فى جلسة نقاشية رابعة ثرية فى الهيئة الوطنية للصحافة، اجتمع رموز وشيوخ الصحافة القومية وكبار كتابها على ورقة تطوير المحتوى الإعلامى التى أعدتها لجنة تطوير المحتوى مع خبراء مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية. وانتهت الحلقة النقاشية لمجموعة من الأفكار والتوصيات والمقترحات التى دعمت ورقة المحتوى وتوافق المشاركون على أن الإعلام والصحافة ليسا ترفا بل ضرورة فى ظل الأوضاع الحالية إقليميا ودوليا، كما أن الصحافة رسالة وطنية يجب ان يتعاون الجميع فى دعمها. اقرأ أيضًا | وزير الطيران ورئيس الهيئة الوطنية للصحافة يتفقدان مباني مطار القاهرة الدولي ومن جانبه، أكد المهندس عبد الصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة أن الهيئة حريصة على الاستماع إلى كل الآراء للوصول إلى رؤية شاملة، مشددًا على أن الهيئة لا تتدخل فى المحتوى الصحفى لأنها ليست رقيبا والسياسة التحريرية لكل مطبوعة يحددها مجلس تحريرها والمسئول عنها رئيس التحرير، لكن الهيئة تدير المؤسسات بما يسهم فى أداء رسالتها الصحفية. وقال الشوربجى إنه لم يتم بيع أى أصل من أصول المؤسسات القومية لتوفير رواتب العاملين، وما تم هو استثمار الأصول لتحقيق عائد مالى مناسب يلبى الاحتياجات الاقتصادية لها ويكون الهدف الرئيسى منه هو الحفاظ على مهنة الصحافة. وعبّر الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى عن تفاؤله بهذه الجلسات، مشيرا إلى أهمية حديث الرئيس السيسى الذى أكد فيه التزام الدولة بحرية الرأى ومطالبته المشتغلين بالمهنة بأن يفتحوا صدورهم ومنابرهم للرأى والرأى الآخر. فيما أشار الكاتب الكبير كرم جبر الرئيس السابق للمجلس الأعلى للإعلام إلى ضرورة الاستعداد والانتباه لثورة الذكاء الاصطناعى وتأثيره على الرسالة الإعلامية والصحفية. ولفت الكاتب الصحفى ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات إلى ما ترصده تقارير هيئة الاستعلامات من تناول خارجى للوضع فى مصر وأن نسبة ليست قليلة من هذا التناول تقدم صورة إيجابية. وأشار الكاتب الصحفى الكبير أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام السابق إلى ثلاث قضايا مهمة، أولاها اقتصاديات مهنة الصحافة والتى تلعب دورا كبيرا فى أداء الرسالة، والثانية ملف التوزيع الذى يتطلب رؤية تناسب التطورات المجتمعية والتكنولوجية، والثالثة رعاية العاملين بالمؤسسات الصحفية باعتبارهم من ينتجون المادة، وطالب ببحث تجديد دماء المهنة بأجيال جديدة تمتلك مهارات العصر. وطالب الكاتب الكبير سمير رجب رئيس تحرير الجمهورية ورئيس مجلس إدارة مؤسسة دار التحرير الأسبق بضرورة تسوية مديونيات المؤسسات الصحفية ودراسة إمكانية إعدامها. وقال الكاتب الصحفى الكبير خالد جبر إننا يجب أن نلحق بقطار التطوير قبل ان تضيع الفرصة وأكد على الدور المهم الذى تقوم به الصحافة القومية والذى لا يمكن تجاهله، محذرا من خطورة الانسياق وراء دعوات التصفية او التفريط فى هذه المؤسسات. ولفت الروائى والكاتب الكبير يوسف القعيد إلى ظاهرة غياب باعة الصحف التى تؤثر بشدة على التوزيع، مطالبا بإيجاد آلية جديدة لتعويض هذا الأمر لأن القارئ لا يزال يحتاج للصحافة الورقية. وأكد حلمى النمنم الكاتب الصحفى الكبير ووزير الثقافة الأسبق أنه لا توجد مشكلة فى حرية الرأى والدولة لا تعارضها، لكن ما يجب أن ننتبه إليه هو تراجع المهنية وهو ما يتطلب جهودا كبيرة فى التدريب وكذلك فى العودة إلى قواعد المهنية التى كانت تعمل بها الصحافة على مدى عقود ازدهارها، وهو نفس ما لفت اليه الكاتب الكبير عبد القادر شهيب رئيس تحرير مجلة المصور ورئيس مجلس إدارة دار الهلال الأسبق والذى أكد أنه مع تطوير المهنة وتنشيطها وتفعيل دور الصحافة القومية لكنه ضد دعوات يروجها البعض لتصفية المؤسسات. وأكد الكاتب الكبير نبيل عمر على أهمية التدريب للصحفيين والإدارة الصحفية نفسها على كل الأدوات الحديثة لأن التطور يتطلب مهارات وقدرات مختلفة، مشيراً إلى أن حرية الرأى العاقلة والمهنية هما الطريق الصحيح لأى تطوير. وهو نفس ما أشار اليه الكاتب الصحفى الكبير محمد بركات رئيس تحرير الأخبار الأسبق والذى أكد على أن الأعباء أصبحت ثقيلة ولابد من مواجهتها. وتستقبل «الوطنية للصحافة» مساء غد الأربعاء خامس جلسات الاستماع، على أن تبدأ جلساتها الأسبوع المقبل بلقاء موسع مع نخبة من شباب الصحفيين فى الصحف القومية.