على وقع اضطرابات اقتصادية عالمية وتوترات جيوسياسية متصاعدة، تستضيف مدينة تيانجين الساحلية في شمال الصين أكبر قمة في تاريخ منظمة شنجهاي للتعاون، حيث يلتقي أكثر من 20 زعيم دولة و10 رؤساء منظمات دولية على مدار يومين. يُمثل الحدث، الذي وصفته بكين بأنه "الأضخم دبلوماسيا هذا العام"، محطة مفصلية في مسيرة المنظمة التي تأسست قبل أكثر من عقدين، ويُنتظر أن يضع الأسس لاستراتيجية تنموية حتى عام 2035، في ظل سعي الصين وروسيا إلى تعزيز نفوذهما في مواجهة التكتلات الغربية. كما يُمثل الحدث، منصة استراتيجية تسعى الصين من خلالها لتكريس دور المنظمة كأحد الأطر متعددة الأطراف الأكثر تأثيرًا في مواجهة التحديات العالمية، بدءًا من التشرذم الجيوسياسي، مرورا بالنزاعات التجارية، وصولاً إلى التذبذب الاقتصادي الحاد الذي يهدد استقرار الأسواق. الصين تقود أضخم قمة في تاريخ المنظمة تُعتبر قمة تيانجين الاجتماع الخامس الذي تستضيفه الصين منذ تأسيس المنظمة، لكنها الأكثر زخمًا من حيث عدد الحضور وثقل المشاركين. من أبرز الحاضرين: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف. وتعكس المشاركة الواسعة، انتقال منظمة شنجهاي للتعاون، من إطار أمني إقليمي إلى منصة عالمية لمناقشة ملفات الأمن والاقتصاد والتنمية. وصف مُساعد وزير الخارجية الصيني، ليو بين القمة بأنها "الأكبر في تاريخ منظمة شنجهاي للتعاون"، مُؤكدًا أن الرئيس الصيني، شي جين بينج سيترأس جلسات مجلس رؤساء الدول، إضافة إلى اجتماع "شنجهاي بلس"، وسيلقي خطابيّن رئيسيين يحددان توجه بكين للعقد المقبل. «إعلان تيانجين» واستراتيجية العقد المقبل من أبرز النتائج المنتظرة من القمة: - توقيع وإصدار إعلان تيانجين، الذي سيضع أولويات المنظمة حتى عام 2035. - اعتماد استراتيجية التنمية الجديدة، لتكون بديلاً عن وثيقة أوفا التي أُقرت عام 2015. - إصدار بيان سياسي بمُناسبة مرور 80 عامًا على الانتصار في الحرب العالمية الثانية وتأسيس الأممالمتحدة. وأكد الأمين العام لمنظمة شنجهاي للتعاون، نورلان يرميكباييف، أن القمة "ليست مجرد اجتماع بروتوكولي"، ولكنها ستُناقش بشكل معمق عددا من القضايا الحرجة، بما فيها الأمن الإقليمي، والاقتصاد، وقضايا المناخ، وأزمات الشرق الأوسط. أكثر من 20 وثيقة واتفاقا جديدا أوضح السفير الروسي لدى بكين، إيجور مورجولوف، أن قمة شنجهاي للتعاون ستعتمد أكثر من 20 وثيقة وقرارًا تشمل: - تعزيز التعاون الاقتصادي. - تطوير البنية التحتية العابرة للحدود. - الأمن السيبراني ومكافحة التهديدات الرقمية. - دعم الترابط في مجالات الطاقة والنقل. ◄ تهدف هذه القرارات، لتحديد أولويات التعاون بين دول المنظمة على المديين القصير والطويل. تاريخ تأسيس منظمة شنجهاي منظمة شنجهاي للتعاون، تأسست عام 2001 ب6 أعضاء، واليوم تضم: 10 دول أعضاء، ودولتين بصفة مراقب، و14 شريكًا في الحوار موزعين على آسيا وأوروبا وإفريقيا. وأكد الأمين العام للمنظمة يرميكباييف، على أن أبواب المُنظمة "مفتوحة دائمًا"، ما يفتح الباب أمام انضمام دول جديدة، سواء كأعضاء كاملين أو شركاء حوار أو مراقبين، بما يمنح المنظمة منظورًا أوسع وقدرات أكبر على التوسع العالمي. لقاءات ثنائية محورية تُعد زيارة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي للصين هي الأولى منذ عام 2017، وتحمل أبعادًا سياسية بالغة الأهمية. الخبير الصيني هو شي شينج وصف القمة بأنها "خطوة حاسمة لإعادة ضبط العلاقات"، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن "غياب الثقة الاستراتيجية" بين العملاقين الآسيويين لا يزال قائما. المشاركة الإيرانية ورسائل الشرق الأوسط يُشارك الرئيس الإيراني، مسعود بيزشكيان، في قمة شنجهاي وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط. وأكد الأمين العام لمنظمة شنجهاي للتعاون، أن "الوضع الإقليمي يُمثل قلقاً للدول الأعضاء"، مشيرًا إلى أن المنظمة تروج لفكرة بناء "عالم أكثر ديمقراطية وعدالة وشفافية". قضايا الاقتصاد على الطاولة بالتوازي مع اللقاءات السياسية، أعلن المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية (CCPIT) عن منتديات اقتصادية موازية، أبرزها: - المنتدى التجاري الصيني – الأوزبكي. - اللجنة الثامنة لرجال الأعمال الصينيين – الكازاخستانيين. - حوار اقتصادي رفيع المستوى بين الصين وماليزيا. ◄ وتهدف هذه الفعاليات، إلى تعزيز التعاون الاستثماري في مجالات التجارة والطاقة والتكنولوجيا، وربط شبكات النقل بين دول آسيا وأوروبا. رسالة صينية «مزدوجة».. وأسلحة تُكشف لأول مرة بعد اختتام قمة شنجهاي للتعاون، سيبقى عدد من القادة لحضور احتفال الذكرى ال80 لانتصار الصين في "حرب المقاومة الشعبية"، المقرر في 3 سبتمبر المقبل بالعاصمة الصينيةبكين. وستشهد المناسبة ستشهد عرضا عسكريا ضخما يبرز أحدث ما توصلت إليه الصناعات الدفاعية الصينية. أعلن نائب مدير مكتب العرض العسكري وو تسه كه، عن أن "الاستعدادات اكتملت بشكل شبه كامل"، موضحا أن العرض سيشهد الكشف عن معدات وأسلحة متطورة تُعرض للمرة الأولى، في رسالة واضحة على تقدم الصين في مجال التحديث العسكري والجاهزية القتالية.