المنطقة العربية فى الفترة الأخيرة تشهد جملة من التحديات المعقدة التى تضع مصر -وهو قدرها- فى مواجهة مباشرة مع محاولات استهداف استقرارها ودورها الإقليمى، وفى وسط هذه الأوضاع الملتهبة تتوالى تصريحات قادة إسرائيليين وعلى رأسهم نتنياهو التى تحمل فى ظاهرها لغة دبلوماسية هادئة، لكنها تخفى فى جوفها «السم فى العسل»، وهو ما يكشف عن محاولات متكررة لإرباك الموقف المصرى وجر المنطقة إلى صدامات غير محسوبة العواقب، ولكن حقيقى رغم حدة التصريحات وخطورة الأوضاع، برزت حكمة الرئيس الوطنى عبدالفتاح السيسى والقيادة السياسية فى ضبط النفس والتعامل مع المستجدات بوعى استراتيجى يحفظ مصالح الدولة المصرية ويحمى استقرار المنطقة، خاصة أن القوة لا تعنى الانجرار وراء الاستفزازات، بل تعنى امتلاك القرار الرشيد والقدرة على حماية الأمن القومى دون التورط فى فخاخ يراد لها أن تستنزف مقدرات الوطن. وهنا علينا جميعًا أن نعى دورنا المحورى كشعب مصر، لقد كنا دومًا الحائط المنيع أمام كل من حاول العبث بأمن مصر أو النيل من وحدتها، لأن المعركة اليوم ليست فقط معركة جيش أو قيادة سياسية، بل معركة وعى وإرادة شعبية، تتطلب من المصريين جميعًا الاصطفاف كجسد واحد خلف دولتهم، لإفشال أى مخططات تسعى إلى زعزعة الداخل أو استدراج مصر إلى مواجهات لا تخدم سوى أطراف تسعى لفرض أجنداتها على حساب أمن واستقرار المنطقة، إن مصر التى اجتازت عبر تاريخها العريق أزمات جسامًا، قادرة بفضل تماسك جيشها وشعبها وحكمة قيادتها على مواجهة هذه التحديات بحنكة وصلابة، لتظل ركيزة الاستقرار فى المنطقة العربية ودرعها الحصينة.