في تصريحات حادة ومليئة بالتفاصيل، أعاد الإعلامي نشأت الديهي تسليط الضوء على دور مصر المحوري في مواجهة محاولات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، كاشفًا عن كواليس ضغوط دولية هائلة وكيف تصدت لها القاهرة بموقف صارم ومبدأ ثابت. اقرأ ايضا كيف منعت القاهرة تحويل غزة إلى مشروع عقاري؟ هجوم لاذع على حماس والإخوان: أين كنتم؟ بدأ الديهي حديثه خلال برنامجة بالورقه والقلم على قناة تن بتوجيه انتقادات مباشرة لحركة حماس، معتبرًا أنها مجرد ذراع من أذرع جماعة الإخوان المسلمين التي وصفها بالخلية الإخوانية التي أضرت بالقضية الفلسطينية. وبنبرة غاضبة تساءل: كنتوا فين حضراتكم لما غزة كانت خلاص صفقة وهتضيع؟ غزة كانت هتبقى مشروع تطوير عقاري.. أين كنتم؟. وأضاف أن حماس والإخوان وجهان لعملة رديئة صَدِئة، مؤكّدًا أن خطابهما ينسجم مع تصريحات متطرفين إسرائيليين مثل سموتريتش وبن غفير، معتبراً أن الجماعة لم يعد لها إلا التشرذم كالحشرات في أسقاع الأرض بعد أن لفظتها مصر. ضغوط دولية على القاهرة.. والسيسي يرد بلا كشف الديهي عن ضغوط هائلة مارستها وفود أوروبية من ألمانيا وفرنسا وبلجيكا لإقناع القاهرة بقبول تهجير أكثر من مليوني فلسطيني إلى الأراضي المصرية، مقابل دعم اقتصادي واسع وتسهيلات لحل أزمات داخلية. وقال الديهي إن تلك الصفقات عُرضت في الاجتماعات المغلقة وأيضًا بشكل معلن، لكن الرد المصري جاء قاطعًا عندما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمته الشهيرة يوم 10 أكتوبر 2023 خلال احتفالات كلية الشرطة: لن نسمح بتهجير الشعب الفلسطيني.. لن نسمح بتصفية القضية الفلسطينية.. ولن نقبل بتجويع الشعب الفلسطيني. وأضاف أن الرئيس السيسي وضع حدًا لمحاولات تمرير ما وصفه بالمخططات القديمة التي حاولوا تأجيلها ثم عادوا لإحيائها. الإعمار دون تهجير.. صيغة مصرية لإنقاذ غزة لم يكتفِ الموقف المصري بالرفض، بل تقدم بحل بديل عملي تمثّل في مشروع الإعمار داخل غزة دون تهجير، وهو ما أكده الديهي بقوله: لدينا خبرات لا يملكها غيرنا.. لدينا من يبني الدول ويصنع الحضارات. وأشار إلى أن الرئيس السيسي كان الزعيم العربي الوحيد الذي وقف أمام خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحويل غزة إلى منتجعات سياحية قائلاً له بوضوح: هذا ظلم لن نشارك فيه.. لا للتهجير ولا للتصفية. وصف الديهي هذه المواقف بأنها كلمة حق ثمينة، مكلفة، لكنها صدرت بأدب واحترام وحكمة وصبر. صمود مصر.. سجل ناصع وحسابات مكلفة شدد الديهي على أن القاهرة دفعت ثمن تمسكها بمبادئها، قائلاً: كلمة الحق لها فواتير.. لكنها كلمة مصر، التي لم تخضع ولم تساوم. وأضاف أن مصر تظل الدولة الوحيدة التي لم تسمح يوماً بإقامة مخيم لاجئين على أراضيها، ولم تتاجر يوماً بدماء الفلسطينيين، وبقيت على عهدها درعًا وحائط صدّ أمام أي مخطط يستهدف تفريغ الأرض من أهلها.