وسط حالة من الترقب بالداخل والخارج، يعقد المجلس الوزارى الأمنى الاسرائيلي المصغر «الكابينت» اجتماعا مصيريا لمناقشة خطة عسكرية إما لاحتلال قطاع غزة أو الحصار، وسط تحذيرات من خسائر فادحة ستلحق بالأسرى والجنود، وذلك تزامنا مع تنظيم عائلات الأسرى مظاهرات أمام مقر انعقاد الجلسة. وكشفت القناة ال12 الإسرائيلية جزءا من تفاصيل الخطة التى يعارضها رئيس الأركان إيال زامير، واصفا إياها بالفخ الإستراتيجي. اقرأ أيضًا | إسرائيل كاتس يدعم رئيس أركان جيش الاحتلال بعد انتقاده من يائير نتنياهو وأشارت إلى أن الحديث يدور عما وصفته بمناورة برية تمتد من 4 إلى 5 أشهر، وفق تقديرات واضعى الخطة التى سيتولى تنفيذها من 4 إلى 6 فرق عسكرية. وأشارت إلى أن هناك هدفين رئيسيين للخطة، أحدهما يتعلق باحتلال مدينة غزة والمخيمات الواقعة فى وسط القطاع، فى حين يتمثل الثانى فى تهجير السكان، أو ما وصفته بدفع سكان القطاع جنوبا بهدف تشجيعهم على الخروج من القطاع. ومن المتوقع أن يُحذّر زامير فى النقاش من أن احتلال القطاع، وخاصةً دون قرارٍ واضحٍ بشأن «اليوم التالي»، قد يُصبح مُعقّدًا ويُؤدّى إلى نتيجةٍ مُعاكسةٍ لما تسعى إليه القيادة السياسية، بل إنه أخبر مُقرّبيه فى الأيام الأخيرة أن «احتلال القطاع سيُغرق إسرائيل فى دوامةٍ من الفوضى». وبشأن المواقف من الخطة التى تثير خلافات بين المؤسستين السياسية والعسكرية فى إسرائيل، قالت القناة إن وزير الخارجية جدعون ساعر، ورئيس حزب شاس الدينى أرييه درعي، يدعمان موقف زامير ويرفضان توسيع الحرب على غزة. تزامنا مع ذلك، تستعد عائلات الأسرى إلى التظاهر أمام مقر انعقاد الجلسة فى القدس وهاجمت أمهات أسرى إسرائيليين رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، واتهمنه باستغلال مأساتهن. وطالبت عائلات الأسرى رئيس الأركان بإعادة أبنائها المخطوفين وإنهاء الحرب. وقالت العائلات إن 80% من الشعب يدعمون اتفاقا لإعادة المخطوفين وإنهاء الحرب. وأضافت العائلات أن أى قرار لا يتضمن إعادة المخطوفين ووقف الحرب فهو ضد إرادة الشعب. وقالت والدة الأسير الإسرائيلى بغزة، متان تسانجاوكر، إن نتنياهو عرقل صفقة تبادل الأسرى مستغلا ألم عائلات المخطوفين، مشيرة إلى أن هذه الليلة ستكون ليلة مصيرية وحاسمة فى حياة دولة إسرائيل. من جانبه، حذر رئيس الحزب الديمقراطى الإسرائيلى «يائير جولان» من أن خطة احتلال قطاع غزة، ستؤدى إلى مقتل جميع الأسرى الإسرائيليين. وقال جولان فى مقابلة مع يديعوت أحرونوت إن قضية إدارة غزة برمتها ستقع على عاتق الجيش الإسرائيلي، وما هى التكاليف؟ مقتل جميع الأسرى وموت عشرات ومئات الجنود». وأكد جولان على أن الحكومة تجر البلاد إلى حرب لا داعى لها، داعيا الاسرائيليين إلى إغلاق البلاد وشل الاقتصاد. وبشأن مفاوضات صفقة التبادل، وجه ممثلو الدول الوسيطة فى المفاوضات انتقادات لإسرائيل، واتهموها بإفشال الاتفاق فى مرحلة كانت فيها الاتفاقية على وشك التوقيع. ووفقًا لمعلومات حصلت عليها القناة 12 الإسرائيلية، كشف مسئولون فى الدول الوسيطة فى الأيام الأخيرة عن صورة مختلفة عما عرضته إسرائيل. وقال هؤلاء الممثلون أن الاتفاق بين إسرائيل وحماس كان على وشك التوقيع - أقرب بكثير مما توحى به التصريحات الرسمية الصادرة عن تل أبيب. وكشفوا أنه، خلافًا للادعاءات المتداولة فى إسرائيل، لم تضع حماس مطالب مستحيلة. وبينما يُقرّون بأن حماس أثارت صعوبات خلال المحادثات، يُؤكّدون أن الخلافات لم تكن كافية لتبرير انهيار المفاوضات. وقال ممثلو الوسطاء إن «لم تكن هناك ثغرات لا يمكن سدها، وكان من الممكن حل الخلافات - سواءً فيما يتعلق بخرائط الانسحاب أو بالمسألة الإنسانية. وأوضح ممثلو الوسطاء أن المفاوضات لم تنهر بسبب ثغرات جوهرية، بل بسبب قرار إسرائيلى بوقفها. ويزعمون أنه من الممكن استئناف المفاوضات واستئناف التقدم، لكن حتى الآن، لا يوجد رد من تل أبيب. وفى غضون ذلك، كشفت صحيفة «ذا ماركر» الإسرائيلية عن الفشل الذريع للعملية العسكرية «عربات جدعون» فى قطاع غزة، والتى كلفت إسرائيل 25 مليار شيكل دون تحقيق أهدافها، بل وأدت إلى تعميق العزلة الدولية وتعزيز موقف حماس، مما دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتراجع عن موقفه الرافض لأى صفقة شاملة. وأكد التحليل المنشور فى الصحيفة العبرية أن العملية العسكرية «عربات جدعون» فشلت تمامًا فى تحقيق هدف نتنياهو بتحويل غزة إلى «موضوع ممل للعالم».