فى قرية سبك الأحد بالمنوفية، كان المشهد مختلفًا. الحقول والبيوت البسيطة استقبلت بداية جديدة تحمل اسم «أمل جديد». مبادرة لم تأتِ كشعار، بل كخطوة حقيقية تمنح عشرات الأسر فرصة لحياة أفضل. المبادرة انطلقت تحت مظلة التحالف الوطنى للعمل الأهلى والتنموي، وبالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى والسفارة الصينية بالقاهرة، وبمشاركة مؤسسات كبيرة مثل مصر الخير، وحياة كريمة ومؤسسة أبوالعينين. الهدف كان واضحًا: تمكين الأسر البسيطة عبر مشروعات صغيرة توفر دخلًا ثابتا. البداية جاءت بتوزيع عشرة آلاف كتكوت على مئة أسرة، مع الأعلاف والرعاية البيطرية والتدريب العملي. شاركت فى التجربة من بدايتها منذ الاتفاق مع الصينيين وحتى اختيار الأسر ثم معاينة المنازل اكثر من مرة. والحقيقة ان ما ميز التجربة أن الدعم لم يقتصر على المساعدة المادية، بل شمل تأهيلًا عمليًا. المبادرة لم تقتصر على الدعم المادى فقط، بل امتدت إلى تأهيل حقيقي. الأسر حضرت برامج تدريبية مع خبراء صينيين وفريق مصرى متخصص. رأيت النساء والرجال يتعلمون بأنفسهم طرق التحصين، كيف يستخدمون الرش والحقن والتقطير، وكيف يضيفون الدواء إلى مياه الشرب. كانوا يسجلون كل شيء بدقة وكأنهم فى قاعة دراسة، لكنه كان درسًا على أرض الواقع. «أمل جديد» لم تكن مجرد مبادرة فى قرية بالمنوفية، بل صورة لمصر وهى تعيد بناء قراها من الداخل، بالعلم والعمل، وبالتعاون مع شركاء يؤمنون بالتنمية. هى رسالة بأن التنمية ليست ترفًا، بل حق وضرورة لكل أسرة وكل طفل. ومن قلب هذه القرية البسيطة خرجت قصة تقول إن التغيير ممكن، وإن الأمل حين يتحول إلى عمل مدروس، يستطيع أن يغيّر مستقبل أسر كاملة كانت تنتظر فقط من يمنحها الفرصة.