حظى فيلم «صوت هند رجب» بتصفيق حار استمر لمدة 23 دقيقة، بعد عرضه العالمي الأول في الدورة 82 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي منذ أيام، ويُعتبر ذلك رقمًا قياسيًا. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لصناع العمل على السجادة الحمراء، وأيضًا صورًا قديمة للطفلة هند، بالإضافة إلى لقطات من اللحظات الأخيرة في حياتها، مما جعل اسمها يتردد على قائمة الترند الأيام الماضية. تعيد المخرجة كوثر بن هنية في الفيلم سرد قصة الطفلة هند رجب، البالغة من العمر ست سنوات، التي قُتلت مع أبناء عمومتها وخالتها وعمها، بالإضافة إلى مسعفين اثنين كانوا يحاولون مساعدتهم، بعد أن أطلقت القوات الإسرائيلية النار على سيارتهم في مدينة غزة في يناير عام 2024. ولفتت هند أنظار العالم بشجاعتها خلال محاولات اتصالها بفرق الهلال الأحمر الفلسطيني طلبًا للنجدة، قبل أن يتم استهدافها وعائلتها والمسعفين، وإطلاق دبابة إسرائيلية قذائفها عليهم من مسافة قريبة جدًا. وحرص طاقم الفيلم على الظهور بالسجادة الحمراء وهم حاملون صورة الطفلة الفلسطينية شهيدة القصف الإسرائيلي «هند رجب»، في حين ظهر النجم العالمي خواكين فينيكس والنجمة روني مارا، المشاركان في إنتاج العمل، بدبوس معلق على ملابسهما دعمًا للقضية الفلسطينية. وقد انضم عدد من نجوم هوليوود إلى الفيلم الأسبوع الماضي كمنتجين تنفيذيين، من بينهم خواكين فينيكس، وروني مارا، بالإضافة إلى براد بيت، وألفونسو كوارون، وجوناثان جليزر. وأكد صناع الفيلم أن العمل ليس فقط محاولة للإنقاذ داخل الخيال، بل جرس إنذار حقيقي لما يعيشه أطفال فلسطين. وقال أحد المشاركين في الفيلم: «نشعر بالذنب لأننا نحتفل بفيلم، بينما تُرتكب جريمة إبادة جماعية بحق أطفال غزة، لكننا نحتفل بإيصال صوت هند إلى العالم». وخارج قاعة المهرجان امتدت أصداء الفيلم إلى الشارع، حيث نظمت تظاهرات داعمة لفلسطين، حملت شعارات تندد بالاحتلال وتطالب بالعدالة. وقالت إحدى المتظاهرات: «نخشى أن يختفي صوت فلسطين كما اختفى صوت هند رجب... لذا نطالب العالم بالتحرك العاجل لإنقاذ غزة وأطفالها». الفيلم من تأليف وإخراج كوثر بن هنية، وهو إنتاج تونسي فرنسي مشترك، وانضم إلى إنتاجه نجوم هوليوود: براد بيت، وخواكين فينيكس، وروني مارا، والمخرجان ألفونسو كوارون وجوناثان جليزر، إلى جانب نخبة من الشخصيات العالمية البارزة. ويشارك في بطولة الفيلم سجى الكيلاني، ومعتز ملحيس، وكلارا خوري، وعامر حليحل، ووضع الموسيقى التصويرية المؤلف الموسيقي التونسي أمين بوحافة. اقرأ أيضا: تصفيق تاريخي وجائزة واستغاثة.. رحلة فيلم «صوت هند رجب» بمهرجان فينيسيا وشهد عرض الفيلم وقوف الحضور لمدة تزيد عن 23 دقيقة مع تصفيق حماسي، وسط هتافات «فلسطين حرة». أصبحت هند رجب بعد استشهادها رمزًا لمعاناة الأطفال الفلسطينيين في ظل العدوان الإسرائيلي، وتم تأسيس مبادرة حقوقية باسم «مؤسسة هند رجب»، ومقرها بروكسل، لمقاضاة المسؤولين عن استهدافها. ومن المعروف أن المهرجانات السينمائية تشتهر بتصفيق الجمهور المطول، إلا أن هذا التصفيق يبدو أنه تجاوز مدة التصفيق السابقة التي استمرت 22 دقيقة لفيلم «متاهة بان» في مهرجان كان عام 2006.