فى أجواء طغى عليها الحس الوطنى والتنظيم المنضبط، شهدت مناطق فيصل والهرم بمحافظة الجيزة، فى اليوم الثانى من التصويت، إقبالًا كبيرًا من المواطنين الذين توافدوا منذ الصباح الباكر على مقار اللجان الانتخابية، لتتكون طوابير ممتدة أمام المدارس، تعكس وعيًا سياسيًا متصاعدًا وشعورًا بالمسؤولية لدى الناخبين. فى مدرسة الشهيد هشام شتا فى الهرم، بذل رجال الشرطة جهدًا واضحًا فى تيسير العملية الانتخابية، لا سيما مع تزايد أعداد الناخبين، وكان لافتًا الحضور الكثيف من فئة الشباب وكبار السن، الذين حرصوا على التواجد بكثافة والمشاركة بفعالية، كما برز وجود فرقة من الكشافة للمشاركة فى التنظيم وعزف الأغانى الوطنية.. لم يكن العمر عائقًا أمام المشاركة، حيث وقف الحاج عصام عبد الله، الذى تخطى الثمانين من عمره، مستندًا إلى عكازه الخشبى، منتظرًا دوره فى اللجنة، رفقة زوجته، فى مشهد مؤثر، ورغم ظروفه الصحية، أصر على الحضور، مؤكدًا أن الواجب الوطنى لا يسقط بالتقدم فى السن، وأن المشاركة حق ومسؤولية لا بد أن يؤديها كل مصرى فى ظل الظروف الدقيقة التى تمر بها البلاد.. فى لجنة مدرسة الصفا والمروة بفيصل، كان من بين المشاركين الحاجة «أم سميرة»، التى تخطت السبعين من عمرها، جاءت متكئة على عكازها رفقة نجلها للإدلاء بصوتها.. وفى الهرم، وتحديدًا أمام لجان مدرسة الشهيد الرائد أحمد خالد الحجار الثانوية بنين بمنطقة المساحة، تكررت المشاهد نفسها، بإقبال كبير وابتسامات تملأ الوجوه.. ورغم إصابتها بمشكلة صحية فى قدمها، أصرت سلمى شعبان، ربة منزل، على الحضور متحدية النصائح بعدم التحرك، وقالت بابتسامة فخر: «مش هنقدر نسيب بلدنا فى وقت زى ده، أنا نزلت رغم إنى بتعب من الوقوف، بس ده واجب وطني».