الذكاء الاصطناعى ليس عدوًا ولا بديلًا، بل أداة تحتاج إلى تأطير شرعى وعقلي، وتكامل بين المعارف لضمان بقاء الفتوى منضبطة وأصيلة فى ظل تطورات متسارعة قد يستخدم فيها الروبوت كمفت بديل.. ربما تكون هذه هى خلاصة المؤتمر الدولى العاشر لدار الإفتاء والأمانة العامة لهيئات الإفتاء العالمية والذى اختتم أعماله أمس الأول فى القاهرة برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى وبمشاركة دولية واسعة. وحمل البيان الختامى للمؤتمر والذى ألقاه د.نظير عياد مفتى الجمهورية تأكيدات على مركزية القضية الفلسطينية، واعتبار نصرة غزة فريضة دينية ووطنية. ودعا المفتى إلى وَحدة الصف الإسلامي، ونبذ الخلافات، وتعزيز الأخوة بين علماء الأمة. وطالب باعتماد أعلى معايير الدقة والضوابط الشرعية والأخلاقية فى الفتوى الرقمية. وأكد على دور المؤسسات الإفتائية الرسمية فى مواجهة الفتاوى المغلوطة، وضرورة وضع أطر أخلاقية صارمة لاستخدام الذكاء الاصطناعى مستمدة من النموذج المعرفى الإسلامي. اقرأ أيضًا| رئيس مجلس الشيوخ يزور شيخ الأزهر لتقديم واجب العزاء في شقيقته ودعا لاستثمار التقدم العلمى فى تطوير تطبيقات تخدم الإفتاء وتيسر الوصول للفتوى الموثوقة، وإنشاء برامج بحثية متخصصة لاستشراف قضايا المستقبل الفقهية. وشدد على ضرورة التأهيل المزدوج للمفتين: شرعى وتقني، ودمج مهارات الذكاء الاصطناعى فى التدريب، وتطوير البنية الرقمية لدور وهيئات الإفتاء وتعزيز التواصل الإفتائى العالمي، وتعزيز التعاون بين هيئات الإفتاء ومراكز البحث والمؤسسات الأكاديمية والتقنية. وأكد أهمية مواجهة خطاب الكراهية والتطرف الرقمى بتقنيات رصد المحتوى وتوعية المجتمع. ودعا لدعم التعايش السلمى وتعزيز الفتوى كوسيلة للحوار بين الثقافات والأديان، وتشجيع تطوير أدوات الذكاء الاصطناعى فى خدمة الفتوى المعتدلة بلغات متعددة، ودعم البحث العلمى التطبيقى فى مجال الإفتاء الرقمى وتكامل العلوم الشرعية والتقنية، بالإضافة إلى إطلاق برامج توعية حول مخاطر الفتاوى غير الموثوقة وتوجيه الجمهور للمصادر الرسمية. شهد المؤتمر خمس ندوات علمية وعدة ورش عمل آخرها ورشة «مركز الاستشراف الإفتائي» بالمؤتمر العالمى العاشر للإفتاء والتى كانت بمثابة عصف ذهنى لاستشراف مستقبل الإفتاء فى ظل التطورات المتوقعة للذكاء الاصطناعى وفيها طالب د.محمود صابر عرفات بضرورة التشريع لتجريم أفعال الشخصيات الافتراضية. كما ناقشت ندوة تكنولوجيا المعلومات «ضوابط استخدام أدوات البحث الرقمى والذكاء الاصطناعى المساعد فى تحضير الفتوى». وفيها أعلن اللواء محمد علاء، مستشار دار الإفتاء لتكنولوجيا المعلومات، أن الدار تعمل على مشروع مشترك مع أكاديمية البحث العلمى وجامعة النيل لمواجهة الفتاوى المحرَّفة عبر تطوير أدوات تقنية ترصد الزيف والتلاعب بالنصوص الدينية. وقدمت الورشة رسائل منها أن الذكاء الاصطناعى أداة مساعدة وليس بديلًا للمفتى ودعت لضرورة توظيفه ضمن ضوابط شرعية وقانونية وأخلاقية صارمة. وأوضحت أن الحل يكمن فى التوازن: بين كفاءة التقنية، وحكمة المفتي. اقرأ أيضًا| مكافحة الإدمان.. ندوة توعوية بمحكمة شرق الإسكندرية الإبتدائية وشهد المؤتمر إطلاق «وثيقة القاهرة» كأول ميثاق شرعى وأخلاقى لاستخدام الذكاء الاصطناعى فى الفتوى، والتى صاغتها الأمانة العامَّة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم؛ لتكون مرجعًا أخلاقيًّا وشرعيًّا شاملًا على المستوى العالمي؛ لتحديد الضوابط والآليات الكفيلة بضمان إصدار فتاوى رشيدة فى البيئة الرقمية المعاصرة.