مازال الاحتلال الإسرائيلى يخنق قطاع غزة ويستخدم التجويع سلاحاً له ويحاول الالتفاف على الغضب العالمى من خلال إدخال عدد محدود من شاحنات المساعدات، والسماح لعدد من الدول بتنفيذ عمليات إنزال جوى محدود للمساعدات. وبدلاً من معالجة تراكم البضائع المتزايد على حدود قطاع غزة، ترفض سلطات الاحتلال طلبات عشرات المنظمات الأممية لإدخال مواد أساسية، فى مخطط واضح يهدف لتكريس مصائد الموت المتمثلة فى مؤسسة غزة للإغاثة، لتكون ملجأهم الوحيد للحصول على الطعام ففى الأسبوع الماضى بلغ عدد شهداء التجويع الإسرائيلى 239 فلسطينياً، بينهم 106 أطفال.. وكشفت بيانات طبية وإنسانية عن معاناة 1.2 مليون طفل دون 18 عاماً فى قطاع غزة من حالة انعدام أمن غذائى حاد، فيما يعانى 40 ألف رضيع دون عام واحد من سوء تغذية يهدد الحياة، و250 ألف طفل دون 5 أعوام من نقص غذاء يهدد حياتهم مباشرة فى الوقت نفسه يمارس الاحتلال ما يسمى بالإبادة الصحية نتيجة القيود التى يفرضها على دخول الإمدادات والاحتياجات الطبية والغذائية حيث اتهمت أكثر من 100 منظمة إغاثة غير حكومية منذ يومين إسرائيل باستخدام قواعد جديدة أقرتها حكومة الاحتلال فى مارس الماضى لتزيد معاناة المدنيين فى غزة من خلال رفض طلبات منظمات المساعدات الأجنبية لإدخال الإمدادات الإنسانية لقطاع غزة حيث يسمح الاحتلال الإسرائيلى بإدخال مساعدات شحيحة للقطاع. كما قتل الاحتلال نحو 350 موظفاً من موظفى منظمة الأونرا التى كانت تعمل فى غزة منذ بدء حرب الإبادة على غزة، وتعمد قصف مئات الشاحنات داخل القطاع مما تسبب بنقص حاد فى عدد الشاحنات التى تنقل المساعدات عبر المعابر المحيطة بالقطاع. كما تعمد الاحتلال أيضا إرجاع أو إلغاء عدد كبير من المساعدات بسبب وجود أصناف ممنوعة من دخول قطاع غزة، رغم أنها أساسية، مثل أنواع معينة من الخضراوات والمعدات الطبية واللوجستية المرتبطة بعلاج مرضى سوء التغذية والمولدات الكهربائية، والبطاريات، والألواح الشمسية، ومجموعات المواد الكيميائية للفحوصات الطبية، وثلاجات حفظ الدم وغيرها. ومنذ مايو الماضى تعتمد حكومة الاحتلال فقط على «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من حكومة ترامب لتوزيع الأغذية وأصبحت مصائد للموت حيث يتوافد الآلاف من سكان غزة على هذه المراكز يوميا وسط حالة من الفوضى العارمة حيث تتعمد قوات الاحتلال استهداف من يأتون لتلقى المساعدة!.