الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مهموم بنيل جائزة نوبل للسلام، يريد أن يتوج بها مسيرته، فى بداية ولايته الثانية رفع شعار السلام وإطفاء نيران المعارك المشتعلة، ولكن بعد مضى عام حدث عكس ما دعا إليه، فقد أصبح العالم أكثر التهابًا وتوترًا، فالحرائق والضربات والصواريخ لم تتوقف بكلماته الهزلية، ورغم ذلك لا يكف ترامب عن ترديد أحلامه فى نوبل، مؤخرًا وخلال اتصال تليفونى له مع رئيس وزراء الهند، ألمحَ إلى أنه يجب على نيودلهى ترشيحه لنيل «جائزة نوبل للسلام»؛ لدوره فى وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، لم يعجب هذا الأمر مودى رئيس الوزراء الهندى، الذى يرى أن ترامب لم يكن له فعليًا دور فى احتواء التصعيد، فعاقبه ترامب بفرض رسوم مرتفعة على الواردات الهندية. وعد ترامب فى حملته الانتخابية بأن يُنهى الحرب بين روسيا وأوكرانيا فور جلوسه على مقعده، وقال إنه لو كان موجودًا فى الحكم، ما اندلعت الحرب من الأصل، كلام جميل، لم يستطع حتى بلقائه الاستعراضى مع بوتين فى آلاسكا، أن يترجمه إلى أفكار قابلة للتطبيق على الأرض، وتؤدى فى النهاية إلى إسكات المدافع، فأسلوب بوتين الشعبوى لن ينجح مع الثعلب بوتن، ولن يرضى زيلينسكى المدعوم بحلفائه الأوروبيين.. ولم يكتف بذلك بل هاجم إيران وقام نيابة عن إسرائيل بعمل عسكرى ضدها فى الوقت الذى كان يحلس معها على طاولة المفاوضات. إذا أراد ترامب أن يفوز بنوبل للسلام فليس أمامه سوى طريق واحد، هو أن يفتح عينيه وأذنيه وينظر إلى الشرق الأوسط الذى حوَّلته إسرائيل الى جحيم على قاطنيه، ويرى ماذا تفعل قنابله التى أمر بمنحها لصديقه القاتل مجرم الحرب نتنياهو، كل ما عليه أن يستمع الى تقارير أجهزته، ويسمع ماذا يقول العالم فى محتل يقتل جنودُه الأطفالَ والشيوخَ والأمهاتِ بلا رحمة، يقتلون كما يتنفسون، ويرقصون على أصوات الموسيقى.. كل ما عليه أن ينصاع لحل الدولتين، ووقف الحرب التى لطخت سمعة أمريكا بأكثر ما كشفت دموية اليمين المتطرف الذى يحكم الكيان المحتل. آبى أحمد رئيس وزراء إثيوبيا الذى يريد تعطيش مائة مليون مصرى بإنشاء سد النهضة، فاز من قبل بنوبل للسلام، إذًا فليس من المستبعد أن يفوز بها ترامب ونتنياهو مناصفة، بنجاحهما فى حل المشكلة الفلسطينية المستعصية منذ إعلان دولة الكيان فى 1948 بحل عبقرى، لم يسبقهما إليه أحد، وهو إبادة الشعب الفلسطينى !