أعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، أن قطاع غزة يمر ب"مجاعة مكتملة الأركان"، محذرًا من أن الأزمة كانت قابلة للتفادي لو تم السماح بإدخال المساعدات الإنسانية دون قيود. وفي مؤتمر صحفي عقده في جنيف، قال فليتشر إن الوضع الإنساني في غزة بلغ مستويات كارثية، مؤكدًا أن "الغذاء متوفر على بُعد مئات الأمتار من السكان، لكن العرقلة المستمرة على المعابر تحول دون وصوله إلى من هم في أمسّ الحاجة إليه" -وذلك وفق بيان على موقع مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. وأضاف: "إنها مجاعة تضرب الأضعف أولًا، وتُجبر الأهالي على اتخاذ قرارات مأساوية بشأن من من أبنائهم يحصل على الطعام. إنها مجاعة في القرن الحادي والعشرين، تحت مراقبة الطائرات المسيّرة وأحدث تقنيات الحرب". واتهم فليتشر بعض القادة الإسرائيليين باستخدام المجاعة ك"أداة حرب"، مشددًا على أن الأزمة "نتاج للقسوة، ومبررة بروح الانتقام، ومستمرة بفعل التواطؤ الدولي". ووجه المسؤول الأممي نداءً مباشرًا إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلاً: "كفى. أوقفوا إطلاق النار. افتحوا المعابر – جميعها – دون تأخير أو قيود. دعونا ندخل الغذاء والمساعدات الطبية على نطاق واسع. لقد فات الأوان على كثيرين، لكنه لم يفت بعد على الجميع". ◄ اقرأ أيضًا | منظمات أممية: نصف مليون شخص في غزة يعانون المجاعة وأشار فليتشر إلى أن الأممالمتحدة قادرة على إيصال المساعدات بكفاءة، قائلاً: "حين كنت في غزة في الربع الأول من هذا العام، كنا ندخل ما بين 600 إلى 700 شاحنة يوميًا. يمكننا العودة إلى هذا المعدل فورًا إذا سُمح لنا بذلك". ورداً على سؤال بشأن موقف الولاياتالمتحدة، قال فليتشر إن الإدارة الأميركية تُجري اتصالات منتظمة مع الأممالمتحدة، مضيفًا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "أصدر توجيهًا بضرورة إنهاء المجاعة". وتابع: "نأمل أن تستخدم واشنطن نفوذها لضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. لدينا الموارد والشبكات والخبرة، فقط دعونا نعمل". وأعرب فليتشر عن قلقه من القيود المفروضة على عمل المنظمات الإنسانية الدولية في غزة، مشيرًا إلى رسالة وقّعتها أكثر من 100 منظمة غير حكومية الأسبوع الماضي، تحدثت فيها عن "عوائق ممنهجة" تعرقل عمليات الإغاثة. وأكد أن الدعوة لفتح المعابر تشمل جميع الشركاء في العمل الإنساني، وليس فقط وكالات الأممالمتحدة. واختتم المسؤول الأممي تصريحه برسالة تحذيرية قال فيها: "هذه المجاعة ليست فقط مسؤولية من تسبب بها، بل مسؤولية العالم أجمع".