تتجه إيران نحو بناء مفاعلات نووية صغيرة لعدة أسباب بينها تأمين احتياجاتها المتزايدة من الطاقة خصوصا لتوليد الكهرباء، وتنويع مصادرها بعيدًا عن الوقود الأحفوري، وتلبية المتطلبات الصناعية للبلاد، وتوفير المياه المحلاة في المناطق التي تعاني من الجفاف. كما تُعد الطاقة النووية مفتاحًا لتحقيق المستقبل الصناعي للدول النامية، وتوفر تقنيات متقدمة، وتساعد في الحفاظ على البيئة من التلوث الناتج عن الوقود الأحفوري. أبرزهم بزشكيان وظريف وعراقجي.. التيار الإصلاحي في مرمى نيران المتشددون بإيران ما العقوبات التي تنتظر إيران إذا فعلت «الترويكا الأوروبية» آلية الزناد؟ أزمة سلاح حزب الله.. كرة لهب تربك الساحة السياسية في لبنان وكشفت شركة "روساتوم" الروسية عن مفاوضات مع طهران لبناء جيل جديد من المفاعلات النووية الصغيرة، في خطوة قد تُحوّل أنقاض المفاعلات المدمرة إلى فرصة لتعزيز قدرات إيران النووية من جهة، ومعالجة عجزها المتفاقم في قطاع الطاقة من جهة أخرى. وعلى وقع المسارات الدبلوماسية المتبادلة بين طهران والعواصم الأوروبية لثني الأخيرة عن تفعيل آلية الزناد مقابل إعادة الجانب الإيراني إلى طاولة المفاوضات، أعلن أليكسي ليخاتشوف المدير العام لشركة "روساتوم" أن إيران قدمت مقترحا لتوسيع أجندة التعاون الثنائي في الطاقة النووية، بما في ذلك بناء مفاعلات نووية صغيرة. ونقلت وكالة إرنا الرسمية عن ليخاتشوف قوله إن المفاوضات بين الجانبين تمضي على قدم وساق، معربا عن أمله -خلال مقابلة مع القناة الأولى في التلفزيون الروسي - أن يوقع الطرفان اتفاقيات لمباشرة العمل قريبا، كما كشف عن عرض روسي لتوطين التقنيات النووية في إيران. ورغم تفاعل الصحافة الإيرانية مع إثارة ملف إنشاء مفاعلات نووية صغيرة على الأراضي الإيرانية، فإن الموضوع لم يعد جديدا على الأوساط السياسية بطهران، بل يذكرهم تصريح ليخاتشوف بشأن توجيهات المرشد الأعلى علي خامنئي يوم 10 يونيو/حزيران 2023، حيث اعتبر أن العمل على إنشاء محطات طاقة صغيرة ومنخفضة السعة ضروري. ولدى استقباله حشدا من العلماء والخبراء ومسؤولي الصناعة النووية في بلاده، خاطبهم خامنئي قائلا "خذوا موضوع إنتاج 20 ألف ميغاواط من الكهرباء النووية الذي أعلناه قبل سنوات على محمل الجد، وتابعوا إنجاز هذا الهدف بشكل ممنهج"، مؤكدا أن بلاده بحاجة إلى محطات الطاقة الصغيرة في شتى القطاعات. ومنذ ذلك الحين تحوّل موضوع إنشاء هذه المفاعلات إلى بيت القصيد في حقل الأبحاث النووية للدولة التي كانت حينها تكابد بدايات الأزمة الكهربائية، لكن اصطدم تنفيذها بعتبة التكنولوجيا التي لم تتمكن من توطينها بعد رغم عقدها تحالفات شراكة إستراتيجية مع كل من الصين وروسيا اللتين، تمتلكان معرفة متقدمة فيها. من جانبه، أعلن السفير الإيراني في موسكو كاظم جلالي عن توصل الجانبين الإيراني والروسي إلى اتفاق لبناء محطات طاقة كبيرة وصغيرة بسعة 5000 ميغاواط، وذلك خلال زيارة الرئيس مسعود بزشكيان إلى موسكو مطلع العام الجاري. يأتي ذلك في وقت استغرق فيه تعاون طهران مع موسكو لبناء مفاعل بوشهر النووي نحو ثلاثة عقود دون أن يتمكن من سد حاجة البلاد من الكهرباء، ناهيك عن كلفته الباهضة، لكن رغم ذلك يرى مراقبون في إيران أن الجانب الروسي لا يزال يمثل الخيار الأنسب لها للتحول من الاعتماد على مفاعلات متمركزة إلى اللامركزية النووية.