وتتواصل حرب الإبادة البشرية والتجويع التى تشنها اسرائيل بمباركة أمريكية على قطاع غزة، لتصل إلى يومها 700 وسط خذلان عالمى مريب وفشل دولى مقيت فى حقن الدماء، وتحد اسرائيلى أمريكى سافر وعدم اعتبار لأى صرخات ومطالبات قد تنطلق من هنا أو هناك!! الموقف الدولى يدور فى حلقة مفرغة.. بيانات شجشب، جلسات لمجلس الأمن، تحذيرات من كارثة إنسانية... لكن على الأرض لا شيء يتغير. وكأن دماء الأطفال تحت الركام لم تعد تهز الضمائر، أو أن المصالح الكبرى تغلبت على الإنسانية. 700 يوم سقط خلالها 65 ألف شهيد و20 ألف مفقود و200 ألف مصاب لم تكف مصاص الدماء نتنياهو هتلر العصر وما زال يقول هل من مزيد؟!! 700 يوم ولا تزال المقاومة صامدة وتوقع خسائر كبيرة فى صفوف الجيش الاسرائيلي، لكن أثمان الصمود باهظة.. غزة تقاوم باللحم الحى آلة عسكرية لا تعرف الرحمة. ومع كل يوم جديد، تتضح المعادلة: الاحتلال يريد كسر غزة، فيما غزة تريد أن تبقى وأهلها يرفضون التهجير ومصر على موقفها المحترم ما زالت تتمسك بلاءاتها وخطوطها الحمراء بالحفاظ على ثوابت القضية الفلسطينية رغم الضغوط والإغراءات الأمريكية على طريقة سيف المعز وذهبه!! الدول العربية والإسلامية تحاول إيقاف شلالات الدماء وتدور فى فلك الوسطاء والجميع يعيشون حالة عجز وغضب مكتوم والعالم بأسره يتعامل مع غزة كورقة تفاوض لا كقضية إنسانية. الآن بعد مرور 700 يوم من الحرب ولم يتبق سوى شهر واحد ليكتمل عامان من عمر الحرب، هل تضيع غزة كما تريد اسرائيل؟ هل يعود ترامب إلى صوابه ويتعامل بمنطق القوة العظمى التى تتدخل بعدل وحكمة لوقف نزيف الدماء؟ لأن التاريخ لن يرحمه ولن يرحم بلاده وستظل لعنة غزة تطارده وتطارد امريكا وتنحاز للمعسكر الشرقى الذى بدأ يلوح فى الأفق بعد ما شهدناه الأسبوع الماضى خلال العرض العسكرى الصينى الأخير.. بإذن الله غزة لن تضيع ولن يستسلم اهلها لكنها تُستنزف وتُترك وحيدة، لتصبح الجريمة معلقة فى عنق عالمٍ تخلّى عن مسؤوليته الأخلاقية. غزة اليوم ليست مجرد أرض محاصرة، بل اختبار لقيم العدالة والإنسانية فى القرن الحادى والعشرين. يا احرار العالم، أليس بينكم رجل رشيد؟ ألم تهز ضمائركم مشاهد 400 طفل ماتوا جوعا وتحولوا إلى هياكل عظمية شاهدهم العالم كله وهم يخرجون الروح واحدا تلو الآخر؟!