فى عام 2008 انطلقت أعمال المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، ومنذ ذلك الوقت تتعاون مع مصر فى تمويل التجارة، للمساهمة فى تحقيق الأمن الغذائى وأمن الطاقة، ومساعدة الصادرات المصرية على الدخول للأسوق الإفريقية، والمساهمة فى برامج تمكين المرأة والشياب، حيث تجاوزت قيمة التمويلات المعتمدة من المؤسسة لمصر منذ بداية التعاون بينهما 22 مليار دولار ، وهو ما يؤكد مكانة مصر كأحد أكبر الشركاء الاستراتيجيين للمؤسسة.. وبمناسبة تولى المهندس أديب الأعمى رئاسة المؤسسة مؤخرا وقيامه بأول زيارة رسمية لمصر- بعد توليه المنصب - تم إجراء هذه الحوار الذى يكشف خلاله عن خطط المؤسسة المستقبلية للتعاون مع مصر فى مختلف المجالات. اقرأ أيضًا| 1.455 مليار دولار تمويلات للطاقة المصرية من المؤسسة الإسلامية خلال 2025 بعد توليكم رئاسة المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة مؤخرا كيف ترى مجالات التعاون الحالية مع مصر؟ أجاب أديب الأعمي: منذ انطلاق أعمال المؤسسة فى عام 2008 رسخت المؤسسة مكانتها كشريك تنموى واستراتيجى رئيسى لمصر، مستندة إلى شراكة وثيقة امتدت لعقود ضمن مجموعة البنك الإسلامى للتنمية، التى تمثل المؤسسة ذراعها التخصصى فى مجال تمويل وتنمية التجارة، ومن هذا المنطلق حرصت المؤسسة على أن تواكب أولويات مصر الوطنية، والمتمثلة فى بناء اقتصاد تنافسى ومتنوع، وتحقيق الأمن الغذائى وأمن الطاقة، مع التركيز على التمكين الاقتصادى للفئات الحيوية فى المجتمع مثل الشباب والمرأة، وتتنوع مجالات التعاون لتشمل فى المقام الأول تمويل التجارة، خاصة تمويل احتياجات مصر من المنتجات البترولية والسلع الغذائية الاستراتيجية، وهو تعاون يعكس إدراك المؤسسة لأهمية هذه القطاعات فى تحقيق الاستقرار الاقتصادى والاجتماعي، وبفضل هذا التعاون استطاعت مصر أن تؤمن استدامة سلاسل الإمداد الحيوية، وتخفيف حدة الأزمات العالمية على السوق المحلية، وهو ما يتماشى مع أهداف مصر فى الحفاظ على أمن الطاقة والغذاء، وتجاوزت قيمة التمويلات المعتمدة من المؤسسة لمصر منذ بداية التعاون أكثر من 22 مليار دولار ، وهو رقم يكرس مكانة مصر كأحد أكبر الشركاء الاستراتيجيين للمؤسسة.. وأضاف الأعمي: وفى مجال تنمية التجارة عملت المؤسسة جنبًا إلى جنب مع الوزارات والهيئات المصرية المختصة على إطلاق وتنفيذ برامج نوعية تهدف إلى تمكين المصدرين المصريين من الوصول إلى الأسواق الإقليمية والدولية، وقد كان لبرنامج جسور التجارة العربية الإفريقية (AATB) دور بارز فى هذا الإطار، حيث حيث أتاح للمصدرين المصريين فرصًا عملية للتوسع فى الأسواق الإفريقية والعربية، مدعومًا بخدمات الدعم الفنى والتجاري، مع التركيز على تطوير سلاسل القيمة وتعزيز التنافسية. دعم رائدات الأعمال وقال أن المؤسسة حرصت على إدماج بُعد التمكين الاقتصادى للمرأة والشباب فى كافة تمويلاتها فى مصر، إدراكًا منها لدور هذه الفئات فى تحقيق النمو الشامل والمستدام، وفى هذا السياق تعاونت المؤسسة مع شركاء دوليين ومحليين فى مبادرات مثل «المرأة فى التجارة» و»SHETRADES» تحت مظلة المرحلة الثانية من برنامج مبادرة المساعدة من أجل التجارة للدول العربية (آفتياس 2.0) التى هدفت إلى دعم رائدات الأعمال المصريات وربطهن بفرص التجارة الدولية، فضلاً عن برامج تنموية مثل «خطوة نحو التصدير» التى ركزت على تمكين الشباب ورواد الأعمال فى مصر، وقد جاءت هذه المبادرات مكملة لجهود الدولة فى تعزيز دور المرأة والشباب فى الاقتصاد، بما يتوافق مع مستهدفات العدالة الاجتماعية والتنمية البشرية فى رؤية مصر 2030، وبذلك فإن العلاقة بين المؤسسة ومصر ليست علاقة تمويلية تقليدية فحسب، بل هى شراكة تنموية متكاملة تجمع بين تمويل التجارة، ودعم التنمية الاقتصادية، وبناء القدرات، بما يخدم تطلعات مصر نحو تنمية مستدامة وشاملة تتماشى مع موقعها ومكانتها فى الإقليم والعالم. ما حجم الاتفاقيات الموقعة بين المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة وجمهورية مصر العربية؟ وقعت المؤسسة خمس اتفاقيات إطارية مع مصر منذ عام 2008، بلغ مجموعها 9.2 مليار دولار، وقد تمت الموافقة على 40 عملية تمويلية بقيمة 13.8 مليار دولار تحت الاتفاقية الخامسة التى تم تجديدها عام 2022 لمدة خمس سنوات إضافية، مع زيادة الحد الائتمانى إلى 6 مليارات دولار، وتبرز هذه الاتفاقيات دور المؤسسة كشريك تمويلى رئيسى لمصر فى مجالات الطاقة والأمن الغذائى وتنمية التجارة. تمويل الطاقة وماذا عن أبرز نتائج تمويل دعم الطاقة فى مصر والمقدم من المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة؟ لعبت المؤسسة دورًا محوريًا فى دعم قطاع الطاقة المصري، حيث بلغت التمويلات المقدمة للهيئة المصرية العامة للبترول فى عام 2025 نحو 1.455 مليار دولار ساعدت هذه التمويلات فى تأمين احتياجات مصر من المنتجات البترولية، بما يسهم فى استقرار الاقتصاد الوطنى ودعم القطاعات الصناعية والخدمية ويعزز أهداف الرؤية فى ضمان أمن الطاقة كركيزة للتنمية المستدامة. ما تفاصيل برنامج المؤسسة بخصوص تمويل قطاع الأمن الغذائى فى مصر؟ فى إطار التزامها بدعم الأمن الغذائى قدمت المؤسسة تمويلات بقيمة إجمالية 7.5 مليار دولار للهيئة العامة للسلع التموينية منذ بدء التعاون، ويهدف هذا التمويل إلى تأمين واردات السلع الغذائية الأساسية، خاصة القمح والسكر والزيت. ما أبرز نتائج برنامج مبادرة المساعدة من أجل التجارة للدول العربية، واهم المحطات هذا البرنامج ؟ يُعد برنامج مبادرة المساعدة من أجل التجارة العربية « آفتياس» أحد البرامج الإقليمية الرائدة التى تستهدف دعم التجارة العربية وتعزيز قدرتها التنافسية، وتعتبر مصر من الدول المؤسسة والمشاركة بفاعلية فى جميع مراحل البرنامج منذ انطلاق مرحلته الأولى فى عام 2014، وفيها شاركت مصر فى تنفيذ مشروعات متعددة هدفت إلى بناء القدرات وتحسين بيئة الأعمال وتطوير المهارات فى مجالات التجارة الدولية، وكان لها حضور فعال فى المشروعات الموجهة لتنمية الصادرات، وفى المرحلة الثانية «أفتياس 2.0»، التى أطلقت فى 2021 شاركت مصر بمشروعات استراتيجية أبرزها: مشروع «خطوة نحو التصدير» الذى أسهم فى تدريب مئات المصدرين المصريين على آليات النفاذ إلى الأسواق الخارجية، ومشروع «المرأة فى التجارة – المرحلة الثانية» والذى تم توقيع اتفاقيته فى نوفمبر 2023، ويهدف إلى تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها فى التجارة الدولية، وتأتى هذه المشاركات متوافقة مع أهداف رؤية مصر 2030 فى مجالات تنمية التجارة الخارجية، وتمكين المرأة، وتعزيز القدرات التصديرية، وتستهدف المرحلة المقبلة تعميق الشراكة مع البرنامج لتنفيذ مزيد من المشروعات ذات القيمة المضافة للاقتصاد المصري. أول زيارة رسمية لمصر ماذا عن تفاصيل اللقاءات مع الوزراء المصريين وجهود التعاون المستقبلية بين المؤسسة والحكومة المصرية؟ مازلنا نعمل فى إطار الاتفاقية الإطارية الخامسة التى تم تجديدها فى عام 2022، ولقد شرفت خلال زيارتى الرسمية الأولى لمصر بلقاء رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والذى تمحور على التعاون الناجح بين مصر والمؤسسة، كما تم اللقاء مع الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى ومحافظ مصر لدى البنك الإسلامى للتنمية، و أحمد كجوك وزير المالية، والدكتور شريف فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية، والمهندس كريم بدوى وزير البترول والثروة المعدنية وبحثنا زيادة التعاون خلال الفترة المقبلة خاصة فى مجالات الطاقة والأمن الغذائى وتمكين المرأة ودعم المصدرين من أجل المساهمة فى التنمية الاقتصادية فى مصر. ما أبرز خطط المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة فى السنوات القادمة تجاه مصر والدول الأعضاء؟ تركز المؤسسة فى خططها القادمة على تعزيز الشراكة مع مصر من خلال توسيع برامج التمويل ودعم استدامة سلاسل الإمداد، وتنفيذ مشروعات تنمية التجارة مع التركيز على الأمن الغذائى والطاقة والتنمية الصناعية، ومواصلة دعم الصادرات المصرية من خلال برامج جسور التجارة العربية الإفريقية والأفتياس، وإطلاق مبادرات جديدة تستهدف تمكين القطاع الخاص وتعزيز قدرات الشباب والمرأة، وتلتزم المؤسسة بتوسيع نطاق شراكاتها الإقليمية والدولية من أجل تحقيق التنمية المستدامة ودعم الدول الأعضاء فى مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.