وجه رئيس حركة حماس في قطاع غزة، الدكتور خليل الحية، اليوم الأحد، رسالة إلى أهالي قطاع غزة، كشف خلالها عن أسباب فشل الجولة الأخيرة من مفاوضات الحركة مع الاحتلال، الذي أعلن انسحابه منها بهدف استكمال حرب الإبادة الجماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني. اقرأ أيضا: حرارة الشمس تحرق الاحتلال.. إجلاء 16 جنديا من غزة بسبب ضربة شمس وقال الحية، في كلمة مصورة: «شعبنا وأهلنا في غزة الصابرين الطاهرين، تقف الكلمات أمامكم صامتة، تفقد معانيها عاجزة عن التعبير تجاهكم، فقد عانيتم الأهوال وتحملتم في هذا الطريق ما عجزت عنه أمة بأكملها، وكنتم الأعزة عندما هان كل شيء، وعلَوتم وسمَوتم عندما سقط العالم في ظلمات سحيقة من الصمت والهوان والخذلان، فلا أجد من الكلمات والعبارات ما يوفيكم حقكم علينا، وإنَّ تضحياتكم ومعاناتكم وصرخاتكم وآهاتكم كلها أمانة في أعناقنا، لن نفرط فيها ما حيينا بإذن الله، وبالرغم من كل ذلك فلا يأس يدرككم، والله معكم ولنَ يَتِرَكم أعمالكم». وأضاف الحية: «أيها الأحرار الأطهار الأنقياء، يا مَن تتحملون ما ناءت به الجبال، وعجزت عنه الأمم، تتوكلون على الله وحده، وحسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله وأنتم تُقتَلون، حسبنا الله وأنت تُشرَّدون، حسبنا الله وأنتم تُجوَّعون وما لانت لكم قناة، ولا هانت لكم عزيمة، لله أنتم ما أعظمكم، أنتم تيجان رؤوسنا وعنوان العزة والكرامة والإباء». وتابع رئيس حركة حماس: «يا أبناء كتائب القسام وسرايا القدس وفصائل المقاومة، إن ما تقومون به من عمليات بطولية فاق كل تصور، وأعجز العالم عن فهمه وأنتم تذيقون هذا العدو المجرم جزاء ما يرتكبه من إرهاب وعدوان، واستطعتم عبر بسالتكم وحمم نيرانكم في سلسلة عمليات حجارة داوود إفشال ما تسمى عربات جدعون، أكبر عملية عسكرية صممها العدو الصهيوني وجيشه المجرم لهزيمة المقاومة، حتى أصبح رئيس أركان العدو يستجدي قيادته السياسية بالإذن له بسحب قواته من قطاع غزة، ويغطي على فشله بالإبادة الجماعية والتجويع لشعبنا والقتل لأطفالنا». واستطرد الحية بالقول: «شعبنا العزيز المعطاء، بجانب صبركم وبسالة مقاومتكم، سخَّرت قيادة المقاومة كل ما لديها من أدوات وعلاقات على مدار 22 شهرًا، في سبيل وقف العدوان على غزة وأهلها، وخضنا مفاوضات شاقة نضع فيها مصلحة شعبنا وحقن دمائه نُصب أعيننا، وقدمنا في سبيل ذلك كل مرونة ممكنة لا تتعارض مع ثوابت شعبنا، وتجاوبنا مع الوسطاء في كل المحطات وفي ما عرض علينا». وأضاف: «في جولة التفاوض الأخيرة، حققنا تقدمًا واضحًا، وتوافقنا إلى حد كبير مع ما عرضه علينا الوسطاء، وخصوصًا في ملف الانسحاب والأسرى ودخول المساعدات، ونقلوا لنا ردودًا إيجابية من الاحتلال الصهيوني، إلا أننا فوجئنا بأن الاحتلال الصهيوني ينسحب من جولة المفاوضات، ومعه مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، في خطوة مفضوحة مكشوفة تهدف إلى حرق الوقت والمزيد من الإبادة لشعبنا، ثم يقدِّمون إلينا ملاحظات على ما توصلنا إليه فيما يخص إدارة توزيع المساعدات بقضم دور المؤسسات الأممية والمحلية، حيث يصر العدو على أن تبقى آلية المساعدات التي حولها إلى مصائد الموت والتي تسببت في قتل وجرح الآلاف من أبناء شعبنا». وأردف الحية: «كذلك يصر الاحتلال على أخذ منطقة واسعة من رفح لإقامة منطقة عزل للنازحين لتمهيد الطريق لعملية تهجير لشعبنا الفلسطيني عبر مصر أو عبر البحر، في مخطط مكشوف ومفضوح يمهد لتصفية قضيتنا». وقال: «إننا أمام تنكر العدو لنتائج الجولة الأخيرة من المفاوضات، ومحاولة مواصلة الابتزاز والمماطلة واستخدام المفاوضات غطاء وأداة للتجويع واستمرار حرب الإبادة والضغط علينا ليحقق عبرها ما فشل في تحقيقه عبر الميدان والقتل والإرهاب، نقول بوضوح إنه لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الحصار والإبادة والتجويع لأطفالنا ونسائنا وأهلنا في قطاع غزة، وإن إدخال الغذاء والدواء فورا وبطريقة كريمة لشعبنا هو التعبير الجدِّي والحقيقي عن جدوى استمرار المفاوضات، ولن نقبل أن يكون شعبنا ومعاناته ودماء أبنائه ضحية لألاعيب الاحتلال التفاوضية وتحقيق أهدافه السياسية». وأضاف الحية: «كما أننا نرفض المسرحيات الهزلية التي تسمى بعمليات الإنزال الجوي، والتي لا تعدو عن كونها دعاية للتعمية على الجريمة، ولا أدل على ذلك من أن كل 5 عمليات إنزال جوي تساوي شاحنة صغيرة، والخطوة الحقيقية هي فتح المعابر ودخول المساعدات بطريقة كريمة لشعبنا، وهذا ما كفلته القوانين الدولية حتى في وقت الحرب».