قررت محكمة جنايات المنيا، برئاسة المستشار علاء الدين محمد عباس، تأجيل أولى جلسات محاكمة المتهمة هاجر أحمد عبد الكريم محمد، وشهرتها نعمة، والمتهمة بقتل زوجها وأبنائه الستة، إلى أول دور أكتوبر القادم. جاء قرار التأجيل للاطلاع على المستندات وتقرير الطب الشرعي. وفي جلسة المحاكمة، واجهت المتهمة رئيس المحكمة المستشار علاء الدين محمد عباس، الذي استخلص منها اعترافات تفصيلية حول جريمتها. اقرأ أيضا| قرار المحكمة في أولى جلسات محاكمة المتهمة بقتل زوجها وأبناءه في المنيا اعترفت المتهمة بأن الدافع وراء ارتكابها للواقعة هو الغيرة والحقد على زوجها وضرتها، مؤكدة أنها كانت تهدف إلى "تنغيص حياتها وإثارة المشاكل" بينها وبين زوجها. وأضافت أنها كانت تختلق الأزمات والمشاكل على أمل أن يعود زوجها إليها. تفاصيل التحقيقات وإحالة القضية كان المستشار محمد أبو كريشة، المحامي العام لنيابات جنوبالمنيا، قد أمر بتشكيل فريق من النيابة العامة للتحقيق في القضية. وكشفت التحقيقات أن المتهمة هي مرتكبة الجريمة البشعة التي راح ضحيتها الأطفال الأبرياء. وقد دلت الأدلة الفنية وأقوال الشهود على تورطها الكامل، حيث تبين أنها أعدت السم ودسّته لهم في الطعام. وبعد تحقيقات دقيقة شملت شهادات الشهود وتقارير الطب الشرعي وفحص الأدلة المعملية، أصدر المستشار محمد أبو كريشة قرارًا عاجلًا بإحالة المتهمة إلى محكمة الجنايات. لم تترك النيابة ثغرة في التحقيقات، حيث استجوبت المتهمة وحللت الخبز المسموم، وأخذت مسحات من أدوات الخبز في منزلها. جميع هذه الإجراءات أكدت تورطها في الجناية رقم 13282 لسنة 2025 جنايات دير مواس، والمقيدة برقم 2579 لسنة 2025 كلي جنوبالمنيا. الجريمة: خطة متكاملة باستخدام "الكلوروفينابير" أمرت النيابة العامة بإحالة المتهمة هاجر أحمد عبد الكريم محمد، البالغة من العمر 26 عامًا، ربة منزل ومقيمة بقرية دلجا بمركز دير مواس، إلى محكمة الجنايات. جاء في أمر الإحالة أن المتهمة قتلت عمدًا مع سبق الإصرار كلًا من زوجها ناصر محمد علي محمد وأبنائه الستة، بالإضافة إلى الشروع في قتل زوجته الأولى أم هاشم أحمد عبد الفتاح محمد. أوضحت التحقيقات أن المتهمة بيتت النية وعقدت العزم على قتل الضحايا، مستخدمة مادة الكلوروفينابير، وهي مبيد حشري شديد السمية لا لون له ولا رائحة ولا يتأثر بالحرارة. ووفقًا لأمر الإحالة، نفّذت المتهمة جريمتها على مراحل: الطفل محمد: في 6 يوليو 2025، دست المتهمة مادة الكلوروفينابير في قطعة خبز وقدمتها للطفل محمد ناصر محمد علي. كان هدفها من ذلك هو التأكد من فاعلية المادة السامة قبل استخدامها على باقي أفراد الأسرة. توفي الطفل في 11 يوليو 2025 بعد إصابته بإعياء تسممي أدى إلى فشل أجهزته الحيوية. باقي الأسرة: بعد أن تأكدت من فاعلية السم، أعدت المتهمة في 10 يوليو 2025 خبزًا دست فيه نفس المادة السامة وأرسلته إلى زوجها وأبنائه من زوجته الأولى (فرحة، رحمه، ريم، عمر، أحمد). تناول الضحايا الخبز، مما أدى إلى إصابتهم بإعياء تسممي أودى بحياتهم تباعًا حتى 25 يوليو 2025. الشروع في قتل الزوجة الأولى: أرسلت المتهمة الخبز المسموم أيضًا إلى زوجة زوجها الأولى، أم هاشم أحمد عبد الفتاح محمد، بنية قتلها. إلا أن جريمتها خابت لسبب خارج عن إرادتها، وهو عدم تناول أم هاشم للخبز المسموم. الإجراءات الأمنية في المحكمة شهدت قاعة المحكمة تواجدًا أمنيًا مكثفًا، حيث عززت قوات الأمن من وجودها داخل وخارج مجمع محاكم المنيا، وذلك تنفيذًا للخطة الأمنية التي وضعها اللواء حاتم ربيع، مدير المباحث الجنائية بالمنيا. أشرف على تنفيذ الخطة اللواء أحمد كمال مساعد المدير للوحدات، والعميد عمرو ضبش مدير إدارة الترحيلات، والمقدم محمود سرحان رئيس مباحث إدارة الترحيلات. وبعد سماع أقوال المتهمة والاطلاع على المستندات، أصدرت المحكمة قرارها المتقدم بتأجيل الجلسة.