تكريم النبوغ فى أمة ما أحد أدلة تحضرها، وتقدير الكفاءات فى أى من المجتمعات أحد ملامح رقيها، وسمات تقدمها، وبلادنا العريقة لطالما احتفت بالنابهين على مر عصورها، حيث تقدموا الركب دائمًا، وتصدروا المحافل فى شتى الأوقات، وانتدبتهم أمتهم ليكونوا لسان حالها، والمعبرين عن أحلامها، والمفصحين عن تطلعاتها، وفى عصرنا الحديث، وقف أمير الشعراء أحمد شوقى، وعميد البلغاء طه حسين، وتاج المفكرين عباس محمود العقاد، ورائد المسرح العربى توفيق الحكيم، ومفخرة المبدعين نجيب محفوظ، وساحر السرد يوسف إدريس، ومعهم مئات الأسماء المضيئة، دليلًا على أننا أمة تحتفى بالنابغين، وتقدم النابهين، لذا كان طبيعيًا جدًا أن تحرز مصرنا الأصيلة قصب السبق فى منح الجوائز التقديرية والتشجيعية بالمعنى الحديث للمصطلح، كأول دولة فى منطقتنا تحتفل بالمتميزين عبر تتويجهم بجوائز يخضع اختيار الفائزين بها لمقاييس علمية دقيقة، ومراحل تنظيمية ذات تقاليد ومعايير، وظلت الجوائز المصرية تُمنح دوريًا فى انتظام، حتى وصلت إلى محطة هذا العام، وقد أسفرت عن فوز أسماء كثير منها متوقع مثل أديبة الطفل المثابرة فاطمة المعدول، وعالم الاجتماع البارز د.أحمد زايد، والناقد الأدبى المخضرم د.أحمد درويش، والشاعر الكبير أحمد الشهاوى، والأكاديمية د.نيفين مسعد أستاذة العلوم السياسية، والباحث الحاد د.سامح فوزى، واسم الفنانة الراحلة مشيرة عيسى، ويضيق المقام عن الحصر، فهنيئًا لكل الفائزين، بتقدير مصر.. عبر أعرق الجوائز فى منطقة الشرق الأوسط بأسرها.