في حوار خاص على هامش احتفالات عيد الاستقلال الهندي ال79 في أجواء احتفالية مفعمة بالحيوية والألوان الهندية التقليدية، وعلى هامش احتفالات السفارة الهندية بعيد الاستقلال ال79، أجرت "بوابة أخبار اليوم" حوارًا مع السفير الهندي في مصر سوريش كي ريدي، الدبلوماسي المحنك الذي حمل رسالة بلاده عبر رحلة دبلوماسية ثرية امتدت عبر قارات وثقافات متنوعة؛ من مسقط وأبوظبي وإسلام آباد، مرورًا بسفارته في العراق ورابطة آسيان والبرازيل، وصولاً إلى القاهرة، جلب السفير ريدي معه خبرة دبلوماسية واسعة وفهمًا عميقًا للعلاقات الدولية. اقرأ أيضا: السفير الهندي: من سعد زغلول وغاندي إلى السيسي ومودي.. شراكتنا تاريخية ونتطلع للمستقبل وفي هذا الحوار الخاص، تطرق السفير إلى رؤيته للعلاقات المصرية الهندية العريقة، وآفاق التعاون المستقبلي بين البلدين، كاشفًا عن جوانب شخصية طريفة حول تجربته الثقافية والطعام في مختلف البلدان التي خدم بها. سعادة السفير، نود أن نسألكم بصفتكم دبلوماسي خدم أولاً في الهند ثم في أماكن متعددة حول العالم كيف يمكن لهذه الرحلة الدبلوماسية الطويلة أن تساعدكم في إثراء وتطوير العلاقات المصرية الهندية؟ كما تعلمون، مصر عضو مهم جداً في المجتمع العالمي. نحن نقدر ونثمن حقًا الدور الذي تلعبه مصر ليس فقط على المستوى الإقليمي بل على المستوى العالمي أيضًا. لذلك نحن سعداء جداً بالشراكة مع مصر في مجموعة العشرين. لقد دعونا مصر كدولة ضيف في قمة مجموعة العشرين عام 2023، وكان شرفًا عظيمًا لنا أن نرحب بفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي في الهند. والآن نحن سعداء جداً أيضًا لدعم عضوية مصر في مجموعة بريكس، وتلك منصة مهمة أخرى بالنسبة لنا للعمل معًا. وما أجده هنا بعد قدومي هو عالم مليء بالفرص. كما تعلمون، مصر دولة كبيرة، ذات تعداد سكاني كبير، واقتصاد ديناميكي. لذلك وجدت الكثير من الفرص للتعاون في قطاعات مختلفة. العلاقات المصرية الهندية لها جذور تاريخية عميقة تبدأ من عصر الإمبراطور أشوكا وأيضًا حركة عدم الانحياز، في الذكرى ال79 لاستقلال الهند، كيف ترون تطور هذه العلاقة من النضال المشترك ضد الاستعمار وحتى بداية الشراكة الحديثة؟ كما قلتم بشكل صحيح، إنها شراكة تاريخية جداً بين الهند ومصر. إذا تذكرتم، حتى سعد زغلول والمهاتما غاندي كانا على تواصل مع بعضهما البعض. ومن هناك عندما أصبحنا مستقلين، كنا شركاء في حركة عدم الانحياز. كما تعلمون، كنا نكافح معًا ضد الاستعمار، ونُظهر التضامن مع الجنوب العالمي. ومنذ ذلك الحين لدينا اليوم شراكة استراتيجية خاصة جداً. شراكة استراتيجية تحت قيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. وما نحاول القيام به هو أننا نحاول بناء شراكة تتطلع إلى الأمام، شراكة مستقبلية. تعكس ما هي الهند اليوم كرابع أكبر اقتصاد ودولة رائدة في التكنولوجيا. وبالمثل مصر التي هي رائدة في المنطقة ولديها اقتصاد كبير عالي الديناميكية ومجموعة مواهب غنية. كيف تقيمون إمكانات الاستثمار المتبادل وما هي القطاعات الواعدة التي يمكن للهند التركيز عليها في الأيام القادمة؟ هناك الكثير من القطاعات التي توجد بها فرص واعدة كثيرة. نحن نعزز بنشاط التعاون في مجال الطاقة المتجددة. لدينا مشروعان كبيران يجريان في مجال الطاقة المتجددة. كما أننا نتشارك أيضًا في التكنولوجيا الرقمية. وعندما ننظر إلى التحديات العالمية من ناحية التغير المناخي أو التنمية المستدامة، فإننا نعمل معًا بشكل طبيعي، ونتشارك الخبرات. نحن أعضاء في التحالف الدولي للطاقة الشمسية. نحن شركاء في التحالف من أجل البنية التحتية المقاومة للكوارث. ونحن شركاء في العديد من المنصات في العمل معًا لدعم الجنوب العالمي. بعد رحلة دبلوماسية طويلة خدمتم خلالها في مسقط وأبوظبي وإسلام آباد والعراق ورابطة آسيان والبرازيل والآن في مصر، أي مطبخ من هذه البلدان والمناطق ترك أكبر تأثير على ذوقكم الشخصي؟ وهل نجحت الأطباق المصرية في كسب قلبكم ومعدتكم أيضًا؟ إنه سؤال ممتع، لأن هناك فعلاً الكثير من الأطباق المصرية الرائعة التي أستمتع بتناولها. المطبخ المصري لا يقتصر فقط على الفول والطعمية، فبجانب هذين الطبقين التقليديين، هناك أطباق متنوعة مثل البابا غنوج والبامية والعديد من الأطباق الأخرى اللذيذة. والأهم من ذلك كله الكشري والطعمية. الكشري طبق شائع جداً، الجميع يعرفه ويحبه. بالتأكيد أنصح بشدة أصدقائي الهنود بتجربة الكشري عندما يزورون مصر، فهو طبق فريد وله طعم مميز لن ينسوه.