لا يختلف إثنان خاصة بمنطقتنا العربية على أن السياسة الامريكية ولعقود ذات وجهين، الأول قبيح والثانى لا يقل قبحا لكنه مغلف بمحاولات تجميل وشعارت ثبت زيفها من قبيل «حرية الرأى والتعبير واحترام حقوق الإنسان» والوجه الثانى هذا كان أكثر تداولا واستخداما داخل أمريكا نفسها لاعتبارات انتخابية وغيرها !! لكن الإدارة الأمريكية الحالية تجسد كل القبح والانحياز والإجرام الأمريكى بوضوح وبلا أية محاولات للتجميل أو المداراة والإلهاء ، فقد اعتدنا من الإدارات السابقة تحيزها السافر لإسرائيل لكنها لم تغلق الأبواب أمام الأصوات المعارضة داخليا، لكن ادارة ترامب شنت حروبا داخلية ضد كل من يدعم غزة أو يدين حرب الإبادة الصهيونية ضد شعبها الأعزل، وشمل قائمة ضحايا تعنت وتربص الإدارة الأمريكية حركات طلابية وإدارات جامعية ومنظمات مدنية،مع ممارسة ضغوط مادية ومحاولات تشويه، ناهيك عما تتعرض له المنظمات الإسلامية من تحرش وتهديد بل وتنكيل إذا تطلب الامر، وأكبر دليل على هذا الفجر تهديد وزير الخارجية الأمريكى بتوجيه تهمة الإرهاب للمنظمات الداعمة للفلسطينيين، وبالطبع الأمر لا يقف عند تهديد الوزير بل يتماهى معه منظمات وهيئات وشخصيات سياسية وإعلامية ومالية مؤثرة. والوجه الأكثر قبحا تجلى فى أسوأ صورة من العاصمة اللبنانية بيروت، فلطالما تغنت واشنطن، فى إطار تجميل صورتها، إنها قلعة الحريات خاصة حرية الصحافة، نجد ترامب يمارس هوايته بأريحية مهاجما وبقسوة اى صحفى يوجه له حتى مجرد سؤال لا يعجبه ، وعلى درب سيده سار المبعوث الامريكى توم باراك فى مؤتمره الصحفى بالعاصمة بيروت عندما وصف الصحفيين اللبنانيين بالفوضويين والتصرف الحيوانى متحدثا بعجرفة غير مسبوقة بالدبلوماسية الدولية، فأي صلف وغرور بل وإجرام وإرهاب أكثر من هذا، إنه الوجه الحقيقى للسياسة الأمريكية بلا أية رتوش أو مساحيق تجميل وتزييف !! الآن هل هناك من لازال يصف أمريكا بأنها قلعة الحريات والديموقراطية وحقوق الإنسان، إنها بالفعل تسعى لحقوق نوعين فقط من البشر، الأمريكى المتماهى مع سياستها، واليهودى المؤيد والداعم لإجرام عصابة تل أبيب والمدافع عنها، هذه هى أمريكا وهذا وجهها الحقيقى لمن لازال منخدعا.