فى ظل تصاعد التحركات الخارجية لعناصر جماعة الإخوان المسلمين، وتجدد محاولاتهم لضرب استقرار الدولة المصرية عبر أدوات إعلامية وتمويلات مشبوهة، وخاصة بعد التظاهرات أمام السفارة المصرية بتل أبيب، يبرز الدور المحورى الذى لعبته الجماعة منذ نشأتها كأداة فى يد قوى خارجية تستهدف تفكيك مصر والمنطقة العربية. فمنذ تأسيسها عام 1928 على يد حسن البنا، ارتبطت الجماعة بعلاقات وثيقة مع أجهزة استخباراتية دولية، وعلى رأسها المخابرات البريطانية، التى دعمت حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان ماليًا ولوجستيًا لتأسيس تنظيم دينى بمظهر إصلاحى، لكنه يحمل أجندة سياسية معادية للدولة الوطنية الحديثة.. وبعد ما يقرب من قرن على التأسيس، تؤكد الشهادات أن الجماعة لا تزال تتحرك بإملاءات خارجية، حيث تتنوع مصادرها بين أنقرةولندن والدوحة، وتتلقى الدعم المالى والسياسى والإعلامى، فى محاولة مستمرة لإعادة إنتاج نفسها بعد فشلها الذريع فى حكم مصر خلال عام 2012، ثم سقوطها المدوى فى 2013.. يكشف خبراء الأمن الخلفيات الحقيقية لنشأة الجماعة، وأدوارها الخفية فى تنفيذ مخططات تخدم مصالح قوى إقليمية ودولية، على حساب وحدة واستقرار الدولة المصرية، وهو ما يضع الجميع أمام مسئولية وطنية لفضح هذه المخططات والتصدى لها. اقرأ أيضًا| نشأت الديهي: مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية يهودي واسمه «كوهين» يؤكد د. محمد نجم، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها عام 1928 على يد حسن البنا، كانت أداة فى يد قوى أجنبية، وعلى رأسها المخابرات البريطانية، التى كانت تحتل مصر فى ذلك الوقت. وقال نجم: «المؤسس حسن البنا كان على علاقة مباشرة بالمخابرات البريطانية، وهناك روايات موثقة تفيد بتلقيه مبلغ 500 جنيه من المخابرات كدعم أولى لتأسيس الجماعة، وهو مبلغ ضخم فى ذلك التوقيت، ما يعكس بوضوح النية فى استخدام الدين كغطاء لتحقيق أهداف سياسية ضد الدولة المصرية». وأضاف أن الجماعة منذ لحظات تأسيسها لم تتحرك بشكل مستقل، بل تلقت دومًا توجيهاتها من الخارج، وهو نهج مستمر حتى الآن. وتابع: «اليوم نرى لندن تحتضن عناصر الإخوان الهاربين، بل أصبحت ملاذًا آمنًا لهم، ويجرى توظيفهم من قِبل أجهزة استخبارات كبرى لتحقيق أجندات دولية فى المنطقة». وأوضح اللواء نجم أن الجماعة دائمًا ما تتحرك ضد الدولة المصرية، وتنفذ تحركاتها بتنسيق مع أجهزة استخبارات أجنبية مثل الموساد الإسرائيلى ووكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA). اقرأ أيضًا| فاروق المقرحى: عصابة تسعى لإسقاط الدولة ونشر الفوضى وقال: «المظاهرات التى نراها أمام السفارات المصرية فى الخارج، وعلى رأسها فى أوروبا، تقودها عناصر إخوانية توجهها هذه الأجهزة لخدمة أهداف محددة ضد الدولة المصرية». ووجّه نجم رسالة إلى الشعب المصرى قائلًا: «أحذر المصريين من تصديق هذه الجماعة أو التعاطف معها، فهم لا يمثلون الدين، بل يستخدمونه كغطاء لتحقيق مخططات خارجية تستهدف تفكيك الدولة، وتقسيم أراضيها، ضمن ما يُعرف بمخطط الشرق الأوسط الجديد، مؤكدًا أن جماعة الإخوان جماعة كاذبة، تبيع نفسها لأى قوة خارجية تسعى للنيل من استقرار مصر ووحدة أراضيها، ويجب أن نكون جميعًا على وعى بخطورة هذا التنظيم المتطرف. ومن جانبه أكد اللواء أشرف أمين، مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمنى، أن جماعة الإخوان المسلمين نشأت منذ بدايتها على أيدى جهات استخباراتية، مشيرًا إلى أن حسن البنا، مؤسس الجماعة، كانت له صلات مباشرة بالمخابرات البريطانية التى دعمت تأسيس الجماعة كأداة لضرب الدولة المصرية من الداخل تحت عباءة دينية. وأضاف أمين، أن جماعة الإخوان تعتمد منذ عقود على أكثر من نقطة ارتكاز، سواء من حيث التمويل أو الدعم السياسى والإعلامى، وهناك دول تُعد حاضنة رئيسية لهذا التنظيم، حيث تتم إدارة كثير من العمليات من الخارج، وجرى رصد وتوثيق آليات تمويلية عدة كانت تنقل الأموال إلى داخل مصر لدعم أنشطة الجماعة، خاصة خلال وبعد أحداث 2011. وأوضح أمين، أن الأجهزة الأمنية تمكنت خلال السنوات الماضية من إحكام السيطرة على الداخل، مما اضطر الجماعة إلى الاعتماد كليًا على التمويل الخارجى، مشيرًا إلى أجهزة استخباراتية دولية تلعب دورًا محوريًا فى دعم هذا التنظيم واستخدامه كورقة ضغط على مصر. وأشار إلى أن الجماعة حاولت مرارًا استخدام الأزمات الاقتصادية والضغوط الخارجية لتأليب الرأى العام، وذلك بعد فشلها فى الحشد الشعبى أو إعادة إنتاج نفسها سياسيًا. وقال: بعض الدول المتربصة بمصر تستغل هذه اللحظات للضغط على الدولة المصرية، إما عبر الإعلام أو عبر تحركات خارجية مشبوهة يقودها عناصر التنظيم فى أوروبا، مؤكدًا أن الإخوان يعملون بتنسيق خارجى واضح، ويجب التعامل معهم باعتبارهم أداة فى يد قوى معادية، وليسوا مجرد فصيل سياسى معارض.