معركة وعى شرسة.. والإعلام الوطنى خط الدفاع الأول الخبراء: الذكاء الاصطناعى أصبح سلاحاً فتاكاً فى يد الإرهابيين.. ومطلوب تعاون دولى لمواجهته الجماعات المتطرفة تسرق عقول الشباب عبر خطاب عاطفى وخوارزميات تضليلية «الإرهابية» تبث آلاف الأكاذيب يوميًا وتستخدم صفحات ممولة بأسماء جذابة لا تستهينوا بالشائعات والرد الفورى ضرورة تعزيز الرقابة على المنصات وتطوير تقنيات كشف التهديدات فى عصر الرقمنة المتسارع، تحولت وسائل التواصل الاجتماعى إلى ساحة حرب غير تقليدية، حيث تستغل الجماعات المتطرفة والمسلحة التكنولوجيا لنشر أفكارها، تجنيد الأتباع، وبث الشائعات.. جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة كمنظمة إرهابية فى عدة دول عربية وغربية، تمثل نموذجاً بارزاً لهذا الاستخدام، خاصة من خلال ذراعها المسلحة مثل حركة «حسم» وغيرها من الجماعات الإرهابية التى تهدد الاستقرار فى مصر. الأخبار فى هذا التحقيق تستعرض كيفية توظيف هذه الجماعات للسوشيال ميديا والتكنولوجيا الحديثة، مع التركيز على دور الذكاء الاصطناعى فى تعزيز الدعاية والتضليل، استناداً إلى تحليلات وتقارير حديثة من الخبراء والمتخصصين . اقرأ أيضًا| انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الرابع لكلية الألسن بجامعة الأقصر فى البداية لابد أن نسأل أنفسنا سؤالاً ..كيف تستخدم الجماعات الإرهابية وسائل التواصل الاجتماعي؟، والإجابة عن هذا السؤال تحتم علينا الرجوع قليلاً للوراء، جماعة الإخوان المسلمين كانت من أوائل الجماعات الإسلامية التى أدركت أهمية الإعلام الرقمى فى تحقيق أهدافها السياسية، منذ أحداث يناير 2011 فى مصر، اعتمدت الجماعة على منصات مثل فيسبوك وتويتر (الآن X) لتنظيم الاحتجاجات، نشر الدعاية، ومواجهة الحكومات، بعد سقوط نظامها فى 2013 بفضل ثورة 30 من يونيو، تحولت إلى استخدام أكثر سرية وعدوانية، حيث أصبحت السوشيال ميديا أداة للتحريض والتجنيد. حركة «حسم»، التى تأسست عام 2016 كذراع مسلح للإخوان، اعتمدت استراتيجيات مشابهة لكن بطابع عنيف أكثر، الجماعة تستخدم المنصات لنشر بياناتها، الادعاء بمسؤوليتها عن هجمات، وجذب الشباب المحبطين ضعفاء الوعي، على سبيل المثال، فى تقرير من مركز الدراسات الإسرائيلى عام 2024، أشار إلى أن الإخوان تستخدم المنصات لتجنيد الشباب وتدريبهم على هجمات عنيفة ضد الدول.. كما أن «حسم»، أحد أذرع جماعة الإخوان المسلحة فى مصر، تنشر فيديوهات ترويجية لتدريباتها على قنوات مشفرة أو منصات مجهولة، مستفيدة من خوارزميات المنصات للوصول إلى جمهور واسع. أيضا تحتفظ الجماعة الإرهابية بشبكة واسعة من الصفحات والقنوات، بعضها رسمى على X وفيس بوك وحتى قنوات التليجرام، التى تنشر محتوى بالإنجليزية لجذب الدعم الدولي، وبعض الحسابات للجمهور العربى والمصرى بصفحات بأسماء ملفتة ،هذه الصفحات تروج لروايات تظهر الجماعة كضحية للقمع، مع نشر مقالات وفيديوهات تحريضية..كما توجد قنوات متعاطفة كثيرة مثل «عين على الإخوان المسلمين» على فيسبوك وغيرها، التى تنشر صوراً لمقاتلين مسلحين يتدربون فى سوريا مع شعارات الجماعة، مثل فيديوهات حركة «حسم» المفبركة. اقرأ أيضًا| مهرجان الأقصر يعلن تدشين موقع يتضمن قاعدة بيانات عن الأفلام الأفريقية وفى أوروبا، طور الإخوان شبكات جديدة للدعاية، مستغلة المهاجرين لنشر خطاب يجمع بين الإسلام السياسى والتحريض، تقرير من مركز أبحاث الشرق الأوسط عام 2022 يؤكد أن هذه الشبكات تتميز ب»دعاية متعددة الطبقات» للتأثير على الرأى العام..أما «حسم»، فتعتمد على قنوات تليجرام ومنصات مظلمة لتجنب الحظر، حيث تنشر فيديوهات عملياتها لتعزيز صورة «المقاومة المسلحة». تريندات وهمية تستغل الإخوان التريندات أيضًا لتعزيز رسائلها.. فخلال أى حادث أو أزمة ، تستخدم الجماعة مواقعها لنشر دعاية تتهم الحكومات بالفشل، مستفيدة من هاشتاجات وهمية، الفيديوهات أيضا تشكل سلاحاً رئيسياً، حيث تنتج الجماعة محتوى احترافياً مفبرك يظهر «الانتهاكات» ضد أعضائها، مما يثير التعاطف العالمي. وبالنسبة للهاشتاجات، تستخدمها فى محاولة خلق ترند وهمى يجذب الشباب وهذا جوهر استراتيجية الإخوان، بعد سقوط نظامها،حيث ركزت على نشر الشائعات عبر فيسبوك، متهمة الحكومة المصرية ب«الفساد والقمع»،كما استخدمت الجماعة الذكاء الاصطناعى لتعزيز قدراتها، بحسب تقرير من الأممالمتحدة عام 2024 يحذر من استخدام الإرهابيين للAI فى الدعاية والتجنيد..وبالفعل استخدمت الجماعة الإرهابية الDeepfakes لنشر معلومات مضللة، تقرير من VOA عام 2023 يكشف شبكة تستخدم AI لإنشاء فيديوهات مزيفة تستهدف المسلمين بكذب متطرف..وفى مصر، يُستخدم الDeepfakes لتزييف الحقائق، مما يثير الفتنة فى محاولات مستمرة من قبل خفافيش الظلام لتضليل الرأى العام بمحتوى مفبرك يبدو واقعياً وحقيقياً، مثل فيديوهات مزيفة تتهم الحكومات بالعنف فى المنصورة، استخدمت الDeepfakes لنشر كذب سياسي، وهو نموذج يمكن تطبيقه فى أى وقت وأى محافظة مصرية مما يهدد الثقة فى الدولة، خاصة بين الشباب الذين قد يتعرضون لتضليل يؤدى إلى التطرف. بوتات تخريبية كل ذلك يتم باستخدام روبوتات الدردشة أو شبكات الحسابات المزيفة الآلية «Bots»، والبوتات أداة رئيسية للإخوان فى تضخيم الترندات..تقرير من Stanford عام 2020 يكشف حملات تضليل مرتبطة بالإخوان فى الشرق الأوسط، مستخدمة بوتات لنشر الدعاية..حيث كشف التقرير أن الإرهابيين يستخدمون الAI-powered bots للتجنيد، كما فى تقرير من Taylor & Francis عام 2025، حيث يقومون بمحادثات آلية لجذب الأعضاء الجدد. وفى هذا الصدد، حذر د. محمد محسن رمضان، خبير أمن المعلومات ومستشار الأمن السيبراني، ورئيس وحدة دراسات الذكاء الاصطناعى والأمن السيبرانى بمركز العرب للأبحاث والدراسات، من مخاطر توظيف. وقال: «شهد العالم فى العقدين الأخيرين تطوراً مذهلاً فى تقنيات الذكاء الاصطناعي، الذى أصبح حجر الزاوية للابتكارات التكنولوجية، لكنه فى يد الجماعات الإرهابية يتحول إلى أداة خطيرة تهدد الأمن الوطنى والدولي، رغم إمكانياته الهائلة فى تحسين الأمن والرفاهية البشرية». وأضاف د. رمضان، موضحاً دور الذكاء الاصطناعى فى تعزيز الدعاية الإرهابية والتجنيد: «تستخدم الجماعات الإرهابية الذكاء الاصطناعى لتطوير استراتيجيات دعائية معقدة، مستفيدة من معالجة اللغة الطبيعية وخوارزميات التوصية لإنشاء محتوى مرن يتناسب مع اهتمامات الأفراد المستهدفين، على سبيل المثال، تقنيات «التزييف العميق» (Deepfake) تتيح تصنيع فيديوهات مزيفة لشخصيات بارزة فى مواقف ملفقة، مثل مسؤولين حكوميين يدعمون الإرهابيين ظاهرياً، مما ينشر التضليل ويحفز الرأى العام. كما تستفيد من توليد النصوص التلقائى لإنتاج منشورات دعائية متخصصة. وبشأن الهجمات السيبرانية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، أكد د. رمضان: «فى ميدان الأمن السيبراني، يُستخدم الذكاء الاصطناعى لتطوير أدوات هجومية تعزز قدرة الإرهابيين على تنفيذ هجمات معقدة، من خلال تحليل الثغرات الأمنية بسرعة ودقة فائقة. يتيح ذلك تطوير برمجيات خبيثة مثل الفيروسات والديدان التى تتعلم وتتكيف مع محاولات الكشف، مستهدفة البنى التحتية الحيوية كأنظمة الطاقة والمياه أو القطاعات المالية لزعزعة الاستقرار الاقتصادي. كذلك، يحسن الذكاء الاصطناعى هجمات حجب الخدمة الموزعة (DDoS) بتوجيه آلاف الأجهزة المخترقة نحو هدف واحد، مع تغيير الاستراتيجيات بناءً على ردود النظام المستهدف، مما يعقد التصدي». اقرأ أيضًا| مؤتمر «رقمنة الإبداع»| «أبوظبي الدولي للكتاب» يناقش التحولات الرقمية في صناعة النشر أما عن جمع البيانات وتحليلها، فقال: «تستفيد الجماعات الإرهابية من الذكاء الاصطناعى لتحليل كميات هائلة من البيانات عبر الإنترنت، مما يساعد فى تحديد أهداف ورصد تحركات الأفراد أو المؤسسات. تقنيات التعرف على الوجوه وتحليل البيانات تتيح تتبع الأشخاص المستهدفين، مثل قادة الحكومة أو القوى الأمنية، لتنفيذ هجمات مركزة. وفيما يتعلق بتدابير المواجهة، شدد على أنه للتصدى لهذه المخاطر، يجب تطوير أنظمة كشف هجمات مدعومة بالذكاء الاصطناعى للكشف عن الأنماط غير الطبيعية والاستجابة السريعة، كما يتطلب الأمر تعزيز التعاون الدولى بين الحكومات والشركات التكنولوجية ومراكز الأبحاث لتبادل المعلومات وتنسيق الجهود ضد الإرهاب الرقمي، بالإضافة إلى ذلك، ينبغى تبنى تشريعات صارمة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعى وعقوبات على من يستغله لأغراض إرهابية.. واختتم قائلاً: «الذكاء الاصطناعى يمثل تحدياً جديداً فى مكافحة الإرهاب، حيث يزيد من فعالية الجماعات فى تنفيذ هجماتها، لكنه يتطلب مواجهة من خلال تعزيز الأمان السيبرانى واستراتيجيات دولية فعالة، رغم إمكانياته المذهلة للتطور البشري، فإن استخدامه الخبيث يتطلب تدابير وقائية أقوى لضمان حماية الأمن الدولى». تأثير نفسى وحذرت د. نيفين حسنى، استشارى علم النفس الرقمى وعضو الهيئة الاستشارية العليا لتكنولوجيا المعلومات، من طرق التأثير النفسى للجماعات المتطرفة عبر المنصات الرقمية، مشيرة إلى أنها تبدأ من استغلال الخصوصيات العاطفية للشباب نحو خطاب مبسط وعاطفي، مدعوماً بخوارزميات تعزز الحلقة الانعزالية، ويتبعها شعور بالانتماء والدعم، وقالت الدكتورة حسني: «سبب نجاح هذه الجماعات رغم محدودية المحتوى يكمن فى أن خطابها المتطرف يعالج وجعاً نفسياً وشعوراً باللا انتماء، يسهل فهمه، ويضخم الشعور بالهوية والأهمية، ثم يعزز عبر بيئة اجتماعية تلبى هذا الحاجز». وأضافت، موضحة آليات التأثير النفسى عبر المحتوى الرقمى التحريضي: «يتعرض الشباب، خاصة من يشعر بالاغتراب أو الفراغ النفسى، لمحتوى يقدم لهم شعوراً بالقبول والانتماء إلى مجموعة ذات هدف واضح، بالإضافة إلى أن الشعور بالوحدة أو الانعزال يعزز التأثير الدرامى للمحتوى التحريضي. تستخدم السرديات - مثل قصص من «ساحة القتال» أو «الاضطهاد» - لإثارة العواطف وتبرير العنف، ولاستدراج الشباب نحو تطرف تدريجي، فالجماعات مثل داعش توظف الصور والفيديوهات بقوة للسرد العاطفى وربط الفرد بالهوية الجماعية، تعمل الخوارزميات على تعميق التعرض للمحتوى ذاته، عبر 'فلاتر بابل' و'غرف الصدى' التى تعزز الأفكار المتطرفة فى العقل بتكرارها بدون نقد، والجماعات تستفيد من هذا من خلال استخدام الهاشتاجات لتوجيه المستخدمين للمزيد من المحتوى المتطرف». وتابعت: «تستخدم استراتيجيات مثل الضغط على الروابط الجماعية «ingroup vs outgroup»، وتوظيف اللغة المتشددة والمقاومة، لجذب الشباب مما يعزز الشعور بالهوية الجماعية، وتقديم الجماعة كمنقذة أو زعيمة فى مواجهة 'العدو' أو الظلم، يبدأ التوجه نحو التطرف غالباً عبر رسائل خاصة أو مجموعات مغلقة، تحول التدريج نحو التطرف إلى عملية شخصية وحميمة، توفر تلك القنوات بيئة أكثر أماناً لكنه أماناً وهمياً فتقلل المراقبة وتزيد من التأثير، تعرض بعض الصغار لمحتويات وحشية، مثل مشاهد القتل أو الإيذاء، تغير إدراكهم للمعايير الأخلاقية ويهيئهم لتقبل العنف كسلوك طبيعى. الهندسة الاجتماعية وأبرز د. شاكر الجمل، خبير أمن وتكنولوجيا المعلومات، الأساليب السيبرانية التى تستخدمها الجماعات الإرهابية، محذراً من خطورتها على الأمن القومى والرأى العام، وقال: «الهندسة الاجتماعية تعنى فن اختراق عقول البشر واللعب على أهوائهم من خلال استدراج الضحية عبر السوشيال ميديا والمحادثات للحصول على المعلومات الحساسة، واصطياد المعلومات من داخل أو خارج مصر من خلال المنصات غير الرسمية غير المتعارف عليها، حيث يبدأون يروجون لها عبر الواتس أو التليجرام، ويبدأ الشباب بالرد ووضع المعلومات، وهو تلاعب خاص باللجان الإلكترونية مثل جماعات الشاب بوت والspy ware أو البرمجيات الخبيثة، ويأخذون منه معلومات». وأضاف، موضحاً استخدام التقنيات المظلمة: «برامج TOR على الدارك ويب، وهو ممنوع دولياً، تستغله الجماعات المتطرفة لنشر الفيديوهات المزيفة والصور المفبركة، كما تزيف فيديوهات الجماعة الإرهابية من خلال الذكاء الاصطناعى ودمج الأحداث القديمة بالحالية، تستغل الدول الخارجية فى تدريب الكتائب الإلكترونية للتأثير على الرأى العام والأمن القومي، بالإضافة إلى الدعاية والتضليل من خلال برامج الذكاء الاصطناعي، مثل صور وفيديوهات وبوستات مفبركة من وحى الAI بغرض استدراج المواطنين والتأثير عليهم وتشويه سمعة الرموز والأفراد». وحذر: «مش أى فيديو أثق فيه ولا أصدق أى خبر إلا من المنصات الرسمية، فأخطر سلاح فى العالم هو المعلومات المغلوطة، وهو أسلوب الجماعات المتطرفة». واختتم د. الجمل قائلاً: «تعزيز الرقابة على المنصات، تطوير تقنيات كشف الDeepfakes، وتوعية الجمهور ضرورة لمواجهة هذه التهديدات». أسلوب جديد ويؤكد. حسام النحاس، أستاذ الإعلام بجامعة بنها، أن الجماعة تعتمد أسلوبًا جديدًا يتمثل فى حرب المنصات والفضاء الإلكتروني، من خلال استراتيجية واضحة تتضمن محورين رئيسيين المحور الأول يقوم على استخدام القنوات الفضائية المعادية التى تبث من الخارج، والتى تتخصص فى فبركة الأخبار والفيديوهات، واستهداف مصر وشعبها بموجة مستمرة من العداء. أما المحور الثانى فيعتمد على منصات التواصل الاجتماعى والتطبيقات غير الخاضعة للضوابط، حيث يتم إنشاء صفحات ممولة بأسماء جذابة لحشد ملايين المتابعين، ثم تغذيتهم بشكل مستمر ومكثف على مدار الساعة بآلاف الشائعات والمعلومات المزيفة، ويتم ذلك إما بنشر معلومات كاذبة بالكامل، أو من خلال «استراتيجية المعلومة الجزئية»، التى تعتمد على نشر جزء صغير من معلومة صحيحة، ثم استكمال الخبر بأكاذيب وأرقام مضللة. ويؤكد أنه يجب على كل قطاع أن يقوم بدوره، وعلى رأس هذه القطاعات المؤسسات الإعلامية والأمنية والخبراء المتخصصون فى الذكاء الاصطناعي، الذين يجب عليهم الكشف عن هذه الشائعات وتفنيدها بالصوت والصورة، مع توعية الجمهور بكيفية صناعة الفيديوهات المزيفة ويضيف أنه يجب العمل على بناء منصات إعلامية قوية على مواقع التواصل الاجتماعي، قادرة على الوصول إلى ملايين المتابعين، ونشر محتوى توعوى بشكل جذاب لمواجهة المحتوى المضلل الذى تنشره الجماعة الإرهابية، وبالإضافة إلى ذلك، يجب السير فى المسار الأمنى والقانونى من خلال تفعيل القوانين لملاحقة القائمين على هذه الصفحات والحسابات التى تزيف الحقائق، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لإغلاقها أو حجبها، وفرض عقوبات رادعة على المتورطين مرحلة جديدة ويلتقط منه طرف الحديث د. محمود عبد اللطيف، أستاذ الإذاعة والتليفزيون بآداب الزقازيق، والذى أكد أن جماعة الإخوان الإرهابية وغيرها من التنظيمات المتطرفة قد دخلت مرحلة جديدة من حربها ضد المجتمعات، مستغلة التطورات التقنية فى مجال الذكاء الاصطناعى بهدف نشر الفوضى وتضليل الرأى العام ويوضح أن خطورة هذه الأساليب تكمن فى قدرتها على خداع الجمهور من خلال تصميم مواد إعلامية مزيفة، سواء كانت صورًا أو فيديوهات، تبدو وكأنها حقيقية، بهدف بث رسائل تحريضية، وزعزعة الثقة فى مؤسسات الدولة، وإشعال الانقسامات الداخلية، لتحقيق الهدف الأساسى لهذه الحملات الممنهجة، وهو ضرب السلم الاجتماعى وإثارة البلبلة . ويوضح عبد اللطيف أن الإعلام الوطنى هو خط دفاع أول فى مواجهة هذا الخطر المتزايد. تزييف الواقع ويرى اللواء فاروق المقرحى، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن الإعلام يمثل لاعبًا محوريًا فى مواجهة هذه الحرب الشرسة، مؤكدًا أنه اللاعب الرئيسى فى صد هجمات الإرهابيين، وأن دوره لا يقل أهمية عن دور الأجهزة الأمنية، فإذا قام الإعلام بدوره على أكمل وجه، فإنه سيؤمّن الجبهة الداخلية تمامًا، لأن الوعى هو أهم سلاح لدينا. ويطالب المقرحى بضرورة التنسيق الكامل بين الأجهزة الأمنية والإعلامية والسياسية، وأن تمتلك المؤسسات المصرية «سلاح المبادرة» بدلاً من «رد الفعل»، ويجب أن يتضمن هذا التنسيق الكشف الدورى عن الفيديوهات المفبركة وتوضيحها للجمهور، للرد عليها بشكل فوري. دور حيوى ويتفق معه اللواء محمد نور، مساعد أول وزير الداخلية الأسبق، والذى أشار أن الإعلام المصرى والأجهزة المعنية بالدولة يقومان بدور حيوى فى التوعية بمخاطر التقنيات الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، الذى أصبح أداة خطيرة لنشر الأكاذيب وتشويه الحقائق. ويؤكد أن أجهزة الدولة المعنية، مثل قطاع الأمن الوطنى والأمن العام والإدارة العامة لمتابعة المواقع الإلكترونية، تمتلك القدرات اللازمة للتصدى لهذه الهجمات الممنهجة، وهى على درجة عالية من الكفاءة، ولا تستبعد مثل هذه التهديدات، بل هى على أتم الاستعداد لمواجهتها. ويشير إلى أن دور هذه الأجهزة يجب ألا يقتصر على المتابعة فقط، بل ينبغى أن يكون استباقيًا وفعّالًا فى فضح المواقع المشبوهة التى تقف وراءها قوى معادية للبلاد، ويحذر من أن سياسة تجاهل الإشاعات لم تعد مجدية، لأن الأكاذيب المتكررة قد تستقر فى أذهان بعض المواطنين غير المتسلحين بالوعى الكافى. ويضيف أنه يجب علينا أن نظل فى حالة تطور مستمر، والتسلح بأدوات الذكاء الاصطناعى فى كل مؤسسة فى مصر، سواء الإعلام، أو الأحزاب السياسية، أو مؤسسات الدولة باختلاف مسؤولياتها، وكذلك القطاع الخاص، فالجميع مستهدف، ويؤكد أن مصر تُعد الدولة الوحيدة التى لا تزال تقف على قدميها فى المنطقة، وهو أمر لا يروق للكثيرين، إذ يسعون إلى ضرب مصر واستقرارها وتقسيمها.