«شرم الشيخ» تتصدر مواقع التواصل ب«2 مليار و800 ألف» مشاهدة عبر 18 ألف منشور    ذاكرة الكتب| «مذكرات الجمسي».. شهادة تاريخية حيَّة على إرادة أمة استطاعت أن تتجاوز الانكسار إلى النصر    «زي النهارده».. استشهاد اللواء أحمد حمدي 14 أكتوبر 1973    ارتفاع كبير في عيار 21 الآن بالمصنعية.. مفاجأة بأسعار الذهب اليوم الثلاثاء بالصاغة    رسميًا بعد الانخفاض الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 14-10-2025    توفير أكثر من 16 ألف يومية عمل ضمن اتفاقية تحسين مستوى المعيشة بالإسكندرية    ترامب: لا أعلم شيئًا عن «ريفييرا غزة».. ووقف إطلاق النار «سيصمد»    الأمم المتحدة: تقدم ملموس في توسيع نطاق المساعدات الإنسانية بقطاع غزة    "ميكروفون مفتوح" يكشف طلب رئيس إندونيسيا من ترامب (فيديو)    مدير منظمة الصحة العالمية يعلن دخول 8 شاحنات إمدادات طبية إلى غزة    إسرائيل تتسلم جثث أربعة رهائن كانوا محتجزين فى غزة    أمير قطر يبحث مع عدد من قادة العالم دعم اتفاق غزة وتعزيز التعاون الدولي    بشارة بحبح: تعريف الولايات المتحدة لنزع سلاح حماس لا يشمل الأسلحة الفردية    سمير عمر: نتنياهو يريد علاقات طبيعية مع العرب دون ثمن    «سوء تغذية!!».. الزمالك يرد على مزاعم أزمة عبدالحميد معالي (خاص)    عبد الحليم: قمة السلام في شرم الشيخ يوم عظيم لمصر    «اختياراته تدل على كدة».. رضا عبدالعال ينتقد حسام حسن: يحلم بتدريب الأهلي    شادى محمد: بنات الأهلى فى الكرة "جامدين".. وأحدثنا طفرة فى النسائية    محمد عبد الواحد: لا توجد مشاكل مع إمام عاشور.. ومحمد صلاح له دور قيادى مع المنتخب    «التعليم» توضح موعد بداية ونهاية إجازة نصف العام 2025-2026 لجميع المراحل التعليمية    سحب منخفضة على القاهرة وسقوط رذاذ.. بيان مهم من الأرصاد يكشف طقس الساعات المقبلة    اعرف حالة الطقس اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في بني سويف    تسجيل دخول منصة الشهادات العامة 2025 عبر موقع وزارة التربية والتعليم لطلاب أولى ثانوي (رابط مباشر)    شاهد سقوط مفاجئ لشجرة ضخمة على سيارة بمنطقة الكيت كات    «زي النهارده».. وفاة الشاعر والإعلامي واللغوي فاروق شوشة 14 أكتوبر 2016    إسعاد يونس: خايفة من الذكاء الاصطناعي.. والعنصر البشري لا غنى عنه    بعد استبعاد أسماء جلال، هنا الزاهد مفاجأة "شمس الزناتي 2"    أحمد التايب للتليفزيون المصرى: مصر تحشد العالم لدعم القضية الفلسطينية    957 مليون دولار أمريكى إيرادات فيلم A Minecraft Movie    دولة التلاوة.. تاريخ ينطق بالقرآن    4 طرق لتعزيز قوة العقل والوقاية من الزهايمر    هتشوف فرق كبير.. 6 مشروبات واظب عليها لتقليل الكوليسترول بالدم    التفاح والقرنبيط.. أطعمة فعالة في دعم صحة الكلى    علماء يحذرون: عمر الأب يحدد صحة الجنين وهذا ما يحدث للطفرات الجينية في سن 75 عاما    قرار جديد للشيخ سمير مصطفى وتجديد حبس صفاء الكوربيجي.. ونيجيريا تُخفي علي ونيس للشهر الثاني    ضبط 10 آلاف قطعة باتيه بتاريخ صلاحية مزيف داخل مخزن ببني سويف    المتحف المفتوح بمعبد الكرنكl "متحف الزمن الذي لا يعرف سقفًا".. فيديو وصور    د.حماد عبدالله يكتب: القدرة على الإحتمال "محددة" !!!    مصرع شاب غرقًا في حوض زراعي بقرية القايات في المنيا    اعرف مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في بني سويف    بالتفاصيل| خطوات تحديث بطاقتك التموينية من المنزل إلكترونيًا    أسعار اللحوم الجملي والضاني اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    تخصيص 20 مليون دولار لتأمين الغذاء والمياه والمأوى بغزة    موعد صرف معاشات شهر نوفمبر 2025    أردوغان لميلوني في قمة شرم الشيخ: تبدين رائعة (فيديو)    بحضور صناع الأعمال.. عرض أفلام مهرجان بردية وندوة نقاشية بالمركز القومي للسينما    ما الذي تفعله مصر لتطوير المهارات الرقمية لمواطنيها؟    محافظ قنا يشهد احتفالية قصور الثقافة بذكرى انتصارات أكتوبر    قلادة النيل لترامب.. تكريم رئاسي يعكس متانة العلاقات المصرية الأمريكية    ألمانيا تفوز أمام ايرلندا الشمالية بهدف نظيف في تصفيات أوروبا لكأس العالم 2026    رمضان السيد: منتخب مصر يمتلك أفضل ثنائي هجومي في العالم    89.1 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال جلسة الإثنين    قرار من النيابة ضد رجل أعمال نصب على راغبي السفر بشركات سياحة وهمية    جامعة بنها: إعفاء الطلاب ذوي الهمم من مصروفات الإقامة بالمدن الجامعية    وزير الري يشارك فى جلسة "مرفق المياه الإفريقي" المعنية بالترويج للإستثمار فى إفريقيا    دار الإفتاء تؤكد جواز إخراج مال الزكاة لأسر الشهداء في غزة    هتافات وتكبير فى تشييع جنازة الصحفى الفلسطيني صالح الجعفراوى.. فيديو    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 13-10-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر حفظت تراث أذربيجان من الاندثار
نشر في الوفد يوم 15 - 04 - 2023

الدكتور سيمور نصيروف الأستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة، رئيس جمعية الصداقة المصرية الأذربيجانية ورئيس الجالية الأذربيجانية فى مصر، ولد فى قرية شووى بمنطقة أسطرة الأذربيجانية، وحصل على الليسانس فى الدراسات الإسلامية والعربية والترجمة من العربية إلى الأذرية ومن الأذرية إلى العربية من جامعة باكو الإسلامية 1988م ثم سافر إلى مصر بدعوة رسمية من الأزهر 1995 لمواصلة درسته فيها ضمن 36طالبًا من أذريبجان وهو أول طالب حصل على الإجازة فى الإفتاء الشرعى بين طلاب دول الاتحاد السوفييتى من دار الإفتاء المصرية 2006، كما حصل على شهادة الماجستير فى اللغة العربية وآدابها بإشراف أساتذة جامعة الأزهر 2011 ثم الدكتوراه 2020، وحصل على إجازات عديدة فى العلوم الإسلامية والعربية من المشايخ وعلى رأسهم الدكتور على جمعة فى أروقة الأزهر الشريف.
د. سيمور له العديد من الخبرات العملية وانتخب رئيسًا للجالية الأذربيجانية فى مصر 2017 وعين مستشارًا للعلاقات الخارجية للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم منذ سنة 2020م، كما حصل على العديد من التكريمات والجوائز أبرزها «ميدالية الترقى» بقرار رئيس جمهورية أذربيجان لخدمانه الفعالة فى توطيد العلاقة بين الشعوب والجالية الأذربيجانية، كما حصل على ميدالية «الجالية» التى أسست بقرار رئيس أذربيجان، بالإضافة إلى العديد من التكريمات والدروع والأوسمة نظرًا لنشاطه الفعال.
«الوفد التقت الدكتور سيمور نصيروف رئيس جمعية الصداقة الأذربيجانية ورئيس الجالية الأذربيجانية فى مصر وعضو هيئة التدريس بجامعة القاهرة وهذا نص الحوار.
فى="" البداية="" نود="" إعطاءنا="" نبذة="" تعريفية="" عن="" جمعية="" الصداقة="" المصرية="" الأذربيجانية="" متى="" تأسست="" وما="" أهم=""
- فيما يتعلق بتأسيس الجمعية، نحن بدأنا نشاطنا فى هذا المكان قبل 10 سنوات ولكى نؤسس الجمعية، أخذ منا ذلك وقتًا طويلا، لأنها ليست مثل تأسيس الجمعيات العادية، فقمنا بالتعاون مع بعض الجمعيات الأخرى من أجل خدمة الناس، وبالاتفاق مع جمعية القوافل الخيرية التى أسسها فضيلة الدكتور على جمعة المفتى السابق، ثم بدأنا ننطلق فى هذا المكان من خلال الأنشطة المتعددة، وبعد ذلك قمنا بتأسيس هذه الجمعية، واستغرق تأسيسها مدة، فجمعيات الصداقة ليست مثل أى جمعية عادية، ولا يسمح لأى دولة إلا بجمعية واحدة مثل المركز الثقافى أوالسفارة، ولابد من موافقة الدولتين مصر وأذربيجان، ومن أهم الخطوط العريضة للجمعية الصداقة بين الشعوب وتقديم كافة الخدمات الثقافية والعلمية والدينية وكذلك المساهمة فى زيادة دخل الأسر الفقيرة وتقديم المساعدات الاجتماعية، وتحت ذلك تندرج كل الأنشطة التى تتعلق بالصداقة بين الشعوب، ولذلك استشرت أستاذى د. على جمعة فأشار على بالتعاون مع جمعيات القوافل حتى يتم تأسيس الجمعية، ووافق كل من د. على جمعة والسيد محمود الشريف وكيل أول البرلمان السابق ونقيب الأشراف حتى يكونا عضوين مؤسسين، والدكتور أسامة العبد وبعض السفراء السابقين فى أذربيجان ورؤساء المراكز الثقافية المصرية فى أذربيجان ورحبوا جميعًا لخدمة هذه العلاقة بين الشعبين، حتى وافقت وزارة التضامن فى 29-9- 2019 وأرسلت خطابًا بالموافقة على تأسيس جمعية الصداقة المصرية الأذربيجانية، وتهدف الجمعية إلى المساهمة فى خدمة مصر، فكل أنشطتنا هنا فى مصر، ثم تخدم العلاقات المصرية الأذربيجانية، فمن مصر نخدم العالم، وبدأنا فتح الفصول التعليمية، فإجمالى المساحة عندنا 600 متر مربع وأصبح لدينا أنشطة عديدة وبدأنا بالقرآن القراءات العشر الكبرى وبالإجازة متصل بالسند إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وجئنا بشيوخ مصريين متمكنين ولديهم إجازة بالقراءات العشر بالروايات المختلفة، فمنذ 2013 بدأت الأنشطة فى مقر الجمعية، وقد درس أكثر من 2000 طالب وطالبة من 52 جنسية العلوم المختلفة والفنون المتنوعة منها القرآن الكريم والخط العربى والزخرفة الإسلامية واللغة العربية وعلومها واللغة الأذربيجانية والإنجليزية، وقد حصل أكثر من 300 طالب وطالبة على الإجازات المختلفة، وذلك بعد إشهار الجمعية بصفة رسمية فى عام 2019 وجميع هذه الخدمات تقدم بدون مقابل.
ما="" تقييمك="" للعلاقات="" المصرية="" الأذربيجانية="" وهل="" هى="" علاقات=""
- العلاقات المصرية الأذربيجانية تاريخية، فعندما ننظر إلى هذه العلاقة فى كتب التاريخ نجد أنها علاقة متينة عبر التاريخ، ويقول ابن فقيه فى كتابه «البلدان»: «لما فتحت أذربيجان انتقل إليها قبائل مصرية وشامية» فالمصريون موجودون فى أذربيجان منذ القدم، وكذلك لو أردت أن تعرف مدى العلاقات التاريخية بين البلدين، فلابد من النظر إلى كتب الأدب عندهم كيف يقدمونه، فنحن نقرأ الأدب الأذربيجانى ودائمًا نجد أن مكانة مصر مرموقة فيه، فالأديب يعبر عن الواقع الموجود فى بلده، على سبيل المثال هناك أشهر ملحمة موجودة فى الأدب الأذربيجانى «ملحمة كورأوغلو» بها مكانة مصر، وأشهر الشعراء تحدثوا أيضًا عن مكانة مصر، حتى أن الدكتور أحمد عمر هاشم عندما زار أذربيجان تحدث له وزير التعليم العالى الأذربيجانى واسمه مصر، فليس لدينا أعز من مصر حتى نسمى أبناءنا على اسمها، وهذا دليل على مكانة مصر فى قلوب الأذربيجانيين.
أما اليوم فالعلاقات المصرية الأذربيجانية على أعلى مستوى، ومصر من أولى الدول التى اعترفت باستقلال أذربيجان، والرئيس الأذربيجانى كان قد قام بزيارة مصر من قبل مرتين، ثم قام الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى بزيارة أذربيجان وهى زيارة تاريخية، والآن نرى ثمار الزيارة وبدأت الآن حركة قوية جدًا للتبادل التجارى بين البلدين، فأذربيجان دولة غنية جدًا، حتى أن ميزانية شركة النفط الأذربيجانية تعادل ميزانية عدد كبير من الدول، والحمد لله الاستثمارات الأذربيجانية الآن مع مصر فى تطور سريع جدًا، بالإضافة إلى أن دراسة اللغة الأذربيجانية فى الجامعات المصرية، هذا خير دليل على عمق العلاقة بين البلدين خاصة فى جامعة القاهرة، أيضا نجد ذلك فى الأدب العربى، فأبو طاهر السلفى تجول فى أذربيجان شبرًا شبرًا ومدفون فى الإسكندرية يقول عن أذربيجان:
بلادُ أذَرْبِيجَانَ فى الشّرقِ عندَنا:كأندَلُسٍ بالغَرب فى العلمِ والأدبْ
فما إن تكادُ الدّهرَ تلقَى مُميَّزاً: من أهلِيهمَا إلاّ وقدْ جدَّ فى الطّلبْ
فالأندلس مشهور فى العلم والأدب فى الغرب وأذربيجانفى الشرق. وحتى الإمام البحترى يتحدث فى الشعر عن مكانة أذربيجان وكيف كان الأذربيجانيون عبر التاريخ، والأذربيجانيون موجودون فى العالم العربى والإسلاميوهم مرتبطون بالشرق، ودائمًا علاقتنا بمصر قوية، والأذربيجانيون ضحوا بحياتهم لخدمة الشرق ومصر، وخير دليل على ذلك السلطان صلاح الدين الأيوبى، بإجماع المؤرخين أن أسرة الأيوبيين من بلدة دُوين بأذربيجان، حتى أن ابن الأثير يقول فى كتابه «الكامل فى التاريخ»: إن سبب التقاء أسرة الأيوبيين بنور الدين زنكى لأنه هو أيضًا من بلدة دُوين بأذربيجان، وللعلم نحن لم نكن نعرف عنهم إلا بعد أن استقلت أذربيجان عن الاتحاد السوفييتى وبحثنا فى المصادر العربية فى مصر، فمصر حفظت لنا تاريخنا وتراثنا، فنحن كجالية أذربيجانية نشكر مصروالعالم العربى لأنهم حفظوا لنا تراثنا فى كتبهم، فدار الكتب المصرية والمكتبة الأزهر ومكتبة الإسكندرية زاخرة بهذه المصادر.
فى="" تصريح="" سابق="" قلت="" إن="" سبب="" مجيئك="" إلى="" مصر="" عشقك="" للشيخ="" عبدالباسط="" عبد="" الصمد="" فما="" قصة=""
- أسرتى عريقة كلها من الشيوخ والعلماء المعروقين جدًا فى جنوب أذربيجان، وعندما احتل الاتحاد السوفييتى أذربيجان رفض أجدادى خاصة والد جدى الشيخ شعيب بن الشيخ نصير الاستسلام للاحتلال، أو تسليم أراضيهم، حتى قاتلوا واستشهدوا جميعًا بعد سنتين من المقاومة للاحتلال مع 500 من مريدهم ثم إن الشيوعية كانت تحبس أى شخص متدين أو تنفيه إلى سيبيريا وكثير من أسر أذربيجان نفوا إلى كازاخستان لكى يتخلصوا منهم حتى تعرضت أسرتى للقتل وبقى جدى ثم قامت الحرب العالمية الثانية وأخذه إلى الحرب وشاء الله ألا يموت، وكان يوصى والدى أن إذا وجد فرصة ليتعلم القرآن فليفعل، وكان يقول إن الظلم السوفييتى لن يستمر، علموا أولادكم القرآن وقبل انفكاك الاتحاد السوفييتى بدأت الحرية، وكنت يومًا فى مدينة أسطرة أذربيجانية - وهناك أسطرة فى الشمال إيرانية-، فسمعت صوتًا جميلا غير عادى للقران الكريم وكان يأتى هذا الصوت من طرف إيران
فتوقفت ولم أتحرك حتى انتهى، فقد أعجبنى جدا ذلك الصوت وبدأت أبحث عنه وكيف أتعلم عن كيفية تعلم الحروف والعربية، وكنت أذهب للمدينة لكى أستمع للقراءة عبد الباسط قبل أذان الظهر، فكل العالم يعشق القراء المصريين وعلى رأسهم عبدالباسط عبد الصمد، ومحمد صديق المنشاوى ومصطفى إسماعيل، وراغب مصطفى غلوش والشيخ السيد متولى، وبعد انهيار الاتحاد السوفييتى سافرت إلى إيران لأجل أن أشترى شريطين بصوت الشيخ عبدالباسط عبدالصمد ورجعت إلى أذربيجان دون أن أشترى شيئًا أخر، وبدأت أقلده وأستمع له، وانتشر اسمى فى كل المحافظة، وأطلقوا علىَّ «عبدالباسط الصغير»، فهناك تعطش شديد تجاه دراسة القرآن حتى لما التحقت بالجامعة فى العاصمة، انبهر الجميع بصوتى عندما قلدت الشيخ عبدالباسط، فكنت
أعشقه وكل حلمى أن أزور بلده، وحتى فى أيام دراستى فى المدرسة كنت قائد فريق الإنشاد المدرسى، وعندما وصل صوتى إلى مفتى أذربيجان عينونى مؤذنًا لصلاة الجمعة فى «المسجد الأزرق» فى عاصمة أذربيجان وهو مسجد قديم، وبعد التحاقى ب«جامع باكو الإسلامية» بسنة بدأت تأتينى دعوات من كل بلاد العالم لاستكمال الدراسة فى بلدانهم، لكن أحببت بلد الأزهر وعبد الباسط والإمام الشافعى، فرحبت فورًا وقلت إنها مشيئة الله، ورفضت أى مغريات بسبب عشقى إلى مصر بلد الأزهر الشريف، فالأزهر يساهم فى حل المشاكل الإنسانية فى العالم كله وليس فقط بين المسلمين فحسب وأيضا بين غير المسلمين، ففى المصادر نجد أن الهند كانت تخاطب الأزهر لحل مشاكل غير المسلمين هناك.
ما="" أهم="" المساجد="" الموجودة="" فى=""
- فى زمن الاتحاد السوفييتى أغلقوا المساجد وحولوها إلى مخازن للحبوب والغلال ولم يهتموا بترميم المساجد، ولم يبن أى مسجد جديد خلال 70 عامًا أيام الاحتلال السوفييتى لأذربيجان، وحتى أصحاب الأديان الأخرى كانوا متضررين وليس المسلمين فقط، لأن الشيوعية تؤمن بأن الدين أفيون الشعوب، أى أن الدين ضد أى تقدم أو تطور، وهناك مسجد قديم جدًا من أقدم المساجد فى مدينة «الشماخى» ولكن أشهر مسجد الآن فى أذربيجان مسجد حيدرعلييف باسم الزعيم القومي الأذربيجانى، وهذا المسجد بنى على الطراز الشرقى الجميل، فأذربيجان الآن معروفة فى العالم بالتسامح الدينى والتعددية الثقافية، فليس لدينا أى تعصب، فعندما انهار الاتحاد السوفييتى كان ممنوعًا دراسة الدين، وبعد الاستقلال بدأوا يقرأون العلم الدينى، فليس لدينا أمية، فنسبة الأمية صفر، فجدتى كانت تشتكى أنها لم تستطع مواصلة الدراسة بسبب المشاكل والفقر إبان الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك كانت تتحدث بثلاث لغات، وعندما استقلت أذربيجان بدأ الناس يدرسون الدين بالعلم بعيدًا عن الخرافات والتطرف، فالشعب الأذربيجانى متمسك بالتسامح، ولدينا تعددية ثقافية، حتى صارت هناك 30 قومية فى أذربيجان كلهم يعيشون فى أمان وسلام، ولذلك فإن الأمم المتحدة دائمًا تختار أذربيجان لتنظيم المؤتمرات العالمية فى التسامح الدينى والتعددية الثقافية.
ماذا="" يمثل="" الأزهرلك="" ومن="" أهم="" العلماء="" الذين="" تأثرت=""
- لا أستطيع وصف شعورى وعشقى للأزهر، فقد وصلنا إلى مصر بأعجوبة وصعوبة، وكنت ليل نهار أحلم بالوصول إلى الأزهر والمجىء إلى مصر، وللعلم لم أرَ عالمًا دينيًا أذربيجانيًا مشهورا إلا ودرس فى الأزهر بل ودرَّس فيه، فالأزهر ليس لمصر فقط بل للعالم كله، وقد تأثرت بالدكتور على جمعة المفتى السابق وهو أكثر من درست على يديه، ومن شدة حبى له سميت ابنى «شيخعلى» وهو اسم مركب بسبب حبى لهذا العالم الكبير.
كيف="" ترى="" قضية="" الخطاب=""
- لابد أن نفهم الدين أولا بشكل سليم وصحيح، فالإسلام مناسب دائمًا لكل زمان ومكان والأحوال والأشخاص، ونعرف أن الفتاوى تتغير بحسب الزمان والمكان أيضًا، فلكل عصر أسلوب خطاباته، فلابد أن نخاطب الناس على قدر عقولهم، فكثير من الناس لا يفهمون معنى تجديد الخطاب الدينى، ويظنون أن التجديد هو اختراع شىء جديد أو دين جديد، ولا يعرفون أن المقصود تقديم الإسلام بأسلوب يتناسب مع العصر، بالرغم من أن علماءنا تحدثوا فى ذلك، إلا أن هناك بعض الناس عندهم لبس فى هذا الفهم، وربما هناك البعض يريد تشويش العقول وبث معلومات خاطئة، فالقاعدة تقول : «مذهبك مذهب مفتيك» أى لكل ديار مفتى مكلف ومعه متخصصون شغلهم الشاغل الدراسة والإفتاء للناس، إذًا على الجميع أن يتبع مفتيه وإذا التبس عليه فهم أى مصطلح جديد فعليه اللجوء إلى المتخصصين، فالقرآن يقول: «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون»، فالخطاب الدينى الجديد يعنى تقديم الإسلام وأحكامه وكل ما يتعلق بالشريعة بأسلوب يتناسب مع عصره.
كيف="" ترى="" حال="" الفتوى="" الآن؟="" ومن="" المؤهل=""
- حصلت على إجازة علمية للإفتاء الشرعى من دار الإفتاء المصرية بعد أن درست العلوم على يد علماء الأزهر، فالإفتاء تعنى الصناعة وهى تحتاج إلى العلم والخبرة، والعلماء وضعوا لها ضوابط، فكل دولة فى العالم تدرك أنه لابد من إعداد المفتى، وهناك اجتهادات مختلفة، يختار منها المتخصصون، ولدينا فى دار الإفتاء المصرية دعاة شغلهم الشاغل دراسة الإفتاء وعملية إعداد العلماء لها، فالفتوى تشمل حياة المسلم كلها، وأدعو دائمًا إلى التمسك بالآية الكريمة «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون».
روشتة="" إيمانية="" تقدمها="" للصائمين="" فى=""
- دائمًا أدعو إلى صفاء القلب، إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وأدعو دائمًا إلى التسامح والانشغال بخدمة الناس، فخير الناس أنفعهم للناس، لا نفرق بين أحد، فديننا يعلمنا أن نحب الخلق لأجل الخالق، وهذا ما تعلمناه فى أزهرنا ولاندخل فى أى صراعات مع أحد، لأن الله تعالى أمرنا أن نعفو دائمًا عن الجميع، وحبا فى الله لابد أن نبدأ صيامنا دائما بصفاء القلب.
ما="" أبرز="" مؤلفاتك=""
- ألفت كتاب «تراجم أذربيجانية فى المصادر العربية» وتم نشره، و«جهود علماء أذربيجان فى خدمة العلوم العربية» وتم نشره أيضا. ونشرت لى مقالات علمية عديدة فى الصحف والمجلات باللغتين العربية والأذربيجانية، وشاركت فى العديد من المؤتمرات الدولية، والندوات، والبرنامج الإذاعية والتليفزيونية، وألقيت محاضرات، وأظهر بكثافة فى المواقع الإخبارية الأذربيجانية ألقى الضوء فيها باستمرار عن مكانة مصر المرموقة وعلاقتها بأذربيجان.
أخيرًا..="" يوم="" رمضانى="" كيف=""
- ليس هناك بديل لرمضان فى مصر، فقد زرت بلادًا كثيرة، وكنت قبل بدء رمضان فى مؤتمر بأذربيجان وكنت أفكر فى العودة إلى مصر وأعد الليالى لذلك حتى أعيش الطقوس الرمضانية فى مصر أنا وأولادى، فنحن لا نشعر بغربة مطلقا فى مصر بالرغم من الشوق والحنين إلى المكان الذى ولدنا فيه بأذربيجان وتعيش العائلة به.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.