هل تتخيل أن بإمكان عشاق المغامرة السفر بالسيارة من نيويورك إلى لندن في أقل من يوم واحد؟ هذا بالضبط ما يخطط له الملياردير الأمريكي إيلون ماسك عبر مشروعه الجديد «نفق الأطلنطي»، الذي سيربط بين قارتي أمريكا الشمالية وأوروبا لأول مرة في التاريخ! ماسك مهووس بهذه الفكرة التي تتلخص فى تصميم نفق تسير فيه السيارات والحافلات بسرعة فائقة تحت المحيط الأطلنطي، بتكلفة ضخمة جدًا تُقدّر ب20 تريليون دولار، وهو رقم يكفى لانتشال دول فقيرة من بؤسها وشقائها، وسيتم اعتماد تقنيات حفر متطورة لإنجاز هذا المشروع العملاق وسيعتمد إيلون ماسك فى تنفيذ هذا العمل الضخم على شركة «ذا بورينج كومباني» التابعة له. هناك من سيتبادر إلى ذهنه أسئلة عدة عن طريقة عمل هذا النفق، خصوصًا أن السرعة الفائقة يمكن أن تتسبب فى حوادث نتنج عن استعال النيران فى المركبات التى تعبر النفق، لكن ماسك أوضح أن المشروع سيعتمد على أنفاق مفرغة من الهواء (Hyperloop) لتقليل الاحتكاك، ما يسمح بقطع المسافة بين القارتين فى عدد قليل من الساعات بدلًا من رحلات الطيران التى تستغرق وقتًا طويلًا. والحقيقة أن مشروعًا من هذا النوع رغم أنه يمثل ثورة كبيرة وقفزة هائلة فى مجال وسائل النقل والمواصلات، فإن التحديات التى تنتظره أيضًا كبيرة، فضغط الماء تحت المحيط قد يصل إلى 370 ضعف الضغط الجوي، وفقًا لدراسات أعدها معهد «وودز هول لعلوم المحيطات» بالولايات المتحدة، ما يتطلب مواد بناء قوية جدًا، كما أن المشروع قد يواجه انتقادات بيئية بسبب تأثيره المحتمل على الحياة البحرية فى المحيط الأطلنطى، فهل سيسمح علماء العالم للسيد ماسك بأن يلعب ب«الكرة الأرضية»؟ دون إعطاء ضمانات كافية لعدم الإضرار بالبيئة؟ الأيام كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال.