أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، عن رفضه القاطع لفكرة حل الدولتين، واصفا إياها بوهم الدولتين الذي يشكل خطرا وجوديا على إسرائيل. وفي تصريحات أدلى بها لوسيلة إعلام إسرائيلية، حذر ساعر من أن الاعتراف بدولة فلسطينية سيضع إسرائيل ضمن حدود "غير قابلة للدفاع"، معتبرا أن مثل هذه الخطوة ستكون بمثابة "انتحار" لها. واستند ساعر في موقفه إلى تجربة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، المعروفة ب"خطة فك الارتباط"، حيث أشار إلى أن إسرائيل فككت مستوطناتها ومعسكراتها العسكرية، بل وحتى المقابر، لكن ذلك أدى إلى ظهور شبكة حماس. وأضاف: "وبعد سيطرة حماس عليها عام 2007، تعرضنا لهجمات صاروخية متكررة، حتى وصلنا إلى أحداث 7 أكتوبر". وانتقد ساعر اتفاقيات أوسلو التي أُبرمت في عهد الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، والتي كانت تهدف إلى إلزام السلطة الفلسطينية بمنع الحرب ضد إسرائيل. وقال: "لم تفِ السلطة الفلسطينية بالتزاماتها الأمنية، فبدلا من مكافحة الإرهاب، تحولت المناطق التي انسحبنا منها إلى قواعد للهجوم على إسرائيل، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الأمنية". وحذر ساعر من تداعيات إقامة دولة فلسطينية تتمتع بالسيطرة على حدودها والمجال الجوي والعلاقات مع دول أخرى، معتبرا أن ذلك سيشكل تهديدا مباشرا لأمن إسرائيل. وأردف: "الدول التي تدعم هذا الحل لا تتحمل عواقبه، بينما إسرائيل هي التي ستدفع الثمن". وختم ساعر تصريحاته بالتأكيد على أن حل الدولتين فقد شعبيته داخل إسرائيل بسبب التجارب السابقة، واصفا إياه بأنه "شعار دولي" لا يعكس الواقع. وقال: "من قال إن حل الدولتين هو الحل؟ ربما هو المشكلة، وأنا أسميه وهم الدولتين". وكان وزراء خارجية 15 دولة غربية من بينها فرنسا وإسبانيا قد طالبوا، الشهر الماضي، بالاعتراف بدولة فلسطين ووقف إطلاق النار في غزة. وقوبل إعلان عدد من الدول الغربية اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين، رفضا واستنكارا من جانب إسرائيل والولاياتالمتحدة. واعترفت 147 دولة بدولة فلسطين، بما فيها روسيا، بينما لم تعترف الولاياتالمتحدة بدولة فلسطين.