تزداد الأوضاع الإنسانية سوءًا مع مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلى استهداف خيام النازحين ومنتظرى المساعدات، إذ أكدت مصادر فى مستشفيات غزة على استشهاد نحو 40 فلسطينيًا فى غارات إسرائيلية على عدة مناطق بينهم 9 من منتظرى المساعدات. وحذر رئيس شبكة المنظمات الأهلية فى غزة من أن 200 ألف طفل فى القطاع يعانون من سوء التغذية الحاد، مشيرًا إلى أن النساء الحوامل يعشن ظروفًا بالغة القسوة بسبب سوء التغذية. اقرأ أيضًا | تقرير أممي: أكثر من 86% من أراضي غزة الزراعية مدمرة.. والمجاعة تفتك بالأطفال وأشار مجمع ناصر الطبى إلى وفاة طفل من مدينة خان يونس نتيجة سوء التغذية وعدم توافر العلاج، لترتفع بذلك حصيلة ضحايا التجويع من الأطفال إلى 97 منذ بداية الحرب فى أكتوبر 2023. وقال مدير الإغاثة الطبية فى غزة إن القطاع يحتاج إلى 600 شاحنة مساعدات يوميًا لمواجهة المجاعة. وأكد المدير العام لجمعية العودة فى غزة على أن المنظومة الصحية الآن فى أضعف حالاتها وتعمل بأقل من 20% من طاقتها. وأعلنت وزارة الصحة بغزة أن 100 شهيد و603 إصابات وصلوا امستشفيات القطاع خلال ال24 ساعة الماضية، لترتفع بذلك حصيلة العدوان الإسرائيلى إلى 61٫258 شهيدًا 152٫045 إصابة منذ أكتوبر 2023. فى غضون ذلك، واصلت مصر إغاثة غزة وأطلقت قافلة المساعدات الإنسانية العاشرة لصالح القطاع المنكوب، تحتوى على عشرات الآلاف من الأطنان من الأجهزة الطبية ومستلزمات غذائية وأدوية وأطعمة معلبة ومياه كجزء من الجهود الإغاثية المستمرة لإيصال المساعدات الأساسية إلى القطاع المحاصر، إذ تُعد هذه الشحنات شريان حياة لسكانه. وتواصل مصر جهودها لتوفير المواد الإغاثية الغذائية والطبية العاجلة لمواجهة «حرب التجويع» التى يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطينى بقطاع غزة. من جهته، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن الاحتلال الإسرائيلى قصف أكثر من 500 مدرسة تؤوى نازحين فى قطاع غزة منذ بدء العدوان فى أكتوبر 2023، مما أدى إلى استشهاد مئات المواطنين، وتدمير المدارس جميعها أو إلحاق أضرار جسيمة فيها. وأوضحت المنظمة فى بيانها أن قصف الاحتلال للمدارس التى تحولت إلى ملاجئ يأتى ضمن الهجوم العسكرى الذى يدمر معظم البنية التحتية المدنية المتبقية فى غزة، ويهجّر مجددًا مئات آلاف الفلسطينيين، ويفاقم الوضع الإنسانى المتردى. ودعت المنظمة إلى حظر توريد الأسلحة إلى إسرائيل، واتخاذ إجراءات عاجلة أخرى لإنفاذ «اتفاقية الأممالمتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها». فى واحدة من أشد الإدانات الصادرة من بروكسل ضد إسرائيل، قالت نائبة الرئيس التنفيذى للمفوضية الأوروبية، تيريزا ريبير، إن ما يتعرض له سكان قطاع غزة يشبه إلى حد كبير الإبادة الجماعية. من جانبه، قال وزير الخارجية الإسبانى خوسيه مانويل ألباريس إن التهجير ومنع الغذاء والدواء وتدمير البنية التحتية والمستوطنات كلها عوامل تدفع غزة والضفة إلى وضع حرج.