الدلتا الجديدة مشروع قومي تنموي هدفه الرئيسي الخروج من الوادى الضيق، واستزراع ملايين الأفدنة بالمحاصيل الاستراتيجية، في منطقة محور الضبعة. زراعة مليون فدان جديد، وأكثر، تعنى أن مصر تسير فى الطريق الصحيح، وأننا قد ننجح فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من بعض المحاصيل التى نستوردها من الخارج، وتكلفنا مليارات الدولارات. استراتيجية المشروع - كما أعلن د. مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء - لم تتوقف عند الزراعة، وإنما هى بداية حقيقية وواقعية لإقامة مجتمعات متكاملة سكنية وصناعية، هدفها توفير فرص عمل حقيقية وتوفير منتجات، بعد أن أصبح الغذاء أحد أهم مكونات قوة الدول. المشروع الجديد هو حلم آخر من ضمن الأحلام التى راودت الشعب وتحققت. والحكومة ممثلة فى الوزارات المعنية ستبذل جهداً كبيراً لدمج مراحل المشروع فى مرحلة واحدة كما طلب الرئيس، وهذا يعنى أن الوزارات مطالَبة بتوصيل شبكات الكهرباء والمياه والرى والصرف والطرق للمشروع، بجانب تجهيز الأراضى للزراعة. ما أسهل الكلام، ولكن الواقع وتحويل الأفكار إلى مشروعات، يتطلبان جهداً كبيراً وأموالاً كثيرة لتحقيق الهدف. الدولة المصرية، ومنذ تولى الرئيس السيسي مقاليد الحكم، تفاجئ الشعب بمشروعات قومية كبرى سواء فى الإسكان أو الكهرباء أو المياه أو الطرق. العشرات من المشروعات التى تم إنجازها بأموال وسواعد مصرية أبهرت العالم وغيرت حياة المصريين إلى الأفضل. أعتقد أن المرحلة الحقيقية من عمر الوطن، وهى مرحلة البناء والعُمران، تتطلب من الجميع جهداً مضاعفاً، لأن المشروعات لا تُبنى بالكلام، وإنما تحتاج إلى العمل والجهد والإخلاص. فجميع المشروعات التى أطلقتها الدولة المصرية هى لصالح الشعب، وهدفها التوسع فى مساحة الأرض التى نعيش عليها، وتوفير منتجات جديدة، وإقامة مصانع حديثة، وبطبيعة الحال توفير فرص عمل حقيقية للشباب. القطاع الخاص المصرى سيكون له دور كبير فى تنفيذ المشروع الجديد، وأيضاً فى الاستثمار فى مشروعات التصنيع الغذائى وإقامة المزارع العملاقة للإنتاج الحيواني، وغيرها من المشروعات المنتجة التى تتماشى مع طبيعة المشروع القومى التنموي.. مصر تبنى نفسها من جديد، والرئيس كان محقاً عندما وعد الشعب بأنه سيشاهد مصر جديدة.. دعونا نشارك جميعاً، ولو بالحفاظ على ما يتم إنجازه لصالح الجميع. في مشروع الدلتا الجديدة، القطاع الخاص لديه الفرصة كاملة ليثبت أنه الشريك الحقيقى للدولة فى عملية التنمية المستدامة. فالفرص لا تأتى كثيراً، ومصر تستحق من أبنائها المشاركة القوية فى البناء والتنمية وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين. وتحيا مصر.