مهما مرت السنوات ستبقى حرب أكتوبر 73 وما حدث على أرض سيناء مصدر الهام وذكريات ترفض النسيان وكنزاً من الأحداث والمواقف تعكف على دراسته الجامعات ومراكز الأبحاث ويبقى للمصرى البسيط أن يفخر بمقاتلينا الذين أنهوا المقولة الإسرائيلية بأنهم الجيش الذى لا يقهر فكما قال الرئيس من فعلها فى أكتوبر قادر أن يفعلها اليوم وغداً . لم يتوقف ماقيل عن أكتوبر عن الخبراء والقادة العسكريين فكتب الأديب الراحل «نجيب محفوظ» إنه منذ السادس من أكتوبر تغير إيقاع الحياة و نبضها من حولنا بعد أن عبرت قواتنا المسلحة إلى سيناء وإلى آفاق المستقبل و خلفت وراءها كل ظلام اليأس و التمزق و الهزيمة و راحت ترسم خريطة جديدة للتاريخ الحديث».. وأضاف الأديب «يوسف السباعى» عبرنا الهزيمة و مهما تكن نتيجة المعارك فإن الأهم الوثبة فدائماً مصر روحها لا تنام و إذا هجعت قليلاً فإن لها هبة وزمجرة ثم قيام ..سوف نذكر فى تاريخنا هذه اللحظة بالشكر و الفخر،وقال الأديب «توفيق الحكيم « لقد تركت حرب أكتوبر 1973 آثاراً عميقة ليس على الشرق الأوسط فحسب ،حيث بددت عدداً من الأساطير والأوهام وتركت آثارها ليس على الاستراتيجية العربية والاستراتيجية الإسرائيلية والنظريات والتكنيكات العسكرية وإنما تركتها على عوامل أخرى مثل الروح المعنوية واستخدام الأسلحة بميدان القتال وسباق التسلح في الشرق الأوسط وعلى صعيد استخدام الأجهزة الإلكترونية . أعتقد أن أفضل ما أختم به مقالاتى عن انتصارات أكتوبر هى أقوال الأدباء والكتاب المصريين رواد الحرب الناعمة..ولاأنسى اعتراف الجنرال «شموئيل جونين» قائد جبهة سيناء من إن الدروس المستفادة من الإنجاز الهائل الذى حققه المصريون هو عبقرية ومهارة القادة والضباط الذين تدربوا وقاموا بعملية هجومية جاءت مفاجأة تامة وأظهر الجنود المصريون روحا معنوية عالية وأظهروا قدرات خيالية وأكدوا انسجامهم مع الآلات والمعدات .. وقال الجنرال «فارا هوكلى» مدير تطوير القتال فى الجيش البريطانى إن الجولة الرابعة أسفرت عن كارثة كاملة بالنسبة لإسرائيل فنتائج المعارك والانعكاسات التى بدأت تظهر تؤكد أهمية الانتصارات التى أنهت الشعور بالتفوق الإسرائيلى و جيشها الذى لا يقهر و أكدت كفاءة المقاتل المصرى وتصميمه و فاعلية السلاح الذى فى يده. فستبقى خبايا أكتوبر نتعلم منها على مر السنين.