مدبولي: اكتمال تشكيل البرلمان إيذان بمرحلة جديدة من التعاون التشريعي والحكومي.. صور    محافظ البحيرة تتابع سير العملية الانتخابية من غرفة التحكم والسيطرة    رئيس غرفة عمليات حزب المؤتمر: لم نرصد تجاوزات بالانتخابات حتى الآن    التفتيش على 974 منشأة خلال 6 أيام لتطبيق قانون العمل الجديد    السكة الحديد تعلن متوسط تأخيرات القطارات على الوجهين القبلي والبحري    الاحتلال يسلم جثامين 15 أسيرا فلسطينيا ضمن صفقة التبادل    تخطى حاجز ال 300، عدد أهداف الدوري الإنجليزي بعد 11 جولة    اليوم.. انطلاق معسكر منتخب مصر استعدادًا لكأس العين الدولية الودية    نورة عصام ابنة جامعة القناة تحصد 3 برونزيات في دورة ألعاب التضامن الإسلامي    انتخابات مجلس النواب، إصابة رئيس لجنة في حادث تصادم بأسوان    براءة ربة منزل من تهمة ممارسة الأعمال المنافية للآداب في التجمع    تحرير 1248 مخالفة مرورية لعدم ارتداء الخوذة    الليلة، "واحد من الناس" يستعيد ذكريات زكي رستم وشكوكو وسيد زيان    اتصال هاتفي بين وزير الخارجية ونظيره المالي    اعرف الأسعار فى أسواق الخضار والفاكهة اليوم الإثنين 10-11-2025 فى المنوفية    زيادة عالمية جديدة.. سعر الذهب اليوم الاثنين 10-11-2025 وعيار 21 الآن في محال الصاغة    استقرار أسعار العملات العربية في بداية تعاملات اليوم 10 نوفمبر 2025    كأس العالم للناشئين.. موعد مباراة مصر وإنجلترا| والقنوات الناقلة    جهاز الإحصاء: ارتفاع معدل التضخم الشهرى 1.3% لشهر اكتوبر 2025    انطلاق أعمال التصويت في انتخابات مجلس النواب 2025 بالمهندسين    زيلينسكي: الملك تشارلز لعب دورا في تشجيع ترامب على دعم أوكرانيا    حالة الطقس.. منخفض جوي بارد يؤثر على البلاد اعتبارا من الخميس المقبل    خطوات وموعد تسجيل استمارة التقدم لامتحانات الشهادة الإعدادية 2025    عاجل- بدء سداد رسوم حج القرعة لموسم 2026 بالبنوك الوطنية ومكاتب البريد    الرئيس الأمريكي يصدر عفوا عن عشرات المتهمين بالتدخل في انتخابات 2020    في ذكرى رحيل معالي زايد.. رحلتها من الفن التشكيلي إلى عالم السينما    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    «الصحة»: التحول الرقمي محور النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان    السيدات يتصدرن المشهد أمام لجان انتخابات مجلس النواب بدائرة الهرم والعمرانية    مازن المتجول: أجزاء فيلم «ولاد رزق» مثل أبنائي.. ولا يوجد تأكيد لجزء رابع    وزارة الرياضة تقوم بحملات رقابية على مراكز الشباب بمحافظة البحيرة    بعد 40 يوما .. مجلس الشيوخ الأمريكي يقر مشروع قانون تمويل الحكومة لإنهاء الإغلاق الحكومى    ب أماكن لكبار السن وذوى الهمم.. الإسكندرية ترفع درجة الاستعداد لاستقبال الناخبين للتصويت في انتخابات مجلس النواب    أمريكا: اختبارات تكشف الجرثومة المسببة لتسمم حليب باي هارت    نقل محمد صبحي للعناية المركزة بعد إغماء مفاجئ.. والفنان يستعيد وعيه تدريجيًا    «أنا مش بخاف ومش هسكت على الغلط».. رسائل نارية من مصطفى يونس بعد انتهاء إيقافه    واشنطن تضغط على إسرائيل لبدء المرحلة الثانية من خطة ترامب    وزير المالية: بعثة صندوق النقد تصل قريبًا ومؤشراتنا مطمئنة    هاني رمزي: تجاهل زيزو لمصافحة نائب رئيس نادي الزمالك «لقطة ملهاش لازمة»    «لاعب مهمل».. حازم إمام يشن هجومًا ناريًا على نجم الزمالك    الزراعة: تحصينات الحمي القلاعية تحقق نجاحًا بنسبة 100%    السوبرانو فاطمة سعيد: حفل افتتاح المتحف الكبير حدث تاريخي لن يتكرر.. وردود الفعل كانت إيجابية جدًا    الأهلى بطلا لكأس السوبر المصرى للمرة ال16.. فى كاريكاتير اليوم السابع    السقا والرداد وأيتن عامر.. نجوم الفن في عزاء والد محمد رمضان | صور    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 10 نوفمبر    مواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلى شمال القدس المحتلة    تقرير - هل يتراجع المد اليميني المتطرف المعادي للمهاجرين في هولندا بخسائر فيلدرز؟    مساعد وزير الصحة: نستهدف توفير 3 أسرة لكل 1000 نسمة وفق المعايير العالمية    رئيس لجنة كورونا يوضح أعراض الفيروس الجديد ويحذر الفئات الأكثر عرضة    «لا تقاوم».. طريقة عمل الملوخية خطوة بخطوة    محافظ قنا يشارك في احتفالات موسم الشهيد مارجرجس بدير المحروسة ويؤكد قيم الوحدة الوطنية    3 أبراج «مستحيل يقولوا بحبك في الأول».. يخافون من الرفض ولا يعترفون بمشاعرهم بسهولة    3 سيارات إطفاء تسيطر على حريق مخبز بالبدرشين    أداة «غير مضمونة» للتخلص من الشيب.. موضة حقن الشعر الرمادي تثير جدلا    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصة إنشاء الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا.. شراكة بحثية وصناعية رائدة بين القاهرة وطوكيو
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 15 - 09 - 2025

* السفيرة فايزة أبو النجا "إمرأة ب 100 رجل" على يديها ولدت الفكرة وأصبحت حقيقة
* 120 براءة اختراع وتخصصات بينية متفردة تتصدر بها الجامعة في مصر وإفريقيا
* د. عمرو عدلى رئيس: التعليم التفاعلي وبناء الشخصية أساس تجربتنا الفريدة
* إسلام عفيفي: صرح تعليمي نفتخر به ومؤهل حقيقي لسوق العمل
* د.أسامة السعيد: بوابة للتبادل الثقافي والعلمي تجسد قوة الشراكة
* مصطفى عبده: أول جامعة يابانية خارج حدودها وتعزز مكانة مصر كمركز إقليميى للتعليم
صرح تعليمي وبحثي عملاق على أرض على مصر.. إنها الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا التي جاءت كثمرة تعاون استراتيجي بين مصر واليابان، حيث ترتبط الجامعة بشراكه أكاديمية مع 13 من كبريات الجامعات اليابانية لتجسد نموذجاً متفرداً فى التعليم العالى والبحث العلمى فى مصر وتقدم أفضل المناهج المتماثلة مع مناهج الجامعات اليابانية لتخدم العالم العربى والدول الافريقية، حيث تجمع بين التعليم التطبيقي والبحث العلمي وتلبية احتياجات التنمية المصرية، فمنذ إنشائها بقرار جمهوري عام 2009، وضعت الجامعة لنفسها هدفاً أساسياً وهو أن تكون منارة علمية بحثية متقدمة تسهم في بناء جيل جديد قادر على مواجهة التحديات و تحقيق التكامل بين البحث العلمى وبين الصناعة.
الحرم الجامعي ل الجامعة المصرية اليابانية المقام بمدينة برج العرب الجديدة بمحافظة الإسكندرية على مساحة 200 فدان، يُعد نموذجاً متميزاً للجامعات الحكومية الذكية صديقة البيئة التى تطبق كافة معايير التنمية المستدامة.
ولقد حظيت الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا بتصنيفات دولية متقدمة؛ إذ احتلت وفق مؤشر تايمز للتعليم العالي المرتبة بين 601 – 800 عالمياً والمركز الأول على مستوى الجامعات المصرية لعام 2024.
تاريخ إنشاء الجامعة على نموذج لحجر رشيد
وتوقفنا خلال الزيارة إلى جدارية تبدو كأنها حجر رشيد ، حيث قامت الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، بعمل محاكاة لحجر رشيد ووثقت عليه الهيروغليفية تاريخ إنشاء الجامعة والهدف من تأسيسها
واختيار مدينة برج العرب لإنشاء الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، يعكس رؤية واضحة تربط التعليم بالصناعة، باعتبارها إحدى أكبر المناطق الصناعية في مصر، بما تحويه من آلاف المصانع والمنشآت الإنتاجية، فمن خلال هذا الموقع الاستراتيجي، تسعى الجامعة إلى أن تكون حلقة وصل بين الأبحاث الأكاديمية والتطبيقات الصناعية.
200 دقيقة داخل نموذج محاكاة كوكب اليابان
«مؤسسة أخبار اليوم» كانت ضيفا على الجامعة المصرية اليابانية ، بوفد تقدمه الكاتب الصحفي إسلام عفيفي رئيس مجلس إدارة مؤسسة «أخبار اليوم» والكاتب الصحفي الدكتور أسامة السعيد رئيس تحرير «الأخبار» والكاتب الصحفي مصطفى عبده رئيس تحرير «بوابة أخبار اليوم» و«الأخبار المسائي» والكاتبة الصحفية مروة فهمي رئيس قسم «التعليم العالي» في بوابة أخبار اليوم.
في بداية الجولة التي شملت مختلف أرجاء هذا الصرح التعليمي العالمي وعلى مدار أكثر 200 دقيقة، اصطحبنا الدكتور عمرو عدلي رئيس الجامعة، الذي سرد لنا بداية الإنشاء منذ أن كانت فكرة، واصفًا هذا المشروع ب«رحلة التميز الفريدة» التي بدأت بفكرة ثم تحولت إلى صرح علمي متفرد في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا.
وتجولنا بين كليات الجامعة المصرية اليابانية ومعاملها العلمية المتقدمة ، والتى تم توفير جميع معداتها من اليابان ، بدءا من معامل الجرافين وتصنيع المواد البترولية من إلى طابعات الرقائق الاإلكترونية وصلا إلى ماكينات ال سى ان سى و قاعات الفن والتصميم وياهاناى المخصص لعرض الزهور والورود التذكارية إلى قاعات السينما التى يتم الاستعانة بها فى التدريس ، فالجامعة تقوم على الاعتماد الذاتى فى تصنيع وتجهيز جميع احتياجتها.
كما تفقدنا المكتبة المركزية التي تضم آلاف الكتب والرسائل العلمية، إضافة إلى المنشآت الرياضية والجيم الخاص للطلاب والمدينة الطلابية.
السفيرة فايزة أبو النجا.. من هنا بدأت الفكرة
تحدث «عدلي» مستعيدًا ذكريات إنشاء الجامعة، قائلًا: إن بداية إنشاء الجامعة يعود إلى مطلع الألفية، حينما قدمت -السفيرة فايزة أبو النجا صاحبة المشوار السياسي المشرف ، وزيرة التعاون الدولي آنذاك - مقترحًا لعقد تعاون علمي مع اليابان، فتم الاتفاق مع رئيس الوزراء الياباني آنذاك على إنشاء أول جامعة يابانية خارج حدود اليابان، وبعد مشاورات، وقع الاختيار على مصر لتكون الحاضنة، وبالتحديد مدينة برج العرب مقرًا لهذا الكيان الذي جرى تصميمه ليكون «جامعة صناعية» بالأساس.
ولم تكن المفاوضات التى شارك فيها أيضا د. أحمد بهاء الدين خيري - أول رئيس للجامعة مع الجانب الياباني سهلة، إذ استمرت ثلاث سنوات من 2005 حتى 2007، تخللها مناقشات ودراسات جدوى مستقلة من كلا الجانبين انتهت بنسبة توافق بلغت 95%، وهو ما عزز الثقة المتبادلة ومهد لإعلان تأسيس الجامعة رسميًا خلال زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى القاهرة في أبريل 2007.
إمرأة ب 100 رجل
ولقوة شخصية «أبو النجا» القيادية وتاريخها الدبلوماسي الحافل بالإنجازات ، والذي جعل الجميع يتفق أنها "إمرأة ب 100 رجل" تمكنت من بناء جسر قوي بين مصر واليابان، وتجسد ذلك في فع التعاون بين القاهرة وطوكيو، إذ ساهمت في التوقيع على عشرات مذكرات التعاون الاقتصادي مع اليابان، ومن أبرز إنجازاتها أنها وضعت اللبنات الأولى لإنشاء الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا (E-JUST)، التي تمثل نموذجًا للتكامل الأكاديمي والبحثي بين البلدين، كما قادت توقيع مذكرة التعاون لبناء المتحف المصري الكبير، المشروع الأضخم في تاريخ العلاقات الثقافية المصرية–اليابانية.
وكانت «أبو النجا» أنذاك، واحدة من أبرز القيادات النسائية في الحكومة، فبعد أن شقت طريقها في السلك الدبلوماسي، أصبحت أول مصرية تتولى منصب مندوبة دائمة في جنيف (1999–2001)، ثم أول وزيرة دولة للشؤون الخارجية (2001–2004)، وأول وزيرة للتعاون الدولي والتخطيط (2011–2012). وفي عام 2014، ثم دخلت التاريخ كأول امرأة تتولى منصب مستشارة رئيس الجمهورية لشؤون الأمن القومي.
وفي يونيو 2017، حظيت «أبو النجا» وزوجها السفير هشام الزميتي - سفير مصر الأسبق لدى اليابان، بتكريم استثنائي من الحكومة اليابانية عبر وسام الشمس المشرقة - النجمة الذهبية والفضية، وكان هذا أول تتويج لزوجين معًا بهذا الوسام، تقديرًا لجهودهما المشتركة في تعزيز الشراكة المصرية–اليابانية وتوسيع دوائر التعاون، لا سيما في مجالات التعليم والثقافة.
دور «أبو النجا» الرائد في إنشاء الجامعة اليابانية
واستمر دور «أبو النجا» الرائد في إنشاء الجامعة اليابانية، وظلت المشاورات والتنسيق لسنوات حتى عام 2009، بدعم من رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف آنذاك، وفي هذا العام تم الاتفاق على تأسيس الجامعة المصرية اليابانية بقانون خاص، لتكون جامعة حكومية بطابع فريد، وترأست في مجلس أمناء الجامعة اليابانية وكذلك اللجنة التوجيهية للشراكة التعليمية مع اليابان (EJEP)، وبعد ذلك بدأت مرحلة الدراسات العليا عام 2012، بينما انطلقت برامج البكالوريوس في 2017 من مقر مؤقت لكن النقلة الكبرى تحققت في سبتمبر 2020 بدعم غير مسبوق من الرئيس عبدالفتاح السيسي ، مع افتتاح المقر الرئيسي ببرج العرب، الذي نقل الجامعة إلى العالمية.
هانى هلال .. مسيرة ناجحة متواصلة
وتسلم الراية من أبو النجا لرئاسة مجلس الأمناء الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالى الأسبق - صاحب المسيرة والعطاء الكبير ، والذى أضاف الكثير لمنظومة التعليم العالى - ليواصل مسيرة النجاح والعطاء في هذا الصرح التعليمي الفريد.
وأشاد «عدلى» بدور الدكتور هاني هلال، الذي يمتلك مسيرة علمية ومهنية تمتد لأكثر من أربعين عامًا في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي وريادة الأعمال والتعاون الدولي، وأحدث طفرة غير مسبوقة في الجامعات الحكومية، و كان لها دور محوري في الجامعة المصرية اليابانية، لكونه أحد الأعمدة الرئيسية في تأسيس الجامعة المصرية اليابانية.
ولدوره البارز في تدشين الجامعة، حصل «هلال» على درجات دكتوراه فخرية من جامعات في اليابان، فرنسا، ألمانيا، قبرص وسلوفينيا، وبجانب رئاسته لمجلس أمناء الجامعة اليابانية، يشغل الدكتور هلال منصب الأمين العام للجنة التسيير الخاصة بالشراكة المصرية اليابانية للتعليم، التي أُعلنت عام 2016 برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، وتشمل هذه الشراكة تطوير المدارس اليابانية في مصر، دعم الطفولة المبكرة، وتأهيل الكوادر بالدراسة والتدريب في اليابان.
ريادة عالمية
وهنا، تحدث الكاتب الصحفي إسلام عفيفي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «أخبار اليوم»، معربًا عن شكره لمسؤولي الجامعة على حفاوة الاستقبال، مشيدًا بما وصفه بالصرح التعليمي المتميز الذي يمثل قيمة نفخر بها كمصريين، وأكد أن الجامعة تهتم بالمستوى الأكاديمي وجودة الخريج، موضحًا أنها بدأت بالفعل في تقديم برامج الماجستير والدكتوراه منذ سبع سنوات، وهو ما يعكس طموحها وريادتها على المستويين المحلي والدولي. وأشار إلى أن أبرز ما لفت نظره هو تركيز الجامعة على إعداد خريج مؤهل لسوق العمل، مع دعمها المستمر للأبحاث والابتكارات بجانب تأهيل الطلاب، وهو ما اعتبره الهدف الحقيقي من التعليم.
«هنا المستقبل»
أما الدكتور أسامة السعيد، رئيس تحرير «الأخبار»، فوصف تجربته في زيارة الجامعة بأنها أشبه بدخول «مكان من المستقبل»، معربًا عن فخره بوجود مثل هذا الكيان التعليمي على أرض مصر، وأكد أن الجامعة تضم كوادر علمية وتعليمية رفيعة المستوى، وتجسد الشراكة المصرية اليابانية سواء على مستوى العلاقات الرسمية أو الشعبية، ما يجعلها بوابة للتبادل الثقافي والعلمي. وأشار «السعيد» إلى أن الجامعة تعد مؤسسة تعليمية عملاقة تتميز بالتنظيم واحترافية الأداء وأعلى معايير التدريب والتجهيز، موضحًا أنها ليست مجرد صرح تعليمي، بل قيمة حقيقية تربط بين الجانب العملي والعلمي وتشكل جسرًا قويًا نحو سوق العمل.
تعليم عابر للحدود
وذكر الكاتب الصحفي مصطفى عبده - رئيس تحرر بوابة أخبار اليوم، أنه كان شاهداً على دخول مفاوضات إنشاء الجامعة المصرية اليابانية مراحلها النهائية فى 2008 ، وأكد أن الموافقة على أن تكون الجامعة المصرية اليابانية أول جامعة يابانية خارج حدودها ، باعتبارها نموذجا للتعليمالعالى العابر للحدود، يعكس الثقة وعمق الشراكة الاستراتيجية بين مصر واليابان ، وعزز نجاح التجربة هو بدء الدراسة فى الدراسات العليا ، كذلك تخطى فكرة تلقى المعرفة بوسائلها التقليدية ، إلى تقديم مؤسسة بحثية تعليمية ، متكاملة تقدم التدريب العملي والبحث التطبيقي، ومما لاشك فيه أن التوسع في التجارب التعليمية الجديدة يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للتعليم المتميز.
تخصصات غير تقليدية
واحتفى الدكتور عمرو عدلي بوفد «أخبار اليوم»، ورد على أسئلة «عفيفي» و«السعيد» و«عبده» عن أحدث البرامج وتفاصيل الدراسة، قائلاً" إن الجامعة تمثل تجسيدًا كاملاً للشراكة بين مصر واليابان، إذ تضم مجلس جامعة مشتركًا من 20 عضوًا (10 مصريين و10 يابانيين)، يقدم تقارير دورية عن الأداء والبرامج الأكاديمية. ويضيف أن الجامعة تُصنف ك جامعة بحثية رائدة، وتتميز بنظم التدريس اليابانية المختلفة كليًا عن الجامعات التقليدية، وكليات وبرامج غير تقليدية، منها كلية الهندسة: وتشمل ثلاث مدارس رئيسية (الإلكترونيات والاتصالات وهندسة الحاسبات – الطاقة والهندسة البيئية والكيمياء والبتروكيمياء – التصميم الإبداعي ميكانيكا وطيران)، وكذلك كلية العلوم الأساسية والتطبيقية، وتضم معمل علوم الفضاء الذي يرصد جميع الأقمار الصناعية حول العالم، وأيضًا كليات أخرى: الحاسبات والمعلومات، الفنون والتصميم، الصيدلة، كما توفر الجامعة برامج تدريبية "بروفيشنال" للمتخصصين وغير الدارسين.
ومنذ انطلاق الجامعة وحتى اليوم، وهي تحظى بدعم مباشر من 13 جامعة يابانية كبرى، بينها جامعة طوكيو، ويشارك في الإشراف الأكاديمي أكثر من 30 عالمًا يابانيًا من الحاصلين على جوائز عالمية. كما تقدم وكالة التعاون الدولي اليابانية (جايكا) دعمًا متواصلًا للبرامج والمشروعات البحثية، كما يبلغ حجم الاستثمارات في هذا المشروع خلال السنوات الست الماضية نحو 70 مليون دولار، وتمتلك أيضًا مقرًا إضافيًا في القرية الذكية.
برامج دراسية متفردة.. وإقبال طلابى غير مسبوق
كما أكد الدكتور عمرو عدلي، أن الجامعة أصبحت نموذجًا رائدًا في التعليم والبحث العلمي على مستوى مصر وإفريقيا، مشيرًا إلى امتلاكها معامل بحثية فريدة من نوعها في الشرق الأوسط وأفريقيا، بلغت تكلفتها منذ ست سنوات نحو 70 مليون دولار، ومجهزة بأحدث المعدات الخاصة بالبحوث والصناعة ومرحلة البكالوريوس، موضحًا أنها تُعد الوحيدة التي تعتمدها إدارة البعثات بوزارة التعليم العالي في برامج الإشراف الخارجي، حيث يقضي الطالب فترة تصل إلى ستة أشهر مع المشرف الياباني داخل معمله. وأضاف أن الجامعة لديها أكثر من 510 طلاب دراسات عليا، إلى جانب استفادة الطلاب من منح «التيكاد» التي أتاحت 150 منحة للماجستير والدكتوراه، وتقدم إليها 10 آلاف طالب من أفريقيا، فضلًا عن منح أخرى مقدمة من البنك الإفريقي للتنمية بما يتماشى مع رؤية إفريقيا 2063.
وأشار «عدلي» إلى أن الجامعة تشهد نموًا متزايدًا في أعداد الطلاب، حيث بلغ عدد طلاب البكالوريوس نحو 5500 طالب العام الماضي. ولفت إلى أن الجامعة أطلقت برنامجًا يمنح الخريجين فرصة دراسة الماجستير مقابل القيام بتدريس 16 ساعة أسبوعيًا، مما ساهم في تلبية احتياجات العملية التعليمية.
120 براءة اختراع
وفي مجال البحث العلمي، أوضح «عدلى» أن الجامعة سجلت 561 بحثًا دوليًا خلال العام الماضي، ما جعلها ضمن أكثر الجامعات المصرية نشرًا في مؤشر "التايمز" البريطاني. كما تصدرت الجامعات المصرية في عدد براءات الاختراع، بتسجيلها 120 براءة اختراع خلال عشر سنوات، وأكد أن هذا النجاح انعكس في الحصول على تمويلات تجاوزت 120 مليون جنيه من أكاديمية البحث العلمي.
وأضاف رئيس الجامعة أن الاهتمام بريادة الأعمال أصبح محورًا أساسيًا في برامجها، حيث حصلت الحاضنة التكنولوجية بالجامعة على الجائزة الأولى عالميًا من واشنطن عام 2023، بالإضافة إلى جائزة محلية. وتحتل الجامعة حاليًا المركز الأول على مستوى مصر، والسادس إفريقيًا، كما جاءت ضمن أفضل 600 جامعة في العالم، محتلة المرتبة 106 عالميًا في تخصصات الطاقة والهندسة وعلوم الفضاء، رغم أن عمرها لم يتجاوز 15 عامًا.
بناء الشخصية
وشدد على أن التجربة التعليمية في الجامعة تقوم على الأسلوب الياباني القائم على التعليم التفاعلي، حيث يُلزم طلاب كليات الهندسة باستخدام الماكينات بأيديهم لاكتساب الخبرة العملية المباشرة، وليس الاكتفاء بالدراسة النظرية، لافتًا إلى أن الجامعة لا تركز فقط على الجوانب الأكاديمية والتطبيقية، بل تهتم ببناء شخصية الطالب منذ اليوم الأول للدراسة، من خلال تدريس الأخلاق، واللغة اليابانية، والثقافة اليابانية، إلى جانب مواد في ريادة الأعمال وإدارة الأعمال، باعتبارها قواعد أساسية في المنظومة التعليمية.
صرح متكامل
من أول لحظة بدخول الحرم الجامعي للجامعة المصرية اليابانية في برج العرب، والتى سجلتها كاتبة هذه السطور ، يلفت نظرك حجم التنظيم والدقة في كل التفاصيل؛ مبانٍ حديثة، معامل متطورة، وقاعات مجهزة بأحدث التقنيات، وكأنك في نموذج مصغر من الجامعات العالمية الكبرى. الانطباع الأول أن المكان صُمم ليكون بيئة محفزة على التعلم والابتكار، لا مجرد قاعات دراسة تقليدية.
اللافت أكثر هو روح التعاون المصري - الياباني التي تراها حية في كل ركن؛ من أسماء البرامج المشتركة، إلى أسلوب التدريس التفاعلي الذي يركز على التطبيق العملي لا الحفظ النظري. يشعر الزائر أن الجامعة ليست مجرد مشروع تعليمي، بل تجسيد فعلي لشراكة حضارية وصناعية بين بلدين لهما تاريخ طويل في البحث والتكنولوجيا.
وخلال الجولة، أطلعنا «د. عدلي» على سكاشن الطلبة داخل الكليات والمُجهزة بأحدث التجهيزات العلمية والتي تتمميز أيضًا بأنها عازلة للصوت.
كما اطلعنا على المدينة الطلابية التي تضم 14 عمارة مجُهزة بأحدث الإمكانات المعيشية للطلبة، وتعد بمثابة مجمعًا سكنيًا طلابيًا متكاملًا في مدينة برج العرب الجديدة، يشمل غرفًا سكنية ومرافق تعليمية وترفيهية لدعم حياة الطلاب، ويوفر بيئة سكنية وتعليمية متكاملة للطلاب في المدينة.
وكذلك تجولنا في المكتبة المركزية والتي تضم كتبًا باللغات الإنجليزية واليابانية والعربية، وتوفر معلومات عن اليابان، وتتوفر الصحيفة اليابانية أيضا بها، كما تحتوي المكتبة أيضًا على الكثير من المعلومات حول الجامعات اليابانية والمنح الدراسية للأشخاص الذين يرغبون في الدراسة في اليابان، وتبدأ ساعات العمل من 9:00 صباحًا حتى 4:00 مساءً من الأحد حتى الخميس.
سجل حافل بالإنجازات
ومنذ تولي د. «عدلي» المسئولية خلفا للدكتور أحمد الجوهري - والذى يعد أيضا أحد العلامات المضيئة البارزة فى مسيرة الجامعة رئيس الجامعة في يونيو 2022، وشكل علامة فارقة في مسيرة الجامعة التي باتت اليوم واحدة من أبرز مؤسسات التعليم والبحث العلمي في المنطقة، فبرؤية استراتيجية عابرة للحدود وخبرة أكاديمية وإدارية ممتدة محليًا ودوليًا، قاد الجامعة نحو موقع متقدم على خريطة الجامعات العالمية، لأنه يحمل خلفية علمية متميزة، فهو حاصل على درجة الدكتوراه في الهندسة الكهربية من جامعة ميريلاند الأمريكية، حيث وضع أساسًا علميًا متينًا مكّنه لاحقًا من حصد مكانة مرموقة في المجتمع البحثي الدولي. نشر أكثر من 136 بحثًا دوليًا، وألّف كتابين، كما يمتلك براءات اختراع مسجلة في الولايات المتحدة، ليصبح واحدًا من أبرز الباحثين العرب في مجاله، كما تولى رئاسة تحرير المجلة الدولية المرموقة IEEE Transactions on Magnetics، وهو إنجاز استثنائي لباحث مصري يرسخ حضوره في المحافل الأكاديمية العالمية.
وفي نهاية الجولة، تبادلت «أخبار اليوم» والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا دروع التكريم في لفتة تعكس عمق التعاون والشراكة بين المؤسستين، وأكدا حرصهما على استمرار التنسيق وتبادل الخبرات بما يخدم العملية التعليمية والإعلامية، ويسهم في دعم مسيرة التنمية والابتكار في مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.