قصة إنشاء الجامعة المصرية – اليابانية... شراكة علمية وصناعية رائدة بين القاهرةوطوكيو 15 عامًا من التميز.. كيف حققت الجامعة اليابانية صدارة إفريقيا ووصلت للعالمية؟ الجامعة المصرية اليابانية تتصدر براءات الاختراع والبحث العلمي في مصر وإفريقيا حققت الجامعة المصرية اليابانية صدارتها ووصولها للعالمية عبر 15 عامًا من خلال التركيز على البحث العلمي والتطبيق، وتجهيزها بأحدث المعامل والإمكانات، واعتماد نظام تعليمي مستوحى من التجربة اليابانية، بالإضافة إلى شراكتها المثمرة مع الجانب الياباني ودعم مجلس الأمناء، وجهودها في دعم الصناعات المختلفة في البداية، وصف الدكتور عمرو عدلي، رئيس الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، تجربة الجامعة بأنها "رحلة تميز فريدة"، بدأت بفكرة تحولت إلى صرح علمي غير مسبوق في مصر والشرق الأوسط. البداية: فكرة من وزيرة التعاون الدولي يعود أصل الحكاية إلى مطلع الألفية، حين قدمت السفيرة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي آنذاك، مقترحًا لعقد تعاون علمي مع اليابان، فتم الاتفاق مع رئيس الوزراء الياباني آنذاك على إنشاء أول جامعة يابانية خارج حدود اليابان. وبعد مشاورات، وقع الاختيار على مصر لتكون الحاضنة، وبالتحديد مدينة برج العرب مقرًا لهذا الكيان الذي جرى تصميمه ليكون "جامعة صناعية" بالأساس. خطوات التأسيس ودعم الدولة ظلت المشاورات والتنسيق لسنوات حتى عام 2009، بدعم من رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف وفايزة أبو النجا ووزير التعليم العالي آنذاك. وفي هذا العام تم الاتفاق على تأسيس الجامعة المصرية اليابانية بقانون خاص، لتكون جامعة حكومية بطابع فريد. بدأت مرحلة الدراسات العليا عام 2012، بينما انطلقت برامج البكالوريوس في 2017 من مقر مؤقت، لكن النقلة الكبرى تحققت في سبتمبر 2020 مع افتتاح المقر الرئيسي ببرج العرب، الذي أتاح استيعاب أعداد أكبر من الطلاب. كما تمتلك الجامعة مقرًا إضافيًا في القرية الذكية. نموذج فريد للشراكة المصرية – اليابانية يشير عدلي إلى أن الجامعة تمثل تجسيدًا كاملاً للشراكة بين مصر واليابان، إذ تضم مجلس جامعة مشتركًا من 20 عضوًا (10 مصريين و10 يابانيين)، يقدم تقارير دورية عن الأداء والبرامج الأكاديمية. ويضيف أن الجامعة تُصنف ك جامعة بحثية رائدة، وتتميز بنظم التدريس اليابانية المختلفة كليًا عن الجامعات التقليدية. كليات وبرامج غير تقليدية تضم الجامعة عددًا من الكليات المبتكرة: كلية الهندسة: وتشمل ثلاث مدارس رئيسية (الإلكترونيات والاتصالات وهندسة الحاسبات – الطاقة والهندسة البيئية والكيمياء والبتروكيمياء – التصميم الإبداعي ميكانيكا وطيران). كلية العلوم الأساسية والتطبيقية، وتضم معمل علوم الفضاء الذي يرصد جميع الأقمار الصناعية حول العالم. كليات أخرى: الحاسبات والمعلومات، الفنون والتصميم، الصيدلة. كما توفر الجامعة برامج تدريبية "بروفيشنال" للمتخصصين وغير الدارسين. دعم ياباني مستمر ومنذ انطلاق الجامعة وحتى اليوم، تحظى بدعم مباشر من 13 جامعة يابانية كبرى، بينها جامعة طوكيو، ويشارك في الإشراف الأكاديمي أكثر من 30 عالمًا يابانيًا من الحاصلين على جوائز عالمية. كما تقدم وكالة التعاون الدولي اليابانية (جايكا) دعمًا متواصلًا للبرامج والمشروعات البحثية. وبحسب رئيس الجامعة، فإن حجم الاستثمارات في هذا المشروع خلال السنوات الست الماضية بلغ نحو 70 مليون دولار. أبرز برامج الجامعة كما أكد الدكتور عمرو عدلي، أن الجامعة أصبحت نموذجًا رائدًا في التعليم والبحث العلمي على مستوى مصر وإفريقيا، مشيرًا إلى امتلاكها معامل بحثية فريدة من نوعها في الشرق الأوسط وأفريقيا، بلغت تكلفتها منذ ست سنوات نحو 70 مليون دولار، ومجهزة بأحدث المعدات الخاصة بالبحوث والصناعة ومرحلة البكالوريوس. وأوضح أن الجامعة تُعد الوحيدة التي تعتمدها إدارة البعثات بوزارة التعليم العالي في برامج الإشراف الخارجي، حيث يقضي الطالب فترة تصل إلى ستة أشهر مع المشرف الياباني داخل معمله. وأضاف أن الجامعة لديها أكثر من 510 طلاب دراسات عليا، إلى جانب استفادة الطلاب من منح "الديكاد" التي أتاحت 150 منحة للماجستير والدكتوراه، وتقدم إليها 10 آلاف إفريقي، فضلًا عن منح أخرى مقدمة من البنك الإفريقي للتنمية بما يتماشى مع رؤية إفريقيا 2063. زيادة في أعداد الطلاب سنويا وأشار عدلي إلى أن الجامعة تشهد نموًا متزايدًا في أعداد الطلاب، حيث بلغ عدد طلاب البكالوريوس نحو 5500 طالب العام الماضي. ولفت إلى أن الجامعة أطلقت برنامجًا يمنح الخريجين فرصة دراسة الماجستير مقابل القيام بتدريس 16 ساعة أسبوعيًا، مما ساهم في تلبية احتياجات العملية التعليمية. وفي مجال البحث العلمي، أوضح أن الجامعة سجلت 561 بحثًا دوليًا خلال العام الماضي، ما جعلها ضمن أكثر الجامعات المصرية نشرًا في مؤشر "التايمز" البريطاني. كما تصدرت الجامعات المصرية في عدد براءات الاختراع، بتسجيلها 120 براءة خلال عشر سنوات. وأكد أن هذا النجاح انعكس في الحصول على تمويلات تجاوزت 120 مليون جنيه من أكاديمية البحث العلمي. اهتمام كبير بريادة الأعمال وأضاف رئيس الجامعة أن الاهتمام بريادة الأعمال أصبح محورًا أساسيًا في برامجها، حيث حصلت الحاضنة التكنولوجية بالجامعة على الجائزة الأولى عالميًا من واشنطن عام 2023، بالإضافة إلى جائزة محلية. وتحتل الجامعة حاليًا المركز الأول على مستوى مصر، والسادس إفريقيًا، كما جاءت ضمن أفضل 600 جامعة في العالم، محتلة المرتبة 106 عالميًا في تخصصات الطاقة والهندسة وعلوم الفضاء، رغم أن عمرها لم يتجاوز 15 عامًا. وأوضح عدلي أن التجربة التعليمية في الجامعة تقوم على الأسلوب الياباني القائم على التعليم التفاعلي، حيث يُلزم طلاب كليات الهندسة باستخدام الماكينات بأيديهم لاكتساب الخبرة العملية المباشرة، وليس الاكتفاء بالدراسة النظرية. وأشار إلى أن الجامعة لا تركز فقط على الجوانب الأكاديمية والتطبيقية، بل تهتم ببناء شخصية الطالب منذ اليوم الأول للدراسة، من خلال تدريس الأخلاق، واللغة اليابانية، والثقافة اليابانية، إلى جانب مواد في ريادة الأعمال وإدارة الأعمال، باعتبارها قواعد أساسية في المنظومة التعليمية. إقرأ ايضا .. «المصرية اليابانية»: جامعة حكومية بتخصصات متفردة ومنح للدراسة في اليابان