء. والأمومة ليست ضمانًا ضد الخطأ، وإنما هى قدرة على الرجوع إلى الصواب، الأمومة ليست واقعة مادية تؤدى بالضرورة إلى الحصول على الحب ثمنًا ومكافأة وإنما الأمومة هى أولًا إعطاء للحب.. حتى بغير مقابل.
■ محمود عوض
وفي علاقة مصر بأبنائها هناك مشاعر مؤكدة بالأمومة. إنها ليست مشاعر رومانسية وهائمة تربطنا بمصر كأبناء لها.. لأن مصر هى فى حياة كل منا أم حقيقية موجودة دائمًا فى حياتنا اليومية..
وتترجم نفسها بعلاقات عملية محددة تربطنا بهذا التراب، وهذا الشارع وهؤلاء الجيران وهذه الأسرة، وهذه الصحيفة، وهذه المدرسة، فى هذه الحدود فإن مصر أيضًا ليست أبدًا فوق مستوى الخطأ.. وبالتالى فهى ليست فوق مستوى المراجعة ولقد وقع خطأ من مصر نحو واحد من أبنائها، فى الاحتفال الذى أصبح سنويًا بعيد الفن. فى هذه المرة كرمت مصر عددًا من أبنائها الذين ترجموا حبهم لمصر الى فن، فاستحقوا من مصر ما تلقوه من تكريم، وأكثر، ولكن واحدًا سقط سهوًا من القائمة وهنا تبدأ المرارة. إنه لم يشك إلى أحد، ولم ينتظر شيئًا من أحد، ولا توقع مكافأة من متعهد، إنه أحب مصر على أنها أمه، ونحن نشكو مصر لحسابه، لأننا أبناؤها.
إن هذا الفنان الكبير الذى سقط سهوًا كان هو بالصدفة أكثر من ملأ مشاعرنا حماسًا وصدقًا فى حرب أكتوبر، إنها كانت حربه الشخصية جدًا، بمثل ما كانت نكسة 1967 هزيمة شخصية ل 25 مليون مواطن مصرى، ولأنه وطنى، وفنان.. وموسيقى، فإنه استخدم موسيقاه للتعبير عن وطنيته، فكانت النتيجة هى أحلى الأغانى الشعبية التى بقيت من حرب أكتوبر، أغانى استمعنا إليها بأصوات عبد الحليم ووردة والمجموعة و.. و.. وحينما يعبر الابن عن مشاعره نحو أمه فإنه لا ينتظر منها ثمنًا ولا مقابلًا ولا حتى مجرد تكريم، إنه يعبر لأنه يحس.. ويحس لأنه يحب.. ويحب لأن هذا هو انتماؤه، وقدره، ولكن.. ماذا إذا كانت الأم نفسها قد بدأت فى تكريم أبنائها؟ ماذا إذا اختارت الأم واحدًا من أبنائها تكرمه دون الآخر؟!
إن بليغ حمدى الذى سقط سهوًا من تكريم فنانى أكتوبر سوف يظل دائمًا ابنًا لمصر، فنانًا فى حبها وعاشقًا فى إخلاصه لها، فقط.. كنا نتمنى أن نسمع من الأم كلمة حب لابنها الذى أحبها على بياض، فلم ينافسه فى حبها أحد.
محمود عوض
«أخبار اليوم» 16 أكتوبر 1976
◄ أنغام وروح متلحنة
من أعظم كلمات الرثاء التى قيلت فى خالد الذكر الشيخ سيد درويش ما كتبه زجال الشعب بيرم التونسى عندما كان فى المنفى وعلم بخبر رحيل فنان الشعب، فكتب قصيدة يقول فيها :
■ سيد درويش
- «اتعد يومك واتحسب / من مهرجانات الأدب / فيه القصائد والخطب / ترن لك مطنطنة / يومك مخلد للأبد / الناس عيشتها بالمدد / ربك خالقهم للهدد / وأنت خالقك للبنا / والناس بتبنى مجدها / لكن ليها ولنسلها / وانت كنوزك كلها / خلفتها لنا كلنا / يبنوا المناخر بالحجر/ ويزولوا هما والأثر / وضربة منك على الوتر / ويا الزمان متسلطنة / كنا همل بين الأمم / لولا الهرم والكام صنم / خليتنا ننطق بالنغم / نقول لهم مين زينا / ونقول لهم ببغددة / فى الفن مصر السيدة / ما يكونش أحسن من كده / أنغام وروح متلحنة / آهات كثيرة سمعتها / وأنت عشقت وقلتها / آه م الفؤاد طلعتها / حسيتها من قلبى أنا / الجاحد اللى يجحدك / معذور إذا كان يحسدك / ليه بس لما يقلدك / يقول أنا رب الغنا ! / شوف محفلك لما انفتح / بمغنتك أصبح فرح / وكان يدور فيه القدح / لو كنت يا سيد هنا».
■ بيرم التونسي
■ بيرم التونسي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.