كالعادة بدأت صفحة أمريكية جديدة بالمنطقة وانطوت بسرعة على صفقات مالية ضخمة بين السعودية و(الدولة العميقة) فى الولاياتالمتحدة، مقدارها 460 مليار دولار، ولا عزاء لمواقع التواصل الاجتماعى إلا الكلام عن بنطال ميلانيا الأسود وشعرها المكشوف، ومجنون إيفانكا ترامب الذى طلب يدها من الملك فى حضور زوجها «على سنة الله ورسوله»! انتهت القمة الاسلامية العربية الأمريكية بصدور إعلان الرياض التاريخي، وسافر ترامب بأكبر صفقة فى التاريخ من الرياض إلى «القدس».. وبعد أن كانت أمريكا تملك 99 فى المائة من أوراق لعبة السلام (الضائع) صارت تملك نفس النسبة ولكن فى أوراق كل الألعاب الاقتصادية والسياسة والدينية، بمباركة 55دولة عربية وإسلامية بعد استبعاد روسيا التى تتعرض مثلنا للإرهاب وإيران الغائب الحاضر وصاحبة الدور المهم فى العراق وسوريا ولبنان، وفى نظرى لم يبق من القمة مايخصنا إلا هذه الكلمات التى أضع تحتها خطوطا: من كلمة الرئيس ترامب: كانت مصر مركزا مزدهرا للتعليم والإنجازات منذ آلاف السنين، وسبقت أجزاء أخرى من العالم. عجائب الجيزة والأقصر والإسكندرية هى مصدر فخر لهذا التراث القديم.. وتقع المنطقة بأكملها فى قلب الممرات الرئيسية فى قناة السويس والبحر الأحمر ومضيق هرمز.... وإمكانات هذه المنطقة أكبر الآن من أى وقت مضي. إذ أن 65 فى المائة من سكانها تحت سن الثلاثين. وكما الحال مع جميع الشباب والشابات، فهم يسعون لبناء مستقبل كبير، وللانضمام إلى مشاريع وطنية، وإيجاد منازل لعائلاتهم.. ولا يمكن أن يكون هناك تعايش مع هذا العنف. والإرهاب وبعد أن فاز ترامب بالصفقات التى يريدها كان من الطبيعى أن يقول: لكن دول الشرق الأوسط لا يمكنها انتظار تدمير القوة الأمريكية لهذا العدو (الإرهاب) بالنيابة عنهم... على أمم الشرق الأوسط أن تقرر نوع المستقبل الذى تريده لنفسها.. وهو خيار لا يمكن لأمريكا أن تأخذه بالنيابة عنكم. .. ومن مبادرة الرئيس السيسى التى طرحها بقوة للمرة الثالثة بشكل أقوى وأوضح: العنصر الأول فى المبادرة: تجديد الشراكة بين الدول العربية والإسلامية.. والولاياتالمتحدةالأمريكية.. قاطعا بذلك الطريق على أوهام دعاة صراع الحضارات.. «ولعلكم تتفقون معى فى وجود مصلحة أكيدة لنا جميعا فى ترسيخ هذه القيم الإنسانية.. كما أن لنا أيضاً دورا أساسيا فى التصدى لمسببات الشقاق والصراع والتطرف.. العنصر الثانى هو تعريف الإرهابى:..و.«أن الإرهابى ليس فقط من يحمل السلاح.. وإنما أيضا من يدربه.. ويموله.. ويسلحه.. ويوفر له الغطاء السياسى والأيديولوجى. ودعونى أتحدث بصراحة وأسأل: أين تتوافر الملاذات الآمنة للتنظيمات الإرهابية لتدريب المقاتلين.. ومعالجة المصابين منهم.. وإجراء الإحلال والتبديل لعتادهم ومقاتليهم؟ مَن الذى يشترى منهم الموارد الطبيعية التى يسيطرون عليها.. كالبترول مثلاً؟ مَن الذى يتواطأ معهم عبر تجارة الآثار والمخدرات؟ ومِن أين يحصلون على التبرعات المالية؟ وكيف يتوافر لهم وجود إعلامى عبر وسائل إعلام ارتضت أن تتحول لأبواق دعائية للتنظيمات الإرهابية؟ وبعد أن تساءل الرئيس عن مفهومه للإرهابى جالت الكاميرا على حاكم قطر وهو يبتسم فى خبث، وظهر الهلع على وجه ممثل أردوغان وهو يكاد يقول خذونى ، وثالث عناصر المبادرة .. وهو تجفيف منابع دعم الإرهاب... والقضاء على قدرة تنظيماته على تجنيد مقاتلين جدد.. فالمواجهة الناجحة للتنظيمات الإرهابية يجب أن تتضمن شل قدرتها على التجنيد واجتذاب المتعاطفين بتفسيراتٍ مشوهة لتعاليم الأديان.. تُخرجُها عن مقاصدها السمحة.. وتنحرف بها لتحقيق أغراض سياسية.ورابع عناصر المواجهة كما قال الرئيس : ...ملء الفراغ الذى ينمو وينتشر فيه الإرهاب.. يستلزم بذل كل الجهد.. من أجل استعادة وتعزيز وحدة واستقلال وكفاءة مؤسسات الدولة الوطنية فى العالم العربي. وتكريس مسيرة الإصلاح السياسى والاقتصادى والاجتماعي... وترسيخ مفاهيم دولة القانون والمواطنة واحترام المرأة وتمكين الشباب. وبقى خامس وأهم عنصر فى مكافحة الإرهاب والقضاء عليه. إلا من خلال تسوية القضية الفلسطينية عن طريق حل عادل وشامل ونهائى.. على أساس مبدأ حل الدولتين ومرجعيات الشرعية الدولية ذات الصلة.. بما يوفر واقعاً جديداً لجميع شعوب المنطقة.. تنعم فيه بالازدهار والسلام والأمان.. فضلاً عن هدم أحد الأسانيد التى يعتمد عليها الإرهاب فى تبرير جرائمه البشعة. فهل اتفق المجتمعون على معنى الإرهابى وهل اتفقوا على المقاربات التى طرحها الرئيس السيسى وماذا عن الإرهاب الذى تمارسه إسرائيل ؟! ولا أملك إلا أن أشد على يد الرئيس باستمرار مواجهة الإرهاب بالرؤية المصرية وفقا لأمننا القومى لأنهم لم يتفقوا على معاقبة الدول الراعية للإرهاب كما أنهم اتفقوا على تشكيل قوة ردع قوامها 43 الف جندي، أرجو ألا تكون مهمتها حراسة تقسيم العراق وسوريا الذى يتم الآن على نارمستعرة، وأما التمويل وإرهاب سيناء ومواجهة اللعب فى ليبيا: وما حك جلدك مثل ظفرك / فتول أنت شئون أمرك. لمزيد من مقالات أنور عبد اللطيف;