حان الوقت لنتيقن أن حكومة نتنياهو لن تنهى هذه الحرب وتذهب لصفقة إلا مجبورة، إما بتضييق دولى، أو أمر أمريكى، أو ضغوط داخلية كبيرة، أو عقوبات تُكبِّدها خسائر فادحة، أو انقلاب سياسى يطيح بنتنياهو من رأس السلطة. حان الوقت لنكفر بفكرة أن إسرائيل تفاوض أو ستتفاوض فى أى وقت مع الفلسطينيين حول سلام أو دولة فلسطينية، لأن ما تفعله منذ عقود، إدارة المفاوضات لكسب الوقت الكافى لتحقيق أهدافها التى تتابعها بأناة وصبر. حان الوقت لنعى أنه لو اجتمع العالم كله فى كفة، وبقيت أمريكا وحدها بالكفة الأخرى، لرجحت كفة أمريكا.. وكأن العالم كله مجرد كومبارس فى «مونودراما» بطلها ممثل واحد. حان الوقت لنعترف بالموت السريرى للأمم المتحدة التى تعجز عن الاحتفاظ بأدنى أدوارها وانتزاع مهام توزيع المساعدات الإنسانية على المنكوبين فى غزة من أنياب «مؤسسات القتل» التابعة لأمريكا والاحتلال الصهيونى التى اغتصبت هذه المهمة من المؤسسة الدولية قسرًا. حان الوقت لنتوقف عن تضييع وقتنا فى التعويل على مجلس الأمن الدولى فى إصدار أى قرارات ضد إسرائيل طالما بقى الفيتو الأمريكى واقفًا بالمرصاد لحماية هذا الكيان. حان الوقت لنكف عن تصديق التقارير المُضللة التى يتم تسىريبها لنا من حين لآخر حول خلاف لا وجود له، أو توتر وهمى بين أى إدارة أمريكية لأنها أكاذيب تأتى فى إطار خطة خداع استراتيجى. حان الوقت لنستدعى مقولة الإمام الشافعى: «ما حكَّ جلدَكَ مثلُ ظفرِكْ فتولَّ أنتَ جميعَ أمرِكْ»، ونتوقف عن تلمس حلول لأزماتنا عند غيرنا، لأن المتغطى بالمجتمع الدولى عريان. حان الوقت لندرك قوتنا الديموغرافية كأمة اسلامية، حيث نُمثِّل وحدنا نحو ربع سكان العالم «أكثر من 2 مليار نسمة». حان الوقت لنحول حكمتنا العربية الشهيرة: «فى الاتحاد قوة»، من القول إلى الفعل، ونوظف إمكاناتنا الهائلة ومصادر قوتنا من موقع استراتيجى وثروات نفطية وغازية، لسلاح يخدم مصالحنا وأداة ضغط تفتح لنا العقول والقلوب المُغلقة.