أكد مجلس العلاقات العربية والدولية أن العدوان الإسرائيلي على قطر عمل عدواني يُعد تطورا بالغ الخطورة في سلوك دولة الاحتلال ويعكس نهجا ممنهجا قائما على التهور السياسي والتعدي الوقح على سيادات الدول؛ الأمر الذي يهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي ويفضح بجلاء طبيعة هذا الكيان الخارج عن القانون. وأعرب المجلس، ومقره الكويت في بيان له اليوم الأربعاء، عن إدانته الشديدة واستنكاره البالغ للعدوان الآثم والغادر الذي أقدمت عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي باستهدافها المباشر للعاصمة القطريةالدوحة أمس في سابقة خطيرة تمثل انتهاكا فجا لسيادة دولة قطر وخرقا صارخا لكل المواثيق الدولية والأعراف الدبلوماسية المستقرة. وبين أن استهداف الدوحة بهذا الشكل المجرم دوليا ما هو إلا رد يائس ومفضوح على المواقف القطرية الثابتة والمنحازة لقيم العدالة والحق ودليل إضافي على استخفاف الاحتلال بمنظومة القانون الدولي برمتها واستمراره في سياسة الهروب إلى الأمام من المساءلة والمحاسبة. ◄ اقرأ أيضًا | «الشعبي الجزائري»: العدوان الإسرائيلي على قطر يمثل تهديدًا للأمن الإقليمي وأكد أن "المساس بأمن واستقرار أي دولة عربية هو تجاوز لكل الخطوط الحمراء واعتداء مباشر على الأمن القومي العربي الجماعي ويستوجب موقفا عربيا حازما أمام هذه السابقة الخطيرة". وأشار إلى أن هذا الهجوم "أكد ويؤكد مرارا وتكرارا حقيقة وطبيعة الصراع الوجودي مع العدو الصهيوني وأطماعه الشمولية بالمنطقة العربية كافة، وخطورة بل وكارثية الاعتقاد بحصرية الصراع بالقضية الفلسطينية على أهميتها وقدسيتها للعالمين العربي والإسلامي وهي حقائق أثبتتها الحركة الصهيونية العالمية، منذ نشأتها الأولى وتؤكدها المخططات والسياسات والتصريحات لقادة الحركة الصهيونية في إسرائيل وضخامة الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري، الذي تحظى به هذه المخططات والممارسات الإجرامية من الدول الكبرى ذات التوجه الصهيوني الأصولي". وقال مجلس العلاقات العربية والدولية "إن استباحة إسرائيل للأرض العربية وأمنها وسيادتها طولا وعرضا يتم تنفيذا لسياسة إسرائيل المعلنة نهارا جهارا وعلى رؤوس الأشهاد والقاضية بعدم اعترافها بالحدود الدولية لدول المنطقة العربية تأكيدا لمخططاتها وأطماعها وتطلعاتها لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى المزعومة، ومن خلال التباهي الوقح بنجاحها في تغيير وجه الشرق الأوسط وبيدها الطويلة في إخضاع دول المنطقة وتمكنها من تحويلها لمنطقة نفوذ مطلق لإسرائيل". وشدد على أن هذا السلوك الإسرائيلي الأرعن "يمثل تحديا مباشرا لإرادة المجتمع الدولي، واستهزاء سافرا بمنظومته القانونية والأخلاقية؛ مما يستوجب تحركا عاجلا وفعالا من قبل الأممالمتحدة ومجلس الأمن ومن جميع الدول الحرة لوضع حد لهذا التمادي المستفز ووقف مسلسل العدوان والانفلات الإسرائيلي". وأشاد المجلس بالدور الريادي والمساعي المخلصة التي بذلتها دولة قطر ولا تزال، في محاولات متواصلة وجادة لوقف آلة الإبادة التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي إدارتها بوحشية مفرطة ضد المدنيين العزل في قطاع غزة عبر جهود دبلوماسية وإنسانية نزيهة تهدف إلى وقف نزيف الدم الفلسطيني وتحقيق تهدئة شاملة. وأعرب المجلس في ختام بيانه عن تضامنه المطلق مع دولة قطر وشعبها مؤكدا قناعته الدائمة بأن وحدة الموقف العربي من خلال إعادة بناء منظومة العمل العربي المشترك على أسس ومرتكزات سليمة تنطلق من وحدة الأهداف والمصير ومن خلال التكامل الاستراتيجي سياسيا واقتصاديا وعسكريا وأمنيا، بما يحقق منعة وتماسك قوى الردع العربية ومرتكزاتها عبر البناء على عناصر القوة الهائلة التي تملكها الأمة.