موعد تغيير الساعة للتوقيت الشتوي 2025 في مصر وكيفية ضبطها    هل بدأ عهد التوافق بين الفصائل الفلسطينية؟.. عماد الدين حسين يجيب    الزمالك يوضح حجم إصابة نجميه    رئيس الوزراء الماليزي يلتقي المفتي في كوالالمبور ويشيد بدور مصر في نصرة قضايا الأمة    أسعار اللحوم مساء اليوم الجمعة 24 أكتوبر 2025    رغم زيادة الوقود.. الزراعة تؤكد استقرار أسعار اللحوم وتتعهد بمواجهة الغلاء    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولات ختام الأسبوع على ارتفاع جماعي لمؤشراتها    وزارة النقل: ميناء أكتوبر الجاف يوفر فتح بيان جمركى والكشف والمعاينة بنفس الوقت    رئيس أفريكسيم: أصول البنك تضاعفت 6 مرات فى 10 سنوات لتتخطى 40 مليار دولار    الكنيسة الكاثوليكية تشارك في أعمال المؤتمر الدولي السادس لمجلس الكنائس العالمي    الشهابى: نجاح مؤتمر شرم الشيخ واستقبال الرئيس السيسى فى أوروبا يجسدان ثقة العالم فى دور مصر    مسئولون اسرائيليون يشككون فى قدرة قواتهم على تدمير أنفاق غزة    مسؤول روسي: إمكانية التعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة لا تزال قائمة    ضمن مبادرة "صحح مفاهيمك".. ندوة علمية حول الأمانة طريق النجاح بأوقاف الفيوم    السباحة تواصل التألق.. 13 ميدالية و4 كؤوس لمصر في بطولة أفريقيا للمياه المفتوحة    مواعيد مباريات الجولة 12 من الدوري المصري والقنوات الناقلة    محمد الغزاوي: عمومية الأهلي تضرب المثل في الوعي والانتماء    إيقافات وغرامات بالجملة على الأهلي، عقوبات الجولة ال11 للدوري المصري    السيطرة على حريق ب3 منازل بعد اشتعال أشجار النخيل بجوار كوبرى بنجا بسوهاج    بعد جريمة الصاروخ الكهربائى.. سر الأكياس السوداء خلف كارفور الإسماعيلية.. فيديو    جمارك مطار أسيوط تحبط محاولة تهريب كمية من مستحضرات التجميل    النجوم وأبناؤهم يخطفون الأضواء على السجادة الحمراء لحفل ختام مهرجان الجونة    المتحف المصرى الكبير.. جسر حضارى يربط بين ماض عريق ومستقبل طموح    طلال ناجي: كل الشكر لمصر العظيمة لجهودها لوقف إطلاق النار بغزة    لو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت.. أزهرى يجيب عن حكم قبول الهدايا.. فيديو    إنجاز دولى.. انضمام الدكتور عصام الطوخي لمجلس إدارة مؤسسة طب العيون العالمية    ضبط تشكيل عصابي للترويج للأعمال المنافية للآداب بالمنيا    ضبط طن لانشون غير مطابق للمواصفات بمدينة قها    رئيس نادي المنصورة: لن أتنازل عن حلم الصعود إلى الدوري الممتاز    القاهرة الإخبارية تكشف: ضم الاحتلال للضفة الغربية قائم رغم نفى واشنطن    وزارة الرى تعلن أسباب ارتفاع منسوب النيل وتؤكد: الاستمرار فى إزالة التعديات    لأصحاب الإيجار القديم.. الأوراق المطلوبة للحصول على شقة من الإسكان البديل    ضبط 3997 قضية سرقة تيار كهربائي خلال 24 ساعة    إنقاذ حياة شاب تعرض لحادث واستئصال ورم بجدار البطن لسيدة بمستشفى الإبراهيمية بالشرقية    محافظة الجيزة تخصص شاشات عرض كبرى بالميادين لمتابعة افتتاح المتحف المصري الكبير    مين الفنجري ومين اللي بيحسبها بالقرش؟.. كيف يختلف الإنفاق على الشراء بين الأبراج؟    تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين تعلن عن مرشحيها في انتخابات مجلس النواب 2025    مريضة تهدد طبيبة نساء بالسحق.. أطباء بني سويف توضح ملابسات الواقعة "تفاصيل"    ليفربول قد يخسر مهاجمه أمام برينتفورد    ساندويتش السمك المشوي.. وصفة المسلسلات التركية (طريقة تحضيرها)    "حماس" تسلّم جثتي إسرائيليين مساء اليوم    واشنطن تحدد مسار المرحلة الثانية من خطة ترامب لغزة وسط تحفظات عربية وإسرائيلية    وزير الدفاع والفريق أحمد خليفة يلتقيان رئيس أركان القوات البرية الباكستانية    تفاصيل حالة ابتسام زايد بعد إصابتها القوية ببطولة العالم للدراجات    آس: رافينيا خارج الكلاسيكو ومدة غيابه تمتد لشهر    وزارة الصحة تعلن محاور المؤتمر العالمي للسكان والتنمية البشرية    عالم أزهري: أكثر اسمين من أسماء الله الحسنى تكرارًا في القرآن هما الرحمن والرحيم    جذوره تعود لآل البيت.. من هو إبراهيم الدسوقي بعد تعليق الدراسة أسبوعًا بسبب مولده؟    إصابة شاب في تصادم سيارة بسور استراحة محافظ مطروح    فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة.. وحكم الاستماع إليها من الهاتف    سر ساعة الإجابة يوم الجمعة وفضل الدعاء في هذا الوقت المبارك    أفضل الأدعية والأذكار المستحبة في يوم الجمعة وفضائل هذا اليوم المبارك    متابعة المشروعات وتنظيم المواقف والبنية التحتية.. أبرز أنشطة التنمية المحلية الأسبوعية    «ديمية السباع».. حين تتحدث حجارة الفيوم بلغة الإغريق والرومان    هل تم دعوة محمد سلام لمهرجان الجونة؟.. نجيب ساويرس يحسم الجدل    حملات مكثفة لرفع إشغالات المقاهي والكافيهات بشارع جزيرة العرب بالمهندسين    قيادي بتيار الإصلاح الديمقراطي الفلسطيني: 3 ركائز أساسية لضمان نجاح اتفاق وقف النار    هنادي مهنا: «أوسكار عودة الماموث» يصعب تصنيفه وصورناه خلال 3 سنوات بنفس الملابس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس الجالية الأذربيجانية: الدبلوماسية الدينية ترسخ السلام وتعمق العلاقات الدولية| حوار
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 12 - 09 - 2025

◄ مصر وأذربيجان ملحمة تاريخية وشراكة متنامية
◄ «الإفتاء» مرجعية دينية للمسلمين.. والأزهر قبلة العلم ومنارة لمواجهة التطرف
◄ نقدم العلم مجانا ل 650 طالبا.. وجمعيتنا جسر يربط 61 جنسية بمصر
◄ تعزيز الاستثمارات والانطلاق كقوة إقليمية فاعلة رؤيتنا للمستقبل
◄ نؤكد التزامنا الثابت بنصرة الفلسطينيين ودعمهم سياسيًا وماديًا
العلاقات المصرية – الأذربيجانية ليست وليدة اليوم، بل تضرب بجذورها في التاريخ وتتشابك في السياسة والثقافة والشعبية، فمنذ القرون الأولى ارتبط الشعبان بروابط إنسانية وحضارية عميقة، ولا تزال تتجدد هذه الروابط في عصرنا الحالي من خلال تعاون ثنائي يشمل السياسة والاقتصاد والتعليم والثقافة والدين.
وفي هذا السياق، أكد د. سيمور نصيروف رئيس الجالية الأذربيجانية في مصر ومسئول التواصل الدولي في الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم أن العلاقات بين البلدين تشهد تطورًا متواصلًا يعكس حكمة القيادتين في القاهرة وباكو،حيث تتطابق مواقفهما تجاه القضايا الإقليمية والدولية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ، مشيرًا إلى وجود أكثر من خمسين اتفاقية قائمة بين البلدين تجسد هذا التعاون وتعزز مواقفه علي الساحة الدولية.
وأوضح مسئول التواصل الدولي أن التعاون لا يقتصر على الجانب الرسمي، بل يمتد إلى الروابط الشعبية من خلال جهود المركز الثقافي المصري في باكو وجمعية الصداقة المصرية – الأذربيجانية ، وأشار إلي أن هذه الجهود تهدف لتوطيد جسور المعرفة والتواصل وتقديم أنشطة ثقافية وتعليمية متنوعة مثل تعليم القرآن الكريم والخط العربي.
وأشار إلى أن بلاده تولي أهمية خاصة بالتنمية لكنها تواجه تحديا رئيسيا هو غياب خطوط الطيران المباشر بين باكو والقاهرة ، بالإضافة إلي أنها تقدم نموذجا متفردا في التعايش الديني يتناغم مع الدور الريادي للأزهر كمنارة عالمية لمواجهة التطرف والإسلاموفوبيا.
وأكد أن دار الإفتاء تمثل مرجعية دينية عالمية تسهم فتاواها في معالجة القضايا المعاصرة للمسلمين في أذربيجان، وأن الدبلوماسية الدينية أصبحت أداة فعالة لتعزيز العلاقات بين الشعوب، حيث يساهم الأزهر والإفتاء في هذا المجال عبر إرسال العلماء والمشاركة في المؤتمرات الدولية، وأشار إلي أن التعاون المصري - الأذربيجاني في هذا الإطار تُرجم إلى مبادرات مشتركة لمواجهة خطاب الكراهية، وإبراز القيم الإنسانية المشتركة.
لم تخلُ مسيرة د.نصيروف الشخصية من الجانب الإنساني، فصوت الشيخ عبد الباسط كان أثرعميق في تكوين شخصيته، وتداخلت مسيرة حياته بين محطات الإيمان والثقافة والسياسة ما أضفي عليها طابعا فريدا، وإلى نص الحوار..
◄ كيف تصف الوضع الحالي للعلاقات بين مصر وأذربيجان؟
العلاقات بين البلدين قوية تاريخيا وسياسيا وشعبيا، علي المستوي السياسي قامت القيادة الحكيمة في البلدين بإبرام اتفاقيات ومهدت الطريق للمستثمرين لإقامة مشاريع مشتركة ،أما علي الصعيد الشعبي يكن الاذربيجانيون حبا كبيرا لمصر عبر القرون، فالعالم الجليل ابن الفقيه الهمداني يقول في كتابه البلدان" لما فتحت اذربيجان انتقلت إليها القبائل المصرية والشامية"ومنذ ذلك الوقت إلي يومنا هذا لا تجد محافظة في اذربيجان إلا بها قري باسم العرب مثل "عرب لرحاجي عرب" وغيرها من القري، ليس هذا فحسب بل إنهم يسمون أبناءهم بمصر،فمثلا وزيرالتعليم العالي الاذربيجاني السابق ظل 13 عاما اسمه مصرمردانوف.
وفي الادب الاذربيجاني ملحمة مشهورة جدا في اذربيجان ودول وسط آسيا تسمي "ملحمة كور أوغلو"، معناها" ابن الاعمي" والد بطل القصة يصنع لابنه سيفا من جرم سماوي الذي لا يقهر حامله وعند تسليمه السيف لابنه – بطل القصة - يسأل والده اي اسم نسمي هذا السيف؟ فقال والده نسميه" سيفا مصريا". وهذا خير دليل على مكانة الشعب المصري في قلوب اذربيجان.
◄ وما أبرز مجالات التعاون القائمة بينهما؟
هناك أكثر من خمسين اتفاقية قائمة، ودائما ما تدعم أذربيجان المواقف المصرية في المحافل الدولية ، كما أن مصر من اوائل الدول التي اعترفت باستقلال بلادنا 1991 بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، بالإضافة للصادرات المصرية من الموالح والرخام والخضراوات ،وآخرها تصدير سفينة كاملة تحوي آلاف الاطنان من الخضراوات لبلادنا عن طريق ميناء بوتي، أما ثقافيا فتم تأسيس مركز ثقافي مصري في باكو، يعد جسرا للمعرفة والثقافة والتعليم بيننا وبين مصر، وحاليا يقدم دورات مثل" تعلم اللغة العربية والخط العربي وفن الرسم والموسيقي "
◄ ما أهم الفرص لتعزيزهذه العلاقات، وما التحديات التي تواجه ذلك؟
العلاقات السياحية بين البلدين في تطور مستمر، فجمال التبادل السياحي يكمن في أن كل بلد يكمل الآخر.. أذربيجان تتمتع بمقومات طبيعية خلابة مثل الجبال المغطاة بالثلوج التي تجذب الزوار في الشتاء والمناطق الخضراء في الصيف،وفي المقابل تعد مصر وجهة فريدة للأذربيجانيين بفضل تاريخها الذي يعود لآلاف السنين "الأهرامات والمعابد"، وآثارها الفرعونية والإسلامية "مسجد الإمام الحسين، والسيدة زينب، والسيدة سكينة" ، نظرا لان حوالي 4 ملايين اذربيجاني يسافرون للخارج سنويا،إذن يمكن لمصر جذب عدد كبير منهم من خلال الترويج لتلك المعالم الفريدة التي تثير شغفهم، فضلا عن الطائرات القادمة من باكو الى مطار شرم الشيخ، مصر وجهة جذابة للأذربيجانيين بتاريخها الفريد وآثارها الفرعونية والإسلامية بينما تقدم أذربيجان للمصريين طبيعة خلابة ومناظر شتوية ساحرة.
أما التحدي الرئيسي الذي يواجه هذا التعزيز هو عدم وجود طيران مباشر بين العاصمتين،"باكو والقاهرة"، والتغلب عليه يعود لأصحاب القرار في البلدين، فإذا توافرت رحلات مباشرة ستكون مصر بوابة لاذربيجان علي افريقيا.
◄ كيف يمكن للجالية الأذربيجانية في مصر أن تلعب دورًا فعالًا في تعزيز الروابط الشعبية والثقافية بين البلدين؟
أنا شخصيا موجود في مصر منذ ثلاثين عاما، وجئت بدعوة رسمية من الازهر الشريف لتكملة الدراسة فيها، ومنذ أن أتيت إليها وانا افكر كيف اساهم في تعزيز هذه العلاقات، فقمت في البداية بالتعاون مع جمعية قوافل الخير والأمل إلى أن أسست جمعية الصداقة المصرية – الأذربيجانية 2013م، وبدأنا النشاط فيها من 2014م، بالتعاون مع الشخصيات المصرية البارزة ك" الشيخ علي جمعة ود. أسامة العبد ومحمود الشريف"، وهناك سفراء وشخصيات بارزة مصرية لهم علاقة كذلك باذربيجان سواء أكانوا سفراء او مديري مراكز ثقافية او درسوا فيها.
الجالية الأذربيجانية خاصة جمعية الصداقة تلعب دورا محوريا في تعزيز الروابط الثقافية والشعبية من خلال أنشطتها المتنوعة ، فلدينا 650 طالبا من 61 دولة ، نصفهم مصريون، نحرص علي تعليمهم قراءة القرآن الكريم - القراءات العشرالصغري والكبرى بالجمع بسند متصل بسيدنا النبي - والخطوط العربية، وفن السجاد اليدوي الأذربيجاني ،وكذا المقامات الصوتية للمساهمة في استمرارية هذا الفن الجميل لان العالم كله يعرف مصر ب"بلد القراء"، بالإضافة للغة العربية، لأنه لن تنهض امة إلا بلغتها لذا فنحن متمسكين بتعليم اللغة العربية من الاجرومية ثم ملحة الاعراب للحريري، ثم قطر الندي لابن هشام ثم شرح بن عقيل إلى أن نصل إلى معني اللبيب، ولم ننسى أن ندرس اللغة الاذربيجانية والانجليزية، ولا نغفل التواصل الاجتماعي من خلال التواصل الدائم مع أفراد الجالية وتنظيم المسابقات والاحتفالات لتقوية الروابط فيما بينهم.
واذا تحدثنا عن التحديات فلا توجد هناك تحديات كبيرة لان الجالية تحظي باهتمام الجمعية ، ومعظم الاذربيجانيات متزوجات من مصريين مما يسهل اندماجهن.
◄ ما الدور التاريخي الذي لعبه بلادكم في نهضة المجتمع المصري؟ وكيف انعكس ذلك علي صورتكم الإيجابية في مصر حاليا؟
صورتنا الإيجابية ترجع للدور التاريخي البارز الذي لعبناه عبر العصور، وخير دليل ما قام به اسرة الايوبيين في دفاعهم عن مصر، يقول ابن خليكان بكتاب"وفيات الأعيان":اجمع المؤرخون ان اسرة الايوبيين ومنهم صلاح الدين الايوبي واسطة العقد بينهم جميعهم من بلدة "دوين" شمال اذربيجان، ويقول ابن الاثير في كتابه "الكامل في التاريخ" إن سبب التقاء الايوبيين بالدولة الزنكية وارتفاع شأنهم يعود إلي حادثة مهمة وقعت مع عماد الدين الزنكي مؤسس الدولة الزنكية.
أيضا تولي عدد كبير منهم مناصب عليا في مصرمثل فتح الله ابن نفيس رئيس اطباء مصر،وافضل الدين الخونجي قاضي قضاة مصر. ولم اجد عالما مشهورا من العلماء الاذربيجانيين إلا جاءوا الى مصر ودرسوا في الازهر الشريف ودرسوا فيه أيضا، وكوني باحثا عن كل ما يتعلق بالشعب الاذربيجاني في المصادر العربية وجدت اكثر من 700 عالم من أصل اذربيجاني مشهورين في العالم العربي والاسلامي، وخلال دراستي في الماجستير والدكتوراه وجدت منهم علماء بارزين ومشهورين في مصر مثل عبد الحميد الشرواني من كبار علماء الشافعية كان يدرس في الازهرالشريف، وهو من مدينة شروان في اذربيجان، والإمام البيضاوي"عالم اذربيجان"، وهناك أيضا بعض العلماء مشهورون بمصريتهم مع أن اصلهم من اذربيجان مثل ابن الحاجب الدويني من كبار علماء اللغة العربية.
هذه المساهمات التاريخية التي وثقتها في كتابين تعزز من الروابط بين الشعبين وتجعل صورة أذربيجان أكثر إيجابية في الوعي المصري.
◄ هل هناك خطط مستقبلية لتنظيم فعاليات تهدف لتعريف مجتمعنا بالثقافة والتراث الاذربيجاني؟
بالتأكيد.. تعمل السفارة علي ترجمة كتب أدبية للغة العربية مثل التي تتحدث عن احمد شوقي ومؤلفاته وسيتم طبعها قريبا، كما يتم التنسيق مع جامعتي القاهرة وعين شمس لإقامة عدة ندوات عن العلاقات الثقافية والادبية بين الشعبين.
◄ ما أبرز الأولويات التي تركز عليها القيادة الأذربيجانية حاليًا على الصعيدين الداخلي والخارجي؟
داخليا : إعادة الإعمار والتنمية - ترميم التراث الشعبي والمباني التاريخية - وتخصيص مليارات الدولارات لذلك، خاصة بعد الحرب التي خاضتها اذربيجان عام 2020م والتي استمرت 44 يوما لاسترجاع اراضيها ثم استكمال استعادة الاجزاء المتبقية عام 2023م .
وخارجيا : تعزيز العلاقات وبناء السلام مع دول الجوار خاصة بعد توقيع اتفاقية السلام مع أرمينيا 8 أغسطس الماضي، تلعب أذربيجان دورًا بارزًا في المحافل الدولية، وتسعى إلى تعزيز مكانتها كقوة إقليمية مؤثرة في منطقة القوقاز، خاصةً بالنظر إلى قوتها الاقتصادية والعسكرية وموقعها الاستراتيجي على طريق الحرير.
◄ كيف تساهم بلادكم في تعزيز الحوار بين الحضارات والأديان؟
من خلال التسامح الديني والتعايش السلمي : يتميز مجتمعنا بوجود أغلبية مسلمة (حوالي 95%) إلى جانب أقليات مسيحية ويهودية، يعيشون جميعًا في سلام دون أي تصادم ديني، وتدعم الدولة جميع الأديان بالتساوي، كما يتضح في وجود مساجد وكنائس ودور عبادة مختلفة تتعايش جنبًا إلى جنب، حتى داخل المذهب الإسلامي، يتعايش المسلمون من السنة والشيعة دون أي خلاف، مما يعكس طبيعة الشعب المتعلم والمنفتح.
أيضا التنوع الثقافي والوحدة الوطنية: تضم أذربيجان أكثر من 30 قومية مختلفة تتحدث لغات متعددة، ومع ذلك، يجمعهم كلهم اللغة الأذربيجانية والهوية الوطنية الواحدة. هذا التنوع لا يسبب أي انقسام، بل يساهم في إثراء المجتمع ويعزز الوحدة الوطنية، بالاضافة إلي نظام التعليم الإلزامي، فلا يوجد في أذربيجان أمية، ما يمنع الجهل الذي غالبًا ما يكون سببًا في المشاكل. هذا الوعي التعليمي يساعد الأفراد على فهم الآخر وقبوله، فالتعليم هو الحصن المنيع ضد الجهل الذي يؤدي للتعصب.
◄ بالنظر للدور الريادي للأزهر في نشر الفكرالإسلامي الوسطي.. كيف ترون تأثير هذه الجهود على تعزيز قيم التسامح والاعتدال في المجتمعات المسلمة حول العالم؟
العالم كله يعلم ان الازهر قبلة العلم والعلماء ، حيث ينشر المنهج الوسطي الاصيل منذ ألف عام ،لذا يأتي طلاب العلم من مختلف أنحاء العالم الإسلامي وغيره لتلقي العلوم الشرعية بأسلوب يعززالفهم الصحيح للإسلام بعيدًا عن الغلو أو التشدد،كما أن دوره لا يقتصرعلى حل قضايا المسلمين فقط، بل يمتد ليشمل الحوار مع أتباع الديانات الأخرى، لقد أثبت الأزهر قدرته على لعب دور وسيط لحل النزاعات حتى بين غير المسلمين (كالبوذيين والهندوس)، ما يعكس رسالته العالمية التي تخدم الإنسانية جمعاء، كما يعمل على إرسال العلماء والدعاة إلى مختلف البلدان لتقديم صورة حقيقية للإسلام كدين سلام ورحمة.
◄ ما انعكاس هذه الجهود عليكم؟
تُعد أذربيجان مثالًا واضحًا لتأثير جهود الأزهر. فبعد استقلالها، توجه العديد من طلابها للدراسة فيه، وعند عودتهم إلى بلادهم، أصبحوا سفراء للفكر الأزهري الوسطي ، ما عزز مكانة الأزهر لدى الشعب الأذربيجاني. وظهر ذلك جليا في الزيارات المتبادلة بين رئيس أذربيجان والإمام الأكبر للأزهر التي عكست مدى التقدير والاحترام الذي تحظى به المؤسسة الأزهرية على أعلى المستويات الرسمية في أذربيجان.
هذا بخلاف وصول بعض خريجي الأزهر الأذربيجانيين إلى مناصب هامة في بلادهم، ومنهم دبلوماسيون ومسؤولون، ما يؤكد أهمية المنهج الأزهري في تشكيل كوادر قادرة على خدمة مجتمعاتها، وأود توضيح أن هذه الجهود عززت من الروابط الثقافية والعلمية بين البلدين، وجعلت من الأزهر جسراً يربط أذربيجان بالعالم الإسلامي من خلال منهج وسطي معتدل.
◄ ما المقترحات العملية للاستفادة من تجربة الأزهر؟
وضع خطة عمل متكاملة تتضمن تبادل الخبرات الأكاديمية من خلال توفير منح دراسية لطلاب المعهد الأذربيجاني للدراسة في الأزهر، خصوصًا في الدراسات العليا، مع إيفاد أساتذة متخصصين من الأزهر لتدريس مواد معينة في المعهد الأذربيجاني ، وكذا مساعدة الأزهر في مراجعة وتحديث المناهج الدراسية في المعهد الأذربيجاني لتتوافق مع المنهج الأزهري المعتدل، وتوفير الكتب والمصادر العلمية الأكاديمية لمكتبة المعهد، كما يمكن تنظيم مؤتمرات وندوات علمية مشتركة تتناول قضايا حيوية مثل التعددية الثقافية، الإسلاموفوبيا، بالإضافة لتشكيل فرق بحثية مشتركة.
هذه المقترحات ليست مجرد أفكار نظرية بل خطط فعلية تؤكد الثقة الكبيرة التي توليها أذربيجان للأزهر كمرجعية علمية، مما يرسخ أساسا متينا للشراكة المستقبلية.
◄ بما أنك تحدثت عن ظاهرة الإسلاموفوبيا.. كيف يمكن للمؤسسات الدينية أن تسهم في تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام؟
الإسلاموفوبيا ظاهرة منتشرة خاصة في بلاد الغرب وامريكا، وللعلم اذربيجان منذ ان اعلنت الامم المتحدة 15 مارس من كل عام يوم مكافحة اسلاموفوبيا واعلن رئيس اذربيجان وحكومته تنظيم مؤتمر دولي عالمي سنويا بهذه المناسبة. ويمكن للمؤسسات الدينية الكبرى مواجهة هذه الظاهرة من خلال بناء جسور الحوار مع ممثلي الثقافات والديانات الأخرى، فالحوار المباشر يكسر الحواجز ويساعد على تصحيح الصور النمطية السلبية. إلى جانب ذلك، يجب التعريف الصحيح بالإسلام،عبر الفعاليات الثقافية ووسائل الإعلام الحديثة، بالإضافة للتعاون الدولي وتوحيد الجهود كما تفعل أذربيجان في تنظيم المؤتمرات العالمية، وأخيرًا، يجب أن تُسلِّط المؤسسات الدينية الضوء على القيم الإنسانية المشتركة التي تجمع بين الأديان والثقافات، مثل "السلام، الرحمة، والعدل"، هذا التأكيد على القواسم المشتركة يُظهر أن الإسلام ليس دينًا منعزلاً، بل هو جزء أصيل من النسيج الإنساني العالمي.
◄ برأيك ما أهمية الدبلوماسية الدينية في تعزيز العلاقات بين الدول؟
أداة قوية لبناء علاقات راسخة ومستدامة بين الشعوب والحكومات،، فهي تبني جسور التواصل وتوطد الروابط الثقافية والإنسانية، وتكمن أهميتها في تكوين الروابط الإنسانية بمعني أن الدين جزء أساسي من فطرة الإنسان، والإيمان يمثل قاسمًا مشتركًا بين الشعوب، لذا يمكن للدبلوماسية الدينية استثمار هذا الرابط الفطري لإنشاء علاقات قوية مبنية على التفاهم المشترك والاحترام المتبادل،أضف إلي ذلك مساهمتها في تبادل الخبرات والمعرفة بين المؤسسات الدينية والثقافية، ما يعزز التفاهم بين الشعوب ويقوي الروابط الحضارية، كما أن الاهتمام بالعلاقات الدينية ينعكس إيجابًا على العلاقات السياسية بين الدول. فكما ذُكر، حرص أذربيجان على إعادة بناء المساجد بعد تحريرالأراضي يعكس الأهمية الكبرى للدين في بناء المجتمع، واهتمام رئيس الجمهورية بمثل هذه القضايا يؤكد دورها في تعزيز العلاقات الثنائية مع الدول الأخرى.
◄ كيف تساهم فتاوى وأبحاث دارالإفتاء في معالجة القضايا المعاصرة للمسلمين حول العالم ؟
عبر عدة محاور منها: إصدار فتاوى مدروسة ومناسبة للظروف المحيطة ، فضلا عن تعاملها مع قضايا مستجدة مثل المعاملات البنكية، وقضايا الأقليات المسلمة، ورعاية الأيتام، ما يسهل على المسلمين في الخارج، كالمسلمين في أذربيجان، معرفة الأحكام الشرعية المناسبة لحياتهم.
ثانيا: التواصل العالمي والتعاون حيث أسست دار الإفتاء "الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم" عام 2015 لتوحيد جهود الإفتاء والتعاون بين المؤسسات الإسلامية، ولدراسة أوضاع المسلمين في كل بلد على حدة قبل إصدار الفتوى، لضمان توافقها مع طبيعة المجتمع المحلي، كما تعمل على إنشاء فروع وممثلين لها حول العالم، بما في ذلك أوروبا، أفريقيا، أمريكا، وآسيا، لتسهيل وصول فتاواها لكل المسلمين، ثالثا: أهمية الدور لأذربيجان:يعتمد المسلمون في أذربيجان على فتاوى دار الإفتاء المصرية الموثوقة نظرًا لكونها جزءًا من رسالة الأزهر ومصر للعالم الإسلامي، التي تساعدهم في حل قضاياهم اليومية، خاصةً في المجالات الاقتصادية والاجتماعية التي تتطلب اجتهادًا شرعيًا معاصرًا.
هذا الدور يعزز من مكانة دار الإفتاء كمؤسسة مرجعية للمسلمين حول العالم، بما في ذلك مسلمي أذربيجان، ويسهم في توفير إجابات واضحة لأسئلتهم الدينية المعقدة، وفي معالجة القضايا المعاصرة من خلال إصدار فتاوى مدروسة ومناسبة، وتوسيع نطاق تأثيرها عالميًا عبر الأمانة العامة لدورالإفتاء.
◄ هل التعاون يشمل مجالات مواجهة التطرف الفكري؟
نعم، التعاون قائم بالفعل بفضل العلاقات القوية بين البلدين ، تساهم الإفتاء والمؤسسات الفقهية في أذربيجان في رصد ومواجهة الأفكار المتطرفة من خلال تبادل الخبرات ومناقشة هذه القضايا في المؤتمرات والاجتماعات المشتركة، يهدف هذا التعاون إلي خدمة الأمة الإسلامية والإنسانية عبر التصدي للتحديات المعاصرة.
◄ هل هناك مبادرات تمت مؤخرا بينكم وإحدي الدول العربية؟
نعم، هناك مبادرات هامة تؤكد على دعم أذربيجان للقضية الفلسطينية وموقف الدول العربية منها، وقد تجلى هذا الدعم بشكل واضح خلال زيارة رئيس الجمهورية الأذربيجاني إلى مصر، حيث أكد على تطابق المواقف بين البلدين في هذا الشأن. وعندما بدأ الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة، كانت أذربيجان من أوائل الدول التي بادرت بدعوة الأمم المتحدة والمجلس العام للانعقاد في جلسة طارئة. كما قدمت دعمًا ماديًا للقطاع، علمًا بأنها تعترف بدولة فلسطين منذ عام 1994.
◄ متى التقيت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد؟ وما الأثر الذي تركه في شخصيتك؟
لم ألتقِ به شخصيًا، لاني عندما أتيت إلى مصر عام 1995، كان قد توفي قبلها بسبع سنوات، في عام 1988. الحقيقة كان لصوته أثرعميق في تكوين شخصيتي. فقد كنت دائم الاطلاع علي رحلاته واستقبال الناس له، وكيف وصل إلى مكانته العظيمة بفضل إخلاصه وخدمته للقرآن، وعندما جئت للقاهرة، حرصت علي زيارة أسرته وضريحه وفاء لحب ارتبطت به منذ طفولتي ، حتي إن إخوتي كانوا يستخدمون شريط تلاوته وسيلة لتحفيزي علي القيام بالمهام المنزلية، فكان أخي الأكبر يقول: "إن لم تسقِ الشجر، سأسرق شريط عبد الباسط".
وفي زمن الاتحاد السوفيتي، كانت قراءة القرآن محظورة،وصوته لم يصل قريتنا، والمنابر الوحيدة التي تبث صوته في مركز المحافظة، لذا كنت أدخر ثمن تذكرة الحافلة لأذهب هناك قبل صلاة الظهر لأستمع إلى تلاوته من مكبرات الصوت.
◄ كيف تغير مسار حياتك بفضل نصيحة الشيخ علي جمعة؟
في أروقة الأزهر نشأت وتربيت على يد كبار علمائه وشيوخه، وفي رأسهم الشيخ علي جمعة، قضيت أكثر من ثماني سنوات أتعلم على يديه، أتذكر أنه كان يلقي خطبه ودروسه في مسجد السلطان حسن، وكنت حينها المؤذن الثاني لصلاة الجمعة، استمع إلى دروسه وفتاويه القيمة.
في تلك الفترة، قدمت لفضيلته خطة عن كيفية إعداد السفراء من طلبة الأزهر على المنهج الأزهري، ناقشنا هذه الخطة بعمق، وعندما تلقيت دعوة لدراسة الدكتوراه في إحدى جامعات مدريد بإسبانيا وذهبت لأستشيره، فاجأني بسؤال : "إلى أين تذهب؟ أنت قدمت خطة ونريد أن تتولى هذا الأمر، لأنك من الوافدين وعشت مشاكلهم وتعرف حلولها"، ومنذ ذلك الحين، نعمل مع فضيلته ما يقرب من 25 عامًا في خدمة طلاب الأزهر الوافدين، حيث أقوم بإدارة المشاريع تحت إشرافه.
◄ شرفت بالحصول علي وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.. كيف تلقيت هذا التكريم؟
أتقدم بخالص الشكر والامتنان للرئيس عبد الفتاح السيسي على منحي هذا الوسام الرفيع. أشعر بسعادة غامرة، وأعتبر هذا التكريم دليلًا على عدة أمور هامة. أولًا، إظهار لمدى اهتمام الدولة المصرية بنشر السلام ومحاربة التطرف، ثانيًا: تكريم لعلاقة الأخوة والصداقة التاريخية بين الشعبين المصري والأذربيجاني. وأخيرًا، أعتبرها رسالة لكل الوافدين بأن مصر تقدر جهود كل من يعمل بجد لخدمة مجتمعها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.