مع بداية كل عام دراسي جديد، تنشغل الأسر عادة بتجهيز المستلزمات الدراسية من ملابس وحقائب وأدوات مكتبية، لكن كثيرًا ما يغفل عن التهيئة النفسية للأبناء. والدخول في أجواء الدراسة بعد فترة الإجازة يتطلب استعدادًا نفسيًا وعاطفيًا يساعد الطفل على التكيف مع الروتين الجديد، والتغلب على مشاعر القلق أو التوتر، ما ينعكس على تحصيله الدراسي وسلوكه داخل المدرسة. من جانبها، أكدت داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر والخبيرة الأسرية، على أن انشغال أولياء الأمور مع اقتراب العام الدراسي الجديد بشراء المستلزمات المدرسية ودفع المصروفات قد يجعلهم يغفلون جانبًا في غاية الأهمية، وهو تهيئة الأبناء نفسيًا وذهنيًا للعودة إلى الدراسة بعد فترة الإجازة. وأوضحت أن هذه المرحلة تمثل عنصرًا أساسيًا في نجاح الأبناء، حيث يحتاج الطفل إلى التدرج والدعم للعودة إلى الروتين والانضباط بعد شهور من الانطلاق والعشوائية. اقرأ أيضا..سرطان البروستاتا.. أعراض قد تدل على الإصابة وشددت الحزاوي على أهمية البدء بخطة تهيئة واضحة للأبناء قبل بداية الدراسة بوقت كافٍ، موضحة أن أول ما يجب الالتفات إليه هو تنظيم مواعيد النوم تدريجيًا لتجنب الإرهاق في الأيام الأولى، مع ضرورة التحدث مع الأبناء بإيجابية عن المدرسة وأهمية التعليم في تحقيق أحلامهم. وأضافت أن زرع حب المدرسة واحترام المعلم منذ الصغر خطوة محورية، كما يفضل اصطحاب الأطفال الصغار لزيارة المدرسة قبل بدء الدراسة لإزالة رهبة المكان، وتعريفهم بأنها بيئة آمنة للتعلم، وتكوين صداقات، وممارسة أنشطة جديدة. وتابعت الخبيرة الأسرية أن بعض الطلاب قد يواجهون ضغوطًا إضافية نتيجة رسوب أو ملاحق أو ضعف الدرجات، وهو ما يتطلب من الأهل احتواءهم نفسيًا ومعرفة أسباب التعثر ووضع خطة علاجية تساعدهم على تجاوز العقبات في العام الجديد. وأشارت إلى أن الجانب المادي أيضًا يستحق الانتباه، داعية إلى تقليل النفقات من خلال شراء المستلزمات من معارض "أهلًا مدارس" أو أماكن البيع بالجملة، بالإضافة إلى جرد الأدوات القديمة والزي المدرسي قبل الشراء لتفادي المصروفات الزائدة. كما نصحت الحزاوي أولياء الأمور بتجهيز مكان مناسب للمذاكرة يتمتع بالتهوية والإضاءة الجيدة بعيدًا عن المشتتات، وتشجيع الأبناء على مراجعة سريعة لأساسيات المواد الدراسية عبر الوسائل المختلفة مثل فيديوهات الشرح المتاحة على الإنترنت، وأكدت أن اطلاع الأبناء على لائحة الانضباط المدرسية أمر ضروري لمعرفة حقوقهم وواجباتهم، بما يعزز لديهم روح الالتزام والانضباط منذ اليوم الأول. وفيما يتعلق بالكتب، أوضحت الحزاوي أن وزارة التربية والتعليم ستصدر هذا العام "البوكليت التعليمي" كبديل للكتب الخارجية، يتم إعداده من قبل مستشاري المواد، وهو ما قد يغني عن شراء الكتب الخارجية خاصة مع الارتفاع الكبير في أسعارها، فضلًا عن إدخال تعديلات جوهرية على بعض المناهج الدراسية. وأشارت إلى أن الانتظار لحين الاطلاع على الكتب الجديدة قد يكون الخيار الأفضل لأولياء الأمور. ومن المقرر أن يبدأ العام الدراسي 2025/2026 بالمدارس الحكومية والخاصة يوم السبت الموافق 20 سبتمبر 2025 ليستمر لمدة 36 أسبوعًا، بينما تبدأ الدراسة بالمدارس الدولية يوم الأحد 7 سبتمبر، وفق ما أعلنته وزارة التربية والتعليم بعد التنسيق مع جمعية المدارس الدولية.