تدخل حرب الإبادة الجماعية التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة طورًا جديدًا أشد دموية وخطورة مع إعلان إسرائيل بدء المراحل الأولى من خطة تدمير مدينة غزة بالكامل وإعادة احتلال القطاع على حد وصف وزير دفاع دولة الاحتلال يسرائيل كاتس. وهدد كاتس فى منشور على منصة إكس بفتح أبواب الجحيم على مدينة غزة، إذا لم تستسلم حركة حماس الفلسطينية للشروط الإسرائيلية مضيفًا: «إذا لم يقبلوا، ستصبح «مدينة» غزة - مثل رفح وبيت حانون»، فى إشارة إلى المدينتين اللتين دمرتهما قوات الاحتلال بالكامل.. وأكد كاتس أن الحكومة وافقت على خطط الجيش للقضاء على حماس وإخلاء السكان فى غزة، فيما أفاد إعلام إسرائيلى بأن الكابينت الأمنى والسياسى المصغر سيجتمع الثلاثاء المقبل. اقرأ أيضًا | الأونروا: إعلان المجاعة في غزة صرخة حاسمة في وجه عملية التجويع الإسرائيلية وأضاف: «سنجبر قادة حماس على شروط إسرائيل لإنهاء الحرب.. شروطنا هى إطلاق سراح جميع الرهائن وتفكيك أسلحة حماس»، مهدداً: «إذا لم توافق حماس على شروطنا سنحول مدينة غزة إلى رفح وبيت حانون»، فى إشارة إلى مدينتين تم تدميرهما بشكل كبير أثناء العمليات الإسرائيلية فى القطاع. وبالتزامن مع هذا التهديد واصلت قوات الاحتلال القصف المكثف لمختلف مناطق القطاع مع التركيز على مدينة غزة. منذ مطلع أغسطس الجارى، صعّد جيش الاحتلال عملياته العسكرية فى حى الزيتون جنوب شرقى غزة، باستخدام القصف المدفعى والغارات الجوية و«روبوتات مفخخة» لنسف منازل، ما أدى إلى موجات نزوح واسعة. وأعلنت الأممالمتحدة أن أكثر من 796 ألف فلسطينى نزحوا قسرًا منذ منتصف مارس الماضى، بينهم 17 ألف حالة نزوح جديدة خلال الأسبوع الماضى وحده، معظمها من مدينة غزة. وأكد مكتب تنسيق الشئون الإنسانية «أوتشا» أن 95٪ من النزوح القسرى يتركز فى المدينة، محذرًا من «كارثة إنسانية مروعة» قد تعتبر نقلًا قسريًا للسكان. فى الوقت نفسه كشفت مصادر إسرائيلية لصحيفة «يديعوت أحرونوت» عن أزمة متنامية بين الضباط وقادة جيش الاحتلال الإسرائيلى، فيما يتعلّق بخطط احتلال مدينة غزة. ووفقًا للتقارير الإعلامية، يواجه عددٌ من الضباط صعوباتٍ نفسيةً كبيرة قبل بدء العملية، وأكد ضباط فى الجيش أنهم يدفعون ثمنًا باهظًا فى غزة، فى إشارةٍ للخسائر البشرية والنفسية. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلى قد أعلن عن إقالة 15 ضابطًا بسلاح الجو بعد أن وقّعوا عريضةً تُطالب بوقف الحرب وإعادة المحتجزين. ورفع الضباط المفصولون شكوى إلى المحكمة العليا مُطالبين بإعادتهم للخدمة، فيما أكّدت المصادر أن الجيش حاول دفعهم لإلغاء تواقيعهم قبل عزلهم.. كما انضمَّ إلى الدعوى القضائية 17 طيارًا آخرون فى سلاح الجو، جرى إقالتهم للأسباب نفسها. من جانبها تواصل المنظمات الأممية التحذير من كارثة إنسانية فقد قال المفوض العام لوكالة «أونروا»، فيليب لازارينى، إن الأطفال الأكثر جوعًا «محكوم عليهم بالموت» إذا لم تصل المساعدات فورًا، مشيرًا إلى أن المراكز الصحية شهدت ارتفاعًا بمعدل 6أضعاف فى حالات سوء التغذية الحاد منذ مارس. وأعلنت وكالة أونروا، نزوح أعداد كبيرة من أطفال غزة أكثر من مرة وذكرت أنّ نحو 90٪ من غزة أصبحت مناطق عسكرية إسرائيلية. فى المقابل، تتواصل جهود الوساطة المصرية القطرية الرامية إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة ومنع حدوث كارثة إنسانية مروعة فى القطاع.. وكان رئيسُ الوزراءِ الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وجّه ببدءِ مفاوضاتٍ فورية لإنهاءِ الحربِ بشروطٍ مقبولة لإسرائيل، وقال إن الحربَ فى غزة ستنتهى قريباً، وإنَّ إسرائيل ستسيطرُ على غزة، حتى لو وافقت حركةُ حماس على صفقة، مشدداً على أن حماس لن تبقى فى غزة. من ناحيتها ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يهمّش الفريق المفاوض، وأنه يشجع وزراء اليمين المتطرفين على عرقلة الصفقة. وأضافت أن الرئيس ترامب يدعم نتنياهو فى كل خطواته فى قطاع غزة والضفة الغربية، فى وقت تأمل فيه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن يتم سد الثغرات فى مقترح الصفقة وأن يشكل ذلك مرحلة أولى لصفقة شاملة.