في يوليو 2025 أعاد حزب العمال البريطاني تعليق عضوية النائبة دايان أبوت، أول امرأة سوداء تُنتخب في البرلمان البريطاني، بسبب تصريحاتها حول التمييز ضد اليهود والأيرلنديين والمسافرين، وفى مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أكدت أبوت على تصريحات سابقة لها في رسالة نشرتها في صحيفة الأوبزرفر عام 2023، حيث قالت إن اليهود والأيرلنديين والمسافرين يتعرضون ل«تحيز» مشابه للعنصرية، لكنه ليس عنصرية ممتدة مدى الحياة كما يواجهها السود أو الآسيويون، واعتُبرت هذه التصريحات «معادية للسامية» من قبل مجموعات يهودية مثل حركة العمال اليهودية، مما أدى إلى تعليقها مرة أخرى وإطلاق تحقيق داخلى فى حزب العمال تحت قيادة كير ستارمر. ◄ كوربين وأبوت وهاريس.. سياسيون دفعوا ثمن الاتهام ◄ من قاعات البرلمان إلى شوارع برلين.. التهمة تعصف بالسياسة أثارت قضية أبوت جدلاً واسعاً حول ما إذا كانت تهمة معاداة السامية تُستخدم كأداة لإسكات المعارضين، خاصة أولئك الذين ينتقدون سياسات إسرائيل. تلك الهجمة الشرسة اضطرت أبوت إلى الاعتذار عن «أى ألم سببته«، ونفت أن تكون تصريحاتها معادية للسامية، لكنها أشارت إلى أنها جزء من حملة أوسع ضد اليسار داخل حزب العمال. هذه الحادثة ليست فردية، إذ تكشف عن نمط أكبر يتعلق بكيفية استخدام إسرائيل ومجموعات مؤيدة لها تهمة معاداة السامية لملاحقة «أعدائها«، سواء كانوا سياسيين أو ناشطين أو أكاديميين. ◄ حرية التعبير وفقاً لمقال فى مجلة تايم، أصبحت تهمة معاداة السامية تُستخدم لتصنيف أي انتقاد لإسرائيل ككراهية، مما يؤثر على حرية التعبير. على سبيل المثال، تعريف التحالف الدولى لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) لمعاداة السامية، الذى اعتمده العديد من الحكومات، يشمل أمثلة مثل مقارنة سياسات إسرائيل بالنازية أو نفى حق اليهود فى تقرير مصيرهم كشعب. ويرى منتقدون، بمن فيهم أكاديميون يهود، أن هذا التعريف يُستخدم لمساواة معاداة الصهيونية بمعاداة السامية، مما يحمى إسرائيل من النقد الشرعى. ◄ اقرأ أيضًا | إسرائيل تكثّف عملياتها على غزة قبل اجتماع لترامب اليوم يبحث وقف الحرب ◄ أداة دبلوماسية تُتهم إسرائيل باستخدام تهمة معاداة السامية كأداة دبلوماسية وسياسية لملاحقة منتقديها. على سبيل المثال، فى الولاياتالمتحدة، أدى قانون «وعى معاداة السامية» المقترح عام 2024، المبنى على تعريف IHRA، إلى مخاوف من قمع الاحتجاجات الطلابية ضد الحرب فى غزة. ويرى أكثر من 700 أستاذ يهودي أن هذا القانون يُسلّح التهمة لقمع حرية التعبير. فى أوروبا، أدت حملات مشابهة إلى إغلاق فعاليات، مثل إلغاء حدث فى برلين نظمته «مدرسة لإعادة تعلم الصهيونية» بسبب اتهامات بمعاداة السامية، رغم أن المنظمين إسرائيليون. كما أن مجموعات مثل لجنة الشئون اليهودية الأمريكية (AJC) تدفع لتوسيع التعريف ليشمل نقد إسرائيل، مما يؤثر على النشاط المؤيد للفلسطينيين. ◄ دعم الفلسطينيين من الأمثلة الأخرى، اتهام سياسيين مثل جيريمى كوربين، الزعيم السابق لحزب العمال، بمعاداة السامية بسبب دعمه للفلسطينيين، مما أدى إلى حملة داخلية انتهت بإقصائه. ويرى مراقبون أن هذا جزء من استراتيجية إسرائيلية للتأثير على السياسة الخارجية. وفى الولاياتالمتحدة، اتهم الرئيس السابق دونالد ترامب كامالا هاريس ب«معاداة اليهود» بسبب مواقفها من إسرائيل، رغم نفيها ذلك. من منظور معاكس، يؤكد تقرير فى نيويورك تايمز أن النقد لإسرائيل يتحول أحياناً إلى معاداة سامية حقيقية، خاصة فى الاحتجاجات بعد غزة، حيث يُستهدف اليهود كأفراد. كما أن منظمات مثل ADL ترى أن معاداة الصهيونية هى شكل من أشكال معاداة السامية، لأن إسرائيل تمثل الدولة اليهودية الوحيدة.