رغم التطور الرهيب فى التكنولوجيا، وظهور الموبايلات الذكية والإنترنت والتطبيقات التى جعلت كل الأمور أسهل وأسرع، إلا إن أغلبنا نحب الاحتفاظ بالأشياء القديمة، وهى أشياء ليس لها استخدام حاليا، اقرأ أيضا | علاقة مطربة الثمانينيات «زينب توفيق» بالأغنية اليونانية بكلمات مصرية ففى كل بيت تقريبًا سنجد صندوق خشب فى ركن بعيد أو درج مغلق من سنوات طويلة يوجد بداخله أشياء فقدت وظيفتها، لكن محتفظة بقيمتها فى قلوبنا، منها شرائط الفيديو التى تم تسجيل عليها حفلات العائلة، وحفلات الزفاف، فضلا عن شرائط الكاسيت التى كنا نسمعها أثناء السفر وفى المصايف، فكان لها متعة كبيرة، وأيضا جهاز الفيديو والكاسيت، وتليفون القرص كان له رنة مميزة، أو حتى الراديو القديم اللى كان يجتمع عليه العائلة، لسماع نشرات الأخبار والأغانى. - ذكريات الأشياء القديمة الأشياء القديمة ليست مجرد أدوات لم تعد تعمل، ولكنها شاهد على فترات من حياة كل إنسان، كل شريط كاسيت كان له ذكرى لرحلة، قصة حب، أو حتى وقت كنا نذاكر فيه، فتقول أميرة محمد فى العقد الثلاثينى: "التليفون القرص كنا ننتظر بجانبه لإنتظار مكالمة مهمة كان له متعة لا توجد الآن، حتى ألبومات الصور الورقية التى كنا نقوم بطبعها كان لها سحر خاص، عكس الصور الموجودة حاليا، فأصبحت موجودة بكثرة وفى أى وقت، ففقدت سحر صور زمان". ويضيف هشام إبراهيم فى العقد الأربعينى: "لسه محتفظة بشرائط الكاسيت اللى كنت بسجل عليها من الراديو وأنا فى إعدادى، يمكن مبقاش لها استخدام دلوقتى، لكن مش قادر أرميها، بحس إنها فيها جزء منى". وتؤكد علياء السيد قائلة: "عندى فيديو قديم وكام شريط عليه مناسبات العيلة، كل فترة بطلّعهم وأشوفهم حتى لو مفيش جهاز يشغلهم، كفاية إنهم موجودين". أما نهى فؤاد فى العقد الثلاثينى تقول: "بستعمل تليفون القرص القديم كديكور فى الصالون، كل ضيف يدخل يسألنى عنه، بحس إنه بيحكى حكايات عن الزمن الجميل، فى بيوت كتير بنلاقى الحاجات القديمة دى مش مجرد متخزنة، لكن موجودة كجزء من الديكور، مثل راديو قديم فى الركن، ماكينة خياطة تراثية، أو حتى فانوس رمضان النحاسى، وجود الحاجات دى تعطى روح دافئة للمكان ودايما الضيوف يسألوا عن قصتها". الحاجة حنان محمد فى العقد الستينى تقول: "أنا عندى دولاب كبير ملئ بشرائط الكاسيت والفيديو القديمة، وجهاز الفيديو وجهاز الكاسيت، وعندى "تشط الغسيل النحاس" و"الهون النحاس"، ومش قادرة اتخلص من الحاجات الجميلة دى، كلها ذكريات جميلة عشتها مع أهلى وأولادى، وبفرجها لأحفادى". - التطور التكنولوجى يؤكد على لطفى قائلا: "التطور التكنولوجى بالطبع سهل الحياة، لكن فى المقابل سرق إحساس الإنتظار، اللهفة، والمتعة التى كانت موجودة زمان، تسجيل أغانى من الراديو كان له طعم مختلف، وفرحة إن "الشريط ميقطعش أو الصوت يكون نضيف"، دلوقتى بضغطة زر نسمع أى حاجة، لكن من غير تعب أو شغف زى زمان". - هل ممكن ترجع موضة؟ محمود عبدالله فى العقد السبعينى يقول: "فى ناس دلوقتى بتحاول ترجع تستخدم شرائط الكاسيت أو الكاميرات الفيلمية كنوع من استرجاع الإحساس القديم، أو حتى كتجربة فنية، ويوجد محلات تبيع حاجات قديمة وتحولت لتريند، وناس تجمعها كهواية، وأنا عندى حاجات كتير قديمة بس مش قادر استغنى عنها، رغم أن مبقاش لها استخدام، وفى ناس بتجمع الحاجات الأنتيكة دى وتروح تبيعها فى أماكن لبيع الأشياء القديمة، بصراحة وجود الأنتيكات القديمة حوالينا بيفكرنا إن كل حاجة لها وقتها وقيمتها، وإن حتى لو بطّلت تشتغل فهى بتكمل قصتنا وبتفكرنا إحنا كنا إيه وبقينا إيه".