« يرمى المحاسبى فى «التوهم» إلى إيقاظ القلوب، وتحفيز النفوس نحو التوبة، والإنابة، وبأن رحلتك فى الحياة ليست ممتدة، وإن طالت». الجمعة: أبواب الوعي «التوهم» كتاب تراثى نفيس للحارث المحاسبي، رغم قلة عدد صفحاته التى لا تتعدى الخمسين صفحة، يعد من النصوص الصوفية العميقة التى تتناول أحوال الآخرة بأسلوب تأملى وتخيلي، و»التوهم» هو فعلٌ صوفي، ولا يعنى الخيال، بل يعنى الاستحضار، أن تتخيل لتتطهّر، أن ترى لتتوب، أن تعيش الموت لتبدأ الحياة، إنه دعوة لأن تتخيل نفسك ميتًا، وأنت حيّ، لا لتخاف، بل لتتطهّر من وهم البقاء. يرمى المحاسبى فى «توهمه إلى إيقاظ القلوب، وتحفيز النفوس نحو التوبة، والإنابة، وبأن رحلتك فى الحياة ليست ممتدة، وإن طالت، فبقدرة نافذة يتمكن «المحاسبى» من توهم أى تخيل طقس عبور داخلي، حيث يُستدعى القارئ ليعيش تجربة الموت، والبعث، وهو حيّ، «المحاسبي» لا يكتب ليصف، بل لينبه ويوقظ، كل مشهد من مشاهد الجنة، أو النار هو مرآة للضمير، و»التوهم» يصبح فعلًا وجوديًا: أن تتوهم يعنى أن تتجاوز الحواس نحو الحقيقة الباطنية، «كتاب التوهم» هو دعوة إلى إحياء الخوف، والرجاء فى قلب الإنسان، عبر تصوير دقيق لأحوال أهل النار، وأهل الجنة، فيستخدم «المحاسبي» الخيال الأخلاقى كوسيلة للتهذيب، لا للترهيب فقط، ويعتمد على الخطاب المباشر، وكأن الكاتب يخاطب روحك لا عقلك، فتتكرر عبارات مثل «تخيل نفسك...»، مما يحوّل النص إلى تمرين روحي، والنار في» التوهم» ليست فقط عقوبة، بل هى تجسيد للغفلة، والجنة ليست فقط نعيمًا، بل هى ثمرة المعرفة، واليقظة، وفى فلسفة «المحاسبي»، النسيان هو أصل الانحراف، كما ورد فى قوله: «فإن الذى ينسى لماذا يطيع الله، أو لماذا يسير فى طريق ما، فإنه يدخله السآمة والفتور». هنا يصبح «التوهم» علاجًا للنسيان، ووسيلة لاستعادة النية الأولى، تلك التى دفعت الإنسان للسير نحو الله، يفتح «الحارث المحاسبي» بابًا ليس من أبواب الأرض، بل من أبواب الوعي. ما خطه «المحاسبى» ليس نصًا يُقرأ، بل مرآة تُحدّق فيك، تسألك: ماذا لو كنت الآن فى لحظة الحساب؟ ماذا لو انكشفت لك الحقيقة، لا كفكرة، بل كجمرٍ يتوهّج فى القلب؟! الأحد: على جثة أوكرانيا هرولة وسربعة قادة أوربا خلف الرئيس الأوكرانى زيلينسكى إلى أمريكا قبل اجتماعه بالرئيس ترامب، هذه الهرولة والسربعة تخفى وراءها الوجه الحقيقى لقادة أوربا، فهى ليست من أجل عيون أوكرانيا، ولا من أجل ضمان سلام عادل لها، ، إنما لعدم انفراد ترامب بزيلينسكى وإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، فما أفهمه أن الدعم غير المحدود بالسلاح من قادة أوربا لأوكرانيا فى حربها ليس إلا دعما من أجل استنزاف روسيا كقوة تتحالف مع الصين وغيرها من التكتلات الأسيوية فى مواجهة الغرب من أجل تأسيس نظام عالمى جديد متعدد الأقطاب ضد المركزية الغربية، فهؤلاء القادة الغربيون المهرولون وراء اجتماع «ترامب-زيلينسكى» فى البيت الأبيض من أجل عرقلة محاولات السلام ، واستمرار حرب استنزاف القوة الروسية، وهدم مشروع الأقطاب الجديد، وجه الغرب القبيح يتجلى فى هذه الحرب المشتعلة، فهم يحتشدون ضد روسيا، ولا يعنيهم آلاف القتلى، وهدم المنشآت، وخراب البلاد، الأهم استنزاف روسيا ولو على جثة أوكرانيا، وكأن أوكرانيا لم تكن يوما جزءا من روسيا الاتحادية!. الثلاثاء: حديث النساء حقيقة أن النساء يتحدثن كثيرا، ليس اتهاما بقدر ما هو تعود تاريخي، فمنذ العصر الحجرى تعود الرجال الخروج لجلب الطعام، وترك النساء بالأطفال فى الكهوف، وذلك يتطلب من الرجال الخروج للغابات، أو الصحراء ترقبا لأى صيد، واستدعى ذلك التخفى خلف الاشجار أو الصخور فى انتظار الفريسة، وكان يطول الانتظار أحيانا، ويتطلب منهم الصمت حتى لا تشعر بهم الفريسة فتهرب، أو تفترسهم ، تلك العادة أكسبت الرجال خصلة الصمت، أما النساء فيجلسن فى انتظار عودة الرجال، فكن يقضين الوقت فى حديث انتظارا لعودة الرجال بالطعام، واكتسبن بمرور الوقت خصلة الحديث بلا انقطاع لتدعيم أواصر الصلة بينهن..! وربما تسبب صمت الرجل المكتسب فى عجزه عن امتلاك مهارات تعلم اللغات، وظهور الاختلافات الملحوظة بين الجنسين فى اشتهاء النساء للكلام، والحديث المتواصل فى أى شيء وصمت الرجل، وأصبح الرجال أكثر عرضة لصعوبات النطق عن النساء بنسبة ثلاث، أو أربع مرات، وحوالى عشر مرات فى صعوبة القراءة، واستخدام اللغة، كما أن الرجال يتحدثون عادة حين يكون لديهم شىء يقولونه، وهذا تسبب فى مشكلات حينما يتواصلون مع النساء فحديث المرأة مختلف فهو يمثل نوعا من التسلية، ومكافأة وتدعيم الصلة مع شخص آخر، أى إن كانت المرأة معجبة بك، أو تحبك ستظل تتحدث معك، وعادة إذا تحدث رجل مع رجل آخر حول مشكلة شخصية يعانى منها، فبالتأكيد يشعر أنه يمكنه مساعدته فى حل مشكلته، لكن المرأة حين تتحدث عن مشكلاتها فإن الرجل يعتقد أنها لا تعرف كيف تتعامل معها ولا يكف عن مقاطعتها بتقديم الحلول .. فتشكو المرأة مقاطعة الرجل لها وعدم السماح بأن تطرح وجهة نظرها. لذا حاول عزيزى الرجل أن تدرك الغرض الرئيسى من «حديث» المرأة هو الحديث نفسه، إنها تريد أن تشعر بالتحسن، وتقوى صلتها بك من خلال حديثها، ولا تريد حلولا، وكل ما عليك هو أن تستمع وتشجعها على مواصلة حديثها، وما تقوله لا يهم فى شيء، المهم أن تشعرها بالاهتمام، وحين لا تحب المرأة شخصا ما، أو لا تتفق معه فيما يقوله، وتريد أن تنزل العقاب به فإنها تتوقف عن الحديث معه كوسيلة من وسائل العقاب، لكن بعض الرجال يشعرون أن صمتها مكافأة لهم. وعلى الرغم من قدرة النساء على التحدث فإنه يقال عندما يتعلق الأمر بالتواصل مع الآخر تتعمد النساء اللجوء للغة الجسد لإرسال وتلقى المعلومات، فلغة الجسد عند المرأة تعكس حالة عاطفية، خاصة حين تستخدم كتفها الذى يتحدث بكل اللغات، وبكل الإيماءات، فهناك إيماءة كتف تعنى رفضا، أو قبولا، أو عدم مبالاة، وإيماءة أخرى تعنى إغراء خاصة إذا سقطت الغلالة من على الكتف، ومع ذلك أربكتنى لغة الجسد مع زوجتى طويلا ففى أيام خطوبتنا كانت حين تغضب منى تصدر لى كتفها، وأحيانا تفعل ذلك حين تشعر بالخجل والكسوف .. فحرت، واتفقت معها ألا نذهب للنوم مطلقا وبيننا خلاف، لكن ذلك الاتفاق تسبب ذات ليلة أننا ظللنا مستيقظين أكثر من شهرين.! أقوال غير مشهورة لعظماء عبر التاريخ: أبو حيان التوحيدي: «الناس لا يعرفون من العقل إلا ما وافق هواهم.» الإمام الشافعي: «من لم تعزه التقوى، فلا عز له.» طه حسين: «الحرية هى الحياة، ومن لا يملكها لا يملك شيئًا.» سيمون فايل (فيلسوفة فرنسية): الاهتمام الحقيقى بالآخرين يبدأ حين نكف عن اعتبارهم وسيلة لغاياتنا.» فرج فودة: «ليتكلم رجال الدين فى الدين، وليتكلم رجال السياسة فى السياسة، أما أن يرفع رجال الدين شعارات السياسة إرهابًا، ويرفع رجال السياسة شعارات الدين استقطابًا، فهذا هو الخطر الحقيقي».