من حسن حظى أنى التحقت بأخبار اليوم فى الستينات واكتشفت أن جميع الصحفيين الشبان الذين كانوا يعملون فيها وكانوا ينتمون إلى قسم الصحافة بكلية آداب القاهرة كانوا يعملون من خلال الكاتبة الصحفية مى شاهين والتى اختارها كاتبنا العملاق المرحوم الأستاذ مصطفى أمين وكان كل شاب بكلية آداب قسم الصحافة يرغب التدريب فى أخبار اليوم لينتمى إلى كتيبة مى شاهين ويتقاضى منها مكافأة شهرية قيمتها خمسة جنيهات عكس المكافأة التى كنت أتقاضاها من مجلة آخر ساعة والتى بدأت تدريبى فيها تحت رعاية الكاتب الصحفى المرحوم صلاح جلال وكان من بيننا نجوم فى الإعلام من بينهم حمدى قنديل والدكتور على الجنجيهى ورجاء مكاوى، وكان كل منهم يتقاضى ثلاثة جنيهات فى الشهر وتمضى الأيام ويلمع أعضاء كتيبة مى شاهين منهم الكاتب المرحوم جلال دويدار وسعيد إسماعيل. وتمر أيام ويسطع اسم الكاتب الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل حيث كان رئيساً لتحرير آخر ساعة ولأول مرة يسمح للمتدربين لدى صلاح جلال بحضور اجتماعاته الأسبوعية. وتمر أيام ويأتينى عرض من مجلة العربى والتى كان يرأس تحريرها الكاتب المرحوم أحمد بهاء الدين، وكانت هذه مجلة تصدر لحساب دولة الكويت ورغم أن المرتب الذى كان معروضاً كانت قيمته تسعين دينارًا كويتيًا كانت قيمتها فى ذلك الوقت تسعة آلاف جنيه مصرى لكنى فضلت العمل فى أخبار اليوم وكنت سعيدًا أن أعمل تحت رئاسة تحرير زميلى الكاتب الكبير جلال دويدار، والذى أصبح رئيسًا لتحرير الأخبار فى عهد المرحوم الكاتب الكبير سعيد سنبل وكان سنبل رئيسًا لمجلس الإدارة.. وتجرى الأيام بسرعة ويرحل جلال عند ربه تاركًا من حسناته أعمالًا طيبة كثيرة ويكفى أن فى عهده تخرج على يديه أكثر من رئيس تحرير لصحيفة الأخبار.