السبت القادم يختتم مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى دورته الثانية والثمانين التى انطلقت الأربعاء 27 أغسطس 2025 وسط حضور طاغٍ لنجوم وصناع السينما العالمية وعشاق الفن السابع الذين يقتنصون عادة هذه الفرصة لمشاهدة أحدث وأروع إنتاجات السينما والاستمتاع بوجود نجومهم المفضلين بصحبة الأفلام فى إحدى أجمل وأروع بقاع الأرض، جزيرة ليدو الساحرة بفينيسيا حيث يقام المهرجان العريق. وتتجه الأنظار إلى القاعة الكبرى بقصر فينيسيا السبت حيث تعلن لجنة التحكيم التى يرأسها المخرج الأمريكى ألكساندر باين عن الفائزين بجوائز المسابقة الدولية، أسد فينيسيا أيقونة المدينة ورمز مهرجاناتها العريقة. وهذا العام يتنافس على أسد فينيسيا 21 فيلما، لم تعرض كلها حتى الآن، لكن من بين الأفلام التى عرضت فى الأسبوع الأول للمهرجان استحوذ فيلم «Bugonia» على إعجاب النقاد والجمهور فى ذات الوقت، وهو التعاون الخامس بين المخرج المثير للجدل يورجوس لانثيموس ونجمته المفضلة إيما ستون، ويضاف لإبداعاته المجنونة والعبثية، بوجونيا يشير إلى معتقد قديم فى اليونان يدعى ولادة النحل من المواشى النافقة! وتدور الأحداث حول التضليل الإعلامى ونظرية المؤامرة، من خلال مربى نحل يُرجع كل إخفاقاته ومآسى حياته وما يحدث للعالم كله من كوارث إلى رئيسة شركة لصناعة الأدوية. بينما استحوذ فيلم الافتتاح «La Grazia» لباولو سورينتينو على إعجاب جمهور فينيسيا وتدور أحداثه حول القتل الرحيم، حيث يواجه رئيس إيطاليا تحديا كبيرا فى حياته ومسيرته السياسية حين يتم تقديم مشروع قانون يبيح القتل الرحيم. بين أكثر الأفلام إثارة للجدل والإعجاب فى فينيسيا كان «After The Hunt» «بعد الصيد» لجوادانينو الذى يعيد جوليا روبرتس إلى رونقها وتألقها على الشاشة من جديد بعد أفلام مرت مرور الكرام خلال الأعوام الماضية، تجسد جوليا شخصية أستاذة فلسفة بإحدى الجامعات الأمريكية المرموقة، تسير حياتها هادئة منظمة، رغم القضايا الأخلاقية والاجتماعية التى تناقشها باهتمام فى اجتماعاتها ولقاءاتها المستمرة والمنتظمة بأصدقائها، إلا أن الهدوء ينقلب إلى عواصف شديدة بعدما تتهم احدى صديقاتها وهى سوداء صديقها بالاعتداء عليها، وتنفجر كل الخطوط الدرامية فجأة وتتصاعد الأحداث التى تأخذ أستاذة الفلسفة لمنحى آخر. أما «No Other Choice» «لا خيار آخر» للمخرج الكورى الرائع بارك تشان ووك، وتدور أحداثه فى إطار كوميدى عن البطالة وحالة الرعب التى يواجهها الناس خوفًا من شبح الفقر، فكان أكثر الأفلام التى استحوذت على إعجاب جمهور المهرجان. ومازالت مفاجآت فينيسيا الفنية تتوالي، بينها أحدث أفلام جورج كلونى «جاى كيلي» لنواه باومباخ، وفيلم جيليرمو ديل تورو «فرانكشتاين» وفيلم جيم جارموش» أب أم أخت أخ»، وفيلم منى فاستفولد «وصية آن لي»، و«آلة التحطيم» لبينى صفدي، والفيلم التونسى «صوت هند رجب» لكوثر بن هنية، وهو عن مأساة حقيقية حول مقتل الطفلة الفلسطينية الصغيرة هند والتى تركت فى سيارة هاجمتها قوات الاحتلال فى غزة فى يناير 2024 وقتلت بلا رحمة، وقد استعانت المخرجة بتسجيلات صوتية حقيقية لمكالمات هاتفية بين الطفلة وأمها.